بادرت الجماعة الاسلامية وذراعها السياسى البناء والتنمية بالدعوة لمليونية الجمعة القادمة تحت شعار لا للعنف وجاءت هذه الدعوة بعد أحداث العنف المتلاحقة التى شهدتها البلاد فى الأونة الأخيرة والتى تعكس حالة الإستقطاب السياسى الحاد بين مختلف الأطراف سواء فى السلطة أو فى المعارضة فلقد عجزت النخب السياسية عن الأستماع إلى صوت العقل وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة ورفضت كل آليات الحوار وأتبعت سياسة الأرض المحروقة عن طريق اضفاء الغطاء السياسى للعنف والأعمال التخريبية كبديل عن الطرق الشرعية المتبعة فى الممارسات الديمقراطية فى كل بلدان العالم . فالمتابع للمشهد السياسى المصرى يجد أننا نغرق فى دوامات العنف المتلاحق والذى يكاد يكون ممنهجاً ، ويضعنا فى مأزق حقيقى يجعل مصداقية الجميع على المحك . فلقد أصبح مألوفاً أن نرى مظاهرة سلمية تتبنى مطالب المعارضة ثم تتحول فى نهاية المطاف إلى تجمعات تخريبية تخترقها حشود البلطجة متجهة صوب المؤسسات العامة وعلى رأسها القصر الرئاسى بما يحمله من رمزية لسيادة الدولة وهيبتها فى محاولة للنيل من مؤسسة الرئاسة بهدف إيصال رسالة للخارج والداخل أن البلاد تحترق وخلق حالة من الفوضى توهم الرأى العام أن النظام الحاكم لا يستطيع السيطرة على مقاليدالأمور فى الدولة . والطرف الوحيد المستفيد مما يحدث الآن هم قادة الثورة المضادة وأذناب النظام السابق ولا يجهل أحد الأيادى الخفية التى تعبث بأمن الوطن وتحاول تشويه الثورة وتغدق فى سبيل ذلك الأموال الطائلة وتساعدها فى ذلك دول أجنبية وأجهزة مخابرات لا تريد الخير لمصر وتسعى لعرقلة مسيرتها نحو التقدم والريادة والناظر للخارطة السياسية المصرية يدرك تماماً اننا نحتاج إلى تيار ثالث يقف على مسافة واحدة من الجميع ويجمع ألوان الطيف السياسى فى بوتقة واحدة لمواجهة الفوضى والعنف الذى يكاد يعصف باستقرار البلاد فى محاولة للخروج من الأزمة الراهنة ودعوة الجميع لاحترام الشرعية وإرادة الشعب والوصوللإستحقاقات السياسية من خلال صناديق الأقتراع ومن هنا تأتى أهمية مليونية نبذ العنف والتى هى عبارة عن دعوة لجميع ابناء الوطن الواحد للأصطفاف فى خندق واحد لمواجهة التحديات الكبرى وتبعث برسائلها السياسية لجميع الأطراف . رسائل للرئاسةوالحزب الحاكم أن تكون على مستوى الحدث وان تبادربإدارة حوار وطنى جاد وإجراء إصلاحات أقتصادية وأجتماعية بما يضمن حياة كريمة للمصريين ولتحقيق أهداف الثورة ورسائل لجبهة الإ نقاذ برفع الغطاء السياسى عن أعمال العنف والعودة إلى طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة والأحتكام إلى الشرعية والدستور .ورسائل للقوى السياسية والشبابية والثوريةباستكمال مسيرة الثورةمن خلال الوسائل السلمية والوقوف ضد البلطجةوالعنف السياسى ورسائل إلى الشعب المصرى أن يخرج عن صمته وينزل إلى الميدان ليدافع عن الثورة المصرية وسلميتها والعودةالى تشكيل اللجان الشعبية لحماية الممتلكات العامة والخاصة.