وسط الكثير من الاحداث والمتناقضات نعيش فى مصر حدث مباراة مصر والجزائر ، الامر كله لايعدو عن كونها مباراة مصر والجزائر مباراة مثلها مثل غيرها من المباريات ، ولكنها حالة الفرقة التى زرعت منذ معاهدة كامب ديفيد ، وماترتب عليها من قطيعة عربية وتكوين جبهات عربية ضد مصر ، أشهرها على الاطلاق جبهة الرفض العربى ضد كامب ديفيد ،الحديث عن السياسة لايعنينا فى هذا المقام ولكننا نذكر ان الرياضة المصرية كانت الضحية فى دورة الالعاب فى الجزائر سنة 1978 م عندما كانت تلعب مصر مع ليبيا فى الدورة وفازت مصر بهدف جميل للاعب محمود الخواجة ، وبعد المباراة قام لاعبو ليبيا بالاعتداء على لاعبى مصر وحينما ذهب لاعبو مصر الى الأمن الجزائرى لكى يحميهم اذا بالأمن الجزائرى يقوم بالاعتداء على لاعبى مصر هو الآخر فاختلط الحابل بالنابل ، أنا هنا لاأذكر بالحدث من أجل الاثارة ، ولكنى أذكر ببدايات الأزمة التى ربما تكون انتهت فعلا عند الجزائريين ، لان حدث الكامب انتقلت عدواه الى دول عربية كثيرة وأخرى تهرول من أجل التفاوض وربما التطبيع مع الصهاينة ، وربما أكون أنا أيضا مختلفا او متفقا فيما ذهب اليه الزعيم الراحل أنور السادات ، الا ان الأكيد أن هناك أزمة عند المصريين عندما يرتبط الأمر باللعب مع دول الشمال الافريقى المغرب وتونس والجزائر ، الا ان الاخيرة تنال القسط الأكبر بعد حدث دورة الالعاب التى ذكرناها . لذلك فمن الواضح ان هناك أزمة عند بعض المصريين من الجمهور الجزائرى ، والجزائريين لم يبادروا بعد حدث الدورة لكى يمحو هذا الأثر السئ من نفوس المصريين ، وبخاصة انها كانت منقولة على الهواء مباشرة وشاهدها كل مصرى ، والغريب فى الامر انك اذا قابلت فى حياتك اى جزائرى تجده متيم بمصر وحب مصر ، ويمكن ان نقول ايضا اننا كمصريين نحب الجزائريين لأنهم شعب ناضل الاستعمار الفرنسى لمدة 130 عاما وسقط منه اكثر من مليون شهيد ، شعب ناضل من اجل الحفاظ على لغته العربية بعد ان اختلطت الأحرف العربية بالأحرف الفرنسية ، واستطاع ان يخرج من هذه المعركة فائزا ، فله منا كل التحية ، فاذا كنا نحب الشعب الجزائرى ونقدره ، ويبادلنا الشعب الجزائرى الحب والتقدير وربما يزيد ، فأين اذن تكمن الأزمة ؟ ماالذى ساعد على انتشار موجة الكراهية فى الأيام الأخيرة ؟ وكيف يمكن ان تزول هذه الموجة بعد انتهاء المباراة ؟ وبخاصة اذا جاءت النتيجة فى غير صالحنا ، بمعنى آخر من سيتحمل ردود الافعال الجماهيرية الغاضبة ، اذا تصاعدت هذه الموجة من الكراهية ضد كل ماهو جزائرى بعد عرض صورا وفيديو يثير كل مواطن حر غيور على وطنه ، برغم أنها حدثت منذ عدة أيام ولكنها عرضت فى حينها لغرض فى نفس من اذاعها امام الملايين من الجماهير التى تابعتها . لابد ان نعترف اننا اصبحنا فى حالة من الحوار غير الجاد عبر القنوات الرياضية ومعظم البرامج الرياضية ، فهناك حالات التراشق المستمرة ، ولكننا بعيدا عن هذا كله ، ومع كل الحب والتقدير للشعب الجزائرى الشقيق ، الا اننا نرغب فى الفوز بثلاثة أهداف على الاقل – ان شاء الله – دون اللجوء لمباراة فاصلة ، لذلك لابد ان نتحد معا من أجل هذا الهدف ، ونترك خلافاتنا الشخصية جانبا ، ولتكن البداية مع الكابتن حسن شحاته الذى يقدره ويحترمه الجميع ، فالرجل يعرف دوره جيدا فليتركه الجميع ، حتى لو انتهى الشوط الاول ونصف الشوط الثانى بدون اهداف فالهدف يأتى فى ثانية واحدة ، واننا نريد من لاعبينا ان يتذكروا تاريخ مصر المجيد وكيف ان الله اختص مصر بان جنودها خير اجناد الارض وكيف حمت مصر الاسلام من الفناء فى عين جالوت وفى الحروب الصليبية ، وكيف استطاع المصريون ان يهزموا الصهاينة فى حرب اكتوبر فى معركة غيرت مجرى التاريخ ، واسقطت العديد من النظريات العسكرية الحديثة ، هذه الامور من اجل الغيرة على الفوز وليس معركة حربية ، ونطلب من لاعبينا ايضا ان ينزلوا ارض الملعب متشابكى الايدى مع الفريق الجزائرى الشقيق ، لان الاخوة والمحبة بين الشعوب شئ والتنافس من اجل الفوز شئ آخر ، ونهمس فى أذن لاعبينا فنقول لهم أحسنوا صلتكم بالله ، أكثروا من تلاوة القرآن ، وأكثروا من الاعمال الصالحة ، وأكثروا من الاستغفار ، فأنتم سفراء الفرحة فى مصر المحروسة والمواطن البسيط ينسى كل همومه حين تفوز مصر . وفى النهاية نطالبمن يقومون بقيادة المشجعين ان يقوموا بتقسيم الاستاد الى عشرة اقسام بحيث يتبادلوا التشجيع طيلة المباراة لتحفيز الفريق على الفوز ، وليحسنوا استقبال الاشقاء الجزائريين ، وبعد ذلك يلهبوا حماسة اللاعبين للفوز بالثلاثة ، ولابد من اعداد وجبات ومشروبات للجماهير مجانية من رجال الاعمال ويضعوا عليها اسماءهم ، ، وسيكون الفوز من نصيبنا ان شاء الله ، واذا حدث غير ذلك فلنحمد الله ولنشكر فريقنا وجهازنا فقد ادوا ماعليهم ووصلوا الى المباراة الاخيرة وبقى الامل موجودا حتى اللحظة الاخيرة ، ولابد ان نجتمع بعد المباراة على شئ آخر وربما يكون اكثر اهمية من وصولنا الى كأس العالم ، نجتمع تحت شعار " معا لانقاذ الأقصى " عبر المنتديات والفضائيات والصحف ، فالمسجد الاقصى اولى القبلتين وثانى المسجدين وثالث الحرمين يتعرض لحملة صهيونية شرسة لهدمه واقتحامه بين الحين والآخر ، وسيكون للحملة مذاق خاص بعد وصولنا الى نهائيات كأس العالم ان شاء الله . [email protected]