هل عميت أبصاركم فغشيت عن الحق حماية للباطل؟ هل ماتت قلوبكم فوضعتم السياسة والكراسى فوق تحريم الله لدم المسلم؟ هل زاغت بصائركم فأعليتم الولاء للأحزاب فوق الولاء للدين والوطن وكلمة الحق؟ هل عطبت عقولكم المريضة فتوقفت عن التفكير وإقرار ما ترونه بعيونكم.. طالما لا يوافق مصالحكم؟ هل كان خالد سعيد «شهيد البانجو» كما أطلقتم عليه؟ هل كان سيد بلال عميلاً لأمن الدولة ومفجر كنيسة القديسين؟ هل كل شهداء الثورة بلطجية ومرشدون سابقون وأطفال شوارع ومسجلون خطر وأصحاب سوابق؟ فهى إذن هوجة رعاع.. لا ثورة شعب فجرها «الشباب» بعد أن فشلتم فى تحقيق أى مكاسب لأكثر من 60 عامًا. وبعد أن أبت كرامتهم أن يواصلوا الحياة تحت نير ذل وعبودية رضيتم أن تتمرغوا فى أوحالهما، ويأكل أسفلت السجون من أجسادكم دون أن تثوروا وقد استطبتم عيشة الهوان بين الحفر؟ هل هذا جزاء شباب مصر الذى له الفضل – بعد الله – فى إعادتكم لحياة البشر؟ ما الفرق بين استشهاد خالد سعيد، أيقونة الثورة ومفجرها على أيدى زبانية الداخلية، وبين استشهاد محمد الجندى تعذيبًا على أيدى نفس الزبانية؟! هل حقاً قامت الثورة وأطاحت بالطاغية وحبيبه العادلى من أجل كرامة المصري؟.. أيها الكائنات المشوهة أصحاب القلوب الغليظة والعقول المريضة.. والنفوس غير السوية.. هل شاهدتم السيدة الفاضلة المكلومة والدة الشهيد الجندى وهى شبه منهارة وتقول: «استنجد برحمة ربنا.. وبجاه رسول الله.. وأنا فخورة بمحمد.. أنا انتخبت د.مرسي.. ونزلت له فى التحرير.. وقلت لابنى شكله راجل طيب وإن شاء الله هينفع مصر.. وما كنتش عارفة إنى هتخدع، وأنا ندمانة على إنى كنت واثقة إن الزمن اتغير». حروق كهرباء فى اللسان - آثار أسلاك حول الرقبة.. كسور متعددة بالأسنان.. 3 ضلوع مكسورة.. آثار كى بالنار بالظهر والبطن.. آثار ضرب مبرح بآلات حادة فى الوجه ومختلف أجزاء الجسم.. وترشح بالمخ.. والتقرير الطبي: توفى نتيجة حادث سيارة!! هذا هو الجواب على من يتساءلون: لماذا حطم أهالى الشهيدين الجندى وسعد أبواب المشرحة؟.. والوصف السابق هو للإصابات التى وجدها الأطباء فى جسد الشهيد - بإذن الله تعالى - محمد الجندي، وإذا كان «حمادة» قد اتهم بأنه «بلطجي»، وتركت - ميليشيات «الإخوان» الإلكترونية كل ما حدث له أمام أعين العالم وحاولت تشويه ماضيه، فإنهم لن يجدوا فى ماضى محمد الجندى - رحمه الله - ما يمكن أن يشوهوا نقاءه به. شاب 28 عامًا وحيد والديه، مرشد سياحي، الطالب المثالى على جامعة الإسكندرية، هوايته السفر لأوروبا، بار جدًا بوالدته.. «احتك» بأحد الضباط ثم اختطف حتى شهد بعض زملائه أنهم قابلوه فى معسكر الأمن المركزى حيث كان يتم «تأديبه» على الطريقة القديمة!! رحم الله الجندى ومحمد كريستى وجيكا وأبو ضيف وسيد بلال وخالد سعيد.. وكل شهداء مصر. .. وشاهت وجوهكم أجمعين. ..تلك الوجوه التى سكتت الألسنة فيها عن قول الحق إعلاء للحزب.. .. تلك الوجوه التى صمت الآذان فيها عن سماع صرخة أم مكلومة أو مواطن يعذب تأييداً للجماعة.. .. تلك الوجوه التى عميت العيون فيها عن رؤية دماء الشهداء تسيل حمراء قانية.. حتى تتكحل برؤية رؤساء الأحزاب.. وزعماء الجماعات.. وقادة التيارات.. ضاحكة مستبشرة على القنوات وأمام كاميرات الفضائيات.. مرة أخرى رحم الله شهداء مصر.. وحفظ شعبها من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66