أعتقد أن انتخابات نادى الزمالك عام 2005 شكلت علامة فارقة فى تاريخ الإدارة المصرية، ومازالت تأثيراتها متواجدة بقوة فى المشهد المصرى، وربما تدرس عالميًا لاحقًا إذا استمر الحال على ما هو عليه. ففى ذلك العام تقدم للترشح لرئاسة النادى كل من الأستاذ كمال درويش - رئيس النادى فى ذلك الوقت -، والذى تحققت فى عهده بطولات كثيرة للنادى، وتحسن أداؤه فى كافة المجالات، وفى مواجهته السيد مرتضى منصور ورصيده -فى نظر الكثيرين-هو قدرته على المشاكسة واختلاق الأزمات، وكانت المفاجأة الكبرى ونجح الأستاذ مرتضى منصور بفارق بسيط، لكن بيت القصيد هنا هى المقولة التى ذاعت فى أرجاء نادى الزمالك قبيل التصويت، والتى يعزى إليها هذا النجاح، وهى (لو انتخبنا كمال درويش فسيطعن مرتضى منصور فى نتائج الانتخابات كالعادة ويجرجر النادى فى المحاكم والمشكلات التى لا تنتهى، بينما لو انتخبنا مرتضى فإن النادى سيستقر لأن مرتضى لن يرفع قضايا على نفسه!). إن هذا المنهج على بساطته وغرابته قد قاد مرتضى منصور لرئاسة الزمالك، لكن الزمالك لم يستقر فى عهده، بل استمرت المشكلات وتعاظمت بينه وبين غيره، لماذا لم يتحقق الاستقرار الذى نشده ناخبو الزمالك يوم رشحوا الأستاذ مرتضى، ببساطة لأن من يجيد المنازعات غالبًا لا يجيد البناء، وليس كل بارع فى النقد بارع بنفس الدرجة فى تقديم البديل. وأظن أن هذا المنهج الذى نجح به الأستاذ مرتضى منصور عام 2005، هو ذاته وبالضبط ما تراهن عليه جبهة الإنقاذ حاليًا، فرغم أن انتخابات تلو انتخابات واستفتاء تلو آخر أثبت اختيارات الشعب، إلا أن رجالات جبهة الإنقاذ مدعومين من الإعلام ورجال الأعمال المسيطرين على القنوات الفضائية قرروا أن يوصلوا الشعب لنقطة - ويوصلوا إليه رسالة - أنه لن يكون هناك استقرار إلا بوجودنا، ولن يكون هناك استقرار إلا ونحن فى السلطة، وإلا فنحن سنقلب الدنيا على رأس الرئيس المنتخب، وسنستغل صلاتنا الخارجية فى تهييج المجتمع الدولى على الرئيس ولو وصل الأمر للإضرار بمصر مثل تعطيل إسقاط الديون أو دعوة الغرب لعدم الاستثمار فى مصر، فإذا أردت الاستقرار يا شعب مصر فهيا إلى انتخابات رئاسية مبكرة فنحن الطامعون فى السلطة لا يمكننا الانتظار أربع سنوات، وإذا أردت الاستقرار يا شعب مصر فنرجو أن تعتبر أن موافقتك على الدستور مكانها صندوق القمامة، فنحن سنشعل عدم الاستقرار، وسنغض الطرف عن جميع الاعتداءات التى تقع على منشآت الدولة، ونوفر الغطاء السياسى لكل مظاهر عدم الاستقرار حتى تنصاع القوى السياسية الأخرى لأكبر قدر من تعديلات الدستور الذى وافق عليه الشعب، وسنطالب بتوقيع وثائق ملزمة بهذا قبيل الانتخابات لنصادر على إرادة الشعب للمرة المائة!!. وفى النهاية سيقرر الشعب المصرى أن (يشترى نفسه) وينتخب أحزاب جبهة الإنقاذ بنفس المنطق الذى انتخب به ناخبو الزمالك الأستاذ مرتضى منصور، أملًا فى الخلاص من شر الذين ننتخبهم!!، وهو منهج ستدخل مصر به التاريخ، فكل الناخبين فى العالم ينتخبون المرشح رجاء الخير الذى سيأتى به، بينما جبهتنا تلعب على أن ينتخبها الناس إتقاء شرها !!. لكن المعادلة فى حالتنا لن تستقيم، لأن خصمهم ليس مثل الأستاذ كمال درويش، بل هو أقرب هو الآخر إلى طريقة الأستاذ مرتضى، و(مرتضى على مرتضى ما يلفش) !!...... ولك الله يا شعب مصر فى ساستك الديمقراطيين جدًا. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]