أثارت دعوات الدخول فى عصيان مدنى، انقسامًا في أوساط الأقباط، إذ أيد البعض الفكرة لمواجهة تجاهل الرئاسة لما وصفوه ب "الاعتداء المستمر على الكنائس"، فيما رفض الغالبية هذه الدعوات لأنها تخلق حالة من الاحتقان الطائفي. ودعا الناشط القبطى مايكل سعيد، جموع الأقباط إلى العصيان المدنى للاعتراض على الاعتداء المستمر على الكنائس وسط تجاهل مؤسسة الرئاسة. وهدد بأنه سيتظاهر ضد الكنيسة، مبررًا ذلك بأنها تتدخل فى السياسة وتكبح جموع الأقباط الذين يحاولون الانتصار لوحدة الكنيسة واستمرار النضال الثورى للأقباط لتحقيق مطالبهم المشروعة. فيما أعرب القس ألبرت لويس أحد كهنة الكنيسة الإنجيلية عن رفض الكنيسة لأى عصيان مدنى أو أى تظاهر فردى للأقباط دون غيرهم، مشيرًا إلى أنه على الأنبا تواضروس الابتعاد عن إصدار أى تعليمات بالعصيان المدنى أو التظاهر. وأوضح أن نفس الأمر موجه للأساقفة والرهبان لأن ذلك يخلق الاحتقان والطائفية، وقد يتسبب فى انتقادات موسعة للكنيسة بأنها تسعى للطائفية والمصالح الشخصية دون اهتمام بما يجرى فى البلاد. وأبدى استعداد الكنيسة للدخول فى الحوار مع أى فصيل سياسى، مشيرًا إلى أنه يمكن حل أزمات الأقباط فى مصر دون الدخول فى صراع سياسى أو ممارسة حالات الغضب الطائفى من عصيان وغيرها، منوها إلى أهمية الوحدة بين جميع أبناء الوطن الواحد. ورفض أن الضغط لاستغلال بعض النشطاء الأقباط فى التظاهر ضد النظام وتشويه الصورة العامة، لأنه "مضر بالصورة العامة للأقباط فى مصر". بدوره، رفض نادر الصيرفى المتحدث باسم أقباط 38، فكرة العصيان المدنى وقال إننا ليس لنا علاقة بأية شئون سياسية كما أن العصيان مرفوض فى هذا التوقيت لأنه يضر بالصالح العام كما انه يخلق نزاع طائفى . وأضاف: أننا نبتعد تمامًا عن الكنيسة فى أى قرار تتخذه وما يهمنا هو الأمر المتعلق بقانون الأحوال الشخصية وما يترتب عليه، مشيرًا إلى أن ماتقوم به الكنيسة من اتخاذ قرار بالعصيان فهو شىء متعلق بها وليس لنا علاقة به ويمكنها أن تتخذه كيفما ترى دون وصاية من أحد ولكننا لن نلبى أى دعوات تتعلق بالعصيان أو الخروج عن النص لأننا بعيدين تمامًا عن الكنيسة والسياسة. من جهتها، رفضت مارجريت عازر القيادية بحزب "المصريين الأحرار"، خروج الأقباط للتظاهر ضد تصريحات البابا تواضرس برفض العصيان المدنى، لأن "رجل دين وليس سياسة ومن دوره رفض أى دعوات تحرض على عدم الاستقرار داخل الدولة وتهدد سيادة السلام". وأضافت أن العصيان هو أحد أشكال التظاهر وهو تصعيد للاحتجاجات السلمية والتى تسود الشارع المصري، معربة عن رفضها القاطع لانجراف الشباب المصرى، خاصة القبطى نحو العنف، مشددة على أنها ستشارك فى مظاهرات الجمعة القادم للتنديد بحرق والاعتداء على كنيسة مارجرجس بالفيوم. وأكدت أن الاحتجاجات تعكس غضب الشارع حول تجاهل السلطة لمطالب الشعب.