أيها المرابطون في سبيل الله في المدن السورية وعلى تخومها.. سامحونا، أيها القائمون على ثغور الحرية والكرامة والشرف في درعا وحلب وفي دمشق وريفها... اعذرونا... فقد ظاهر على خذلان قضيتكم العادلة بعض من بني وطننا مصر.. لم يعرفوا الشرف أبدًا في حياتهم فلم يبالوا به وهو يجري في عروقكم مع الدماء الزكية التي طالما اختزنتموها في الأوردة سنوات لتسيل اليوم عطرًا ونارًا تطهر الأرض الأبية في بلاد الشام، سامحونا لأننا نحمل نفس الجنسية التي يحملها هؤلاء الذين وضعوا أيديهم في يد السفاح بشار تعضيدًا لجريرته وتزكية لجريمته، سامحونا لأنهم عادوا سالمين إلى بلادنا ولم يكن القانون قادرًا على إسقاط الجنسية المصرية والصفة الإنسانية عنهم، سامحونا لأن أرضنا لم تزل تقلهم وسماءنا ما انفكت تظلهم. يا ساداتنا المجاهدين هناك فوق ربا الجليد تقاومون النار والثلج والعواصف والقصف من أجل الحرية والمساواة والعدالة والتنمية لا تؤاخذونا بفعل السفهاء منا، ولا تلومونا على جرم العملاء فينا، فهؤلاء الذين تبت أيديهم وتبوا إذ وضعوها في يد الطاغوت السوري قد باعوا مصر من قبل بثمن بخس دراهم ودينارات ودولارات معدودة وكانوا فيها وفي شعبها من الزاهدين، هؤلاء صنعتهم أيدي المخابرات الداخلية مناصفة مع المخابرات الأمريكية ليمثلوا نصف دور معارض للنظام السابق ونصف دور موال للصهيونية وحركتها في أرضنا العربية، لا تعجلوا بفهم قولهم عن أنفسهم أنهم قوميون فربما كان نعتهم بالقومية نسبة إلى قومية قوم لوط وثمود والذين من بعدهم أقرب، فكما أنهم جرحوا جهادكم فقد جرحوا من قبل كفاحنا وكما أنهم يحاولون إهانة نضالكم فقد أهانوا من قبل ثورتنا، وكما أنهم خلعوا على بشار عباءتهم فقد بذلوا من قبل لأجل الهارب أحمد شفيق أنفسهم وأموالهم، ولما تزل في شوارع مصر منهم سوارح يعيثون في أرضها فسادًا، وكما أن رجال بشار يغتصبون النساء فإن رجالهم (الثائرين) هؤلاء قد اغتصبوا نساءهم (الثائرات) في التحرير ولم يراعوا "الزمالة" القومية، وكما أن بشار يحرق بيوتكم فهؤلاء يحرقون المقرات لدينا ويحملون السلاح في الشارع، وكما أن مجاهديكم يقتلون بدم بارد فجنود الأمن الساهرين على حماية المنشآت عندنا يذبحون بدم أكثر برودة . أيها الواقفون على الثغر الدمشقي تدرءون عن أمتنا خطرين أقلهما شيعي بغيض والآخر صهيوني خسيس لا تبالوا ببعض المخنثين من بني جلدتنا وطأوا أرضكم ليرتزقوا سحتًا من يد ساداتهم العلويين فقد ارتزقوا سحتًا من قبل في مصر من ساداتهم المفسدين فلما هلك عنهم سلطانهم عندنا وشحت عليهم العطايا قصدوا بلادكم الأبية ليأكلوا في بطونهم من عرقكم ودمائكم وأرواح فلذات أكبادكم. إن الإنسانية لا تباع في المحلات الأنيقة ولكنها هبة من الله تجدها رأفة ورحمة في قلوب البشر مسلمين وغير مسلمين تخلع على بني آدم وعلى عقولهم ما يميزهم عن الضباع والذئاب التي لا تميز بين اللحوم فكلها في مذاقها لديها سواء. يا أهلنا في سورية مصابكم مصابنا، وبلاؤكم وصدمتكم في زيارة وفد العار لمصاص الدماء هو نفسه بلاؤنا وصدمتنا لأننا في مصر ابتلينا بتلك الوجوه الكريهة وتعايشنا معها بلا مبرر واضح عامين كاملين. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]