قبل أن أدخل فى الموضوع أذكركم بأن خالد علم الدين مستشار الرئيس بريء حتى تثبت إدانته, وأن السياسة هى فن حل الأزمات لا زيادتها, والحمد لله وبعد.. فيا أيها اللاهثون خلف جرارات السياسة الفضائية الليلية, ألم تتعبوا؟.. أيها المعلقون كل ساعة على تعليق المعلقين للأحداث المعلقة الباردة رغم سخونتها, والكسولة رغم دوران عجلتها للخلف, ألم تزهقوا؟ كل يوم سياسة وصداع.. شتيمة.. شتيمة.. بلا ضرب حقيقى فى العدو القاتل المسمى: العجز والكسل والفشل.. كل يوم تتابعون نفس البرامج التى تكرر ضيوفها, ونفس الضيوف التى تكرر ظهورها, ونفس الظهور والأقفية التى صارت رؤوسًا نسميها نجوم التوك شو.. قررت أن أطلق السياسة قليلاً.. أن أعلق التعليق على أحداثها قليلاً.. أن أنسحب قليلاً من مشهد مؤسف مقرف, ويكفينى ما تبقى معى من قراء من أيام موقعة عين جالوت.. وفى عين جالوت كان المصريون يجيدون الرمى بالنبل والسهام, ومضت قرون.. فصار المصريون يجيدون الرمى بالمولوتوف.. إسرائيل دخلت عصر سرقة السحاب والمطر, ونحن بأيدينا شدخنا رؤوسنا بالحجر, والحجر كان أيام زمان, فى أيدى الصغار, فصارت الأحجار بأيدى الكبار.. وتحولت كل جمعة لدينا لمليونية "رمى المولوتوف وشد الحصار, ورمى الجمرات على رؤوس بعضنا, والرؤوس رآها الحجاج الثقفى قد أينعت, وتثاقلت فوق الرقاب, وحان قِطافها, وأقسمَ: إنه صاحبها وقاطفها, والحكاية كانت بسبب أن أهل العراق لم يتركوا واليًا إلا حاصروه وقذفوه بالحصى.. فلما جاءهم الحجاج, وأسرع إلى المسجد, ونودى فى الناس للقاء الوالى الجديد, امتلأ المسجد ولم يكن به حصير, وسكت الحجاج دقائق, وهو ملثم الوجه, فأخذ بعض السفهاء حصوات من الأرض, ورموه بها.. فكشف صدره.. أقصد: وجهه.. وقال بعنف: أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا / متى أضع العمامة تعرفوني.. فسقط الحصى وخمد المولوتوف, واستقام الأمر.. وفتح الله تعالى بالحجاج بلاد الهند والسند وجزءًا من الصين.. والصين صدّرت إلينا كل شيء, فلو تخيلنا سيناريو صينيًا, فيه الحجاج يسكت ويختفى.. ويترك الصبيان فى بلاك بلوكهم, والسفهاء فى رهط إفسادهم.. فقل على مصر- أقصد العراق - السلامة.. وسلامة فى خير وخير فى سلامة.. وعن إذنك فالقهوة على النار.. سادة مغلية بلا وش.. لعل يبان لها وش. twitter.com/mmowafi [email protected]