أعتذر عن كل نقد لاذع تناولت به مصريًا, حتى لو كان ممن سولت له نفسه, حسد أخيه مرسي, فحسده, ثم كان من الجبهويين.... أعتذر عن كل لفظٍ لم يكن في محله, واعتبره البعض جارحًا, مع أني ما أردت إلا الإصلاح ما استطعت.. أعتذر عن كل تخوين رميت به أحدًا, فالسرائر يعلمها الله, و على الرغم من كل الظواهر المثيرة للجدل, والجاذبة لسوء الظن. على مدى معركة الاستفتاء, رأيت أنها موقف, لا يحتمل أنصاف الحلول, وتنصهر فيه المعادن, فقررت أن أكون جوار حق رأيته, وعلى مدى تلك الأيام تلقيت اتصالات ورسالات من معارضين للدستور, تلوم كتاباتي, منها رسالة من المهندس الخلوق أحمد عبد العظيم,أحد رجالات التنسيق المصري الياباني, قال لي إني صرت كمن يرى بعين واحدة.. آلمتني الرسالة, وأصررت على أني أرى الأمور بعينين مفتوحتين, لكني أيضًا, رأيت أنه يجب مراجعة النفس من حين لآخر. راجعتها, ووجدت أنه لو تكرر المشهد, لكررت موقفي, دون زيادة أو نقصان.. دون خوف اتهام بالأخونة, و لا مخافة رمي بالسلفنة.. لكن كذلك قررت أن أعيد تراكيب ألفاظي, فلو كل منا يستحقه آخرون, فنحن أولى بالأدب.. قررت أن أعتذر.. أن أدفع السيئة بالحسنة, و إلا فما الفرق بيني وبين كل سخاب بالفضائيات, وصخاب بسوق صحف غسيل الذمة.. لا خير فيّ إن قلدت أعدائي, بل ليس من اللائق أن أصفهم بالأعداء, فقط يكفيني أن أصفهم بالمخالفين لرأيي, و رأيي خطأ يحتمل الصواب, ورأي الآخرين صواب يحتمل الخطأ. أريد أن أقول: إننا في زحمة المعارك, تتسرب من أصابعنا مبادئ الأخلاق.. نحن أولى بالأخلاق.. فسفاهة من يشتمك, لا تسمح لك بالسفاهة, و بذاءة من ينتقدك, لا تمنحك صك بذاءة.. الفضائيات التي امتلأت بالشتائم و الجهل و الدجل و الرقص السياسي الفاحش, ما ينبغي لها أن تنعكس عليك.. ابق كما أنت, جادلهم بالحسنى, أو اختر عسرى المقاطعة لو استطعت.. أما أن نفرد ملاءات القباحة لمخرج أو فنان أو أراجوز, فنحن وهم سواء.. سنصبح في معركة ينتصر فيها أكثرنا بذاءة, لا أكثرنا تمسكًا بالخلق.. قررت أن أعتذر لأن خير من دفنت بالقاع أعظمه لم يكن بالبذيء و لا السباب و لا اللعان و لا الفاحش, وكان يعفو و يصفح.. فاللهم صل و سلم و بارك عليه. [email protected]
