لاشك أن أهل السنة والجماعة هم أصحاب الفهم الوسط قال تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " فأهل السنة وسط بين الفرق .. فهم وسط بين القدرية والجبرية ووسط بين الشيعه والخوارج بل إنهم وسط بين الأمم أيضا .. فهم وسط بين غلاة النصارى الذين غلوا فى عيسى عليه السلام فجعلوه إلها وبين أمة يهود الذين حاولوا قتله فهم يرون أنه عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه . ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم لايقولون خلاف الكتاب والسنة قال تعالى " ياأيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم " كما أنهم يعظمون شعائر الله ولايقبلون الشفاعة فى الحدود, ويتعاونون على البر والتقوى ولايتعاونون على الإثم والعدوان , ويتناظرون فى المسائل فيما بينهم وصولاً إلى الحق مع بقاء الألفة ويدورون معه حيث دار ولايتركون صريح النص وصحيحه إلى مقولات الرجال مهما علت رتبهم ولايقولون قولا ليس لهم فيه سلف ولايتبعون الأذواق وعقول أهل الكلام وأفهام أرباب التصوف ولايحدثون فى الدين ماليس منه , ويعذر بعضهم بعضا فى اختلاف الفروع التى يسع الخلاف فيها ولايرمون المخالف فيها بفسق أو تضليل أو كفر فاختلافهم فى الفروع كاتفاقهم فيها وهم يسعون دائما إلى التسديد والتقريب وتوحيد كلمة المسلمين وترك التنازع والشقاق والمراء والجدال . وهم يقومون بواجب الدعوة الشاملة إلى الله تعالى فى أمور العقائد والعبادات والسلوك والأخلاق وفى شتى مناحى الحياة , ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويوالون أولياء الله ويعادون أعداءه ولايمنعهم الخلاف فى العقيدة من العدل والإنصاف مع مخالفيهم . قال تعالى " ولايجرمنكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى " ولايكفرون مسلما بذنب مالم يستحله ويصلّون الجمع والجماعات خلف الإمام المستور الحال ويدعون لعصاة المسلمين بالهداية والنصيحة عندهم لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ولايتخلفون عن نصرة المظلومين مااستطاعوا إلى ذلك سبيلا. فالحركة الإسلامية الراشدة تعتمد منهج أهل السنة والجماعة فى الفهم والتلقى فتلتزم بكتاب الله وسنة رسول الله لفهم سلفنا الصالح ولايسعها خرق إجماعات العصور السابقة أو التغافل عن الأقيسة الجلية أو الخروج عن مجموع أقوال الأئمة فى المسائل المختلف فيها. فهذا هو منهجنا فى السير إلى الأهداف وتحقيق الغايات واداء المهمات فنضمن بذلك سلامة الحركة من الشطط أو الزلل فتتهاوى كل الأفعال المخالفة والمقولات الخاطئة أمام ذلك الصرح الشامخ مهما كبر مقام قائلها أوعظمت مكانة فاعلها ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد