أشاهد ويشاهد غيري كثيرًا من الأحداث التي تمر بها الحبيبة مصر، أتابع كما يتابع غيري اختلاف الهوى السياسي وتأثيره في الساحة في بلدنا الحبيب مصر، وأحزن كما يحزن غيري لحالة الانقسام التي تحدث في الشارع السياسي، نعم الانقسام الناتج عن الرغبة في تولي المناصب، وتصدر المشهد السياسي، هذا الانقسام الذي تفرضه النخبة ويجرون إليه شباب مصر (لاحظوا أني لا أستثني أحدًا) الذي حول أبناء مصر من طبيعتهم المبدعة الخلاقة للنظر لما تحتاجه مصر، ومد يد العون والتعاون، وتقديم عقول البناء والتنمية، اليد التي نظفت ميدان التحرير عقب ثورتنا العظيمة، والعقول التي لديها من الأفكار ما ينمو بأمم ويعلي حضارة جديدة لمصر أم الحضارات. انصرف الشباب عن مشهد التنمية والبناء، إلى مشهد الخلاف والتناحر، والخطير هو استخدام العنف والتخريب من أجل قضية يطالبون ويؤمنون بها، قضية لو فكروا يمكن أن تنجز بأسهل الوسائل وأبسط الطرق، لا تستدعي حالة الاستنفار المخرب أو حتى المعطل، لا تستدعي التلويح بحالة الفوضى التي لا يستفيد منها سوى أعداء مصر والمتربصين بها. يواجه النخبة من المصريين تحديًا صنعوه هم بأنفسهم، إما لإثبات ذواتهم وفرض رؤاهم على الآخرين، أو استخدام أحداثًا وأحيانًا افتراءات لمواجهة الطرف الآخر (لاحظوا أنني لا أستثني أحدًا) والحشد ثم الحشد ثم الحشد لاستعراض القوة ومحاولة التأثير، والمستخدم في ذلك أيادي وعقول، أولى بها أن تستقر وتبني لا أن تهدم وتخرب، قوة الشباب التي تستخدم وربما تنفجر في وجوه الجميع، فتحيل المشهد لخراب مستحكم لا قدر الله. رغم حدوث حالة من الغضب الممتزج بالضيق والاكتئاب من هذه الحالة، إلا أنني لم أيأس يومًا في أن هذه الأيادي والعقول ستعود لتتحد مع اختلاف مشاربها لتبني مصر، ستعود للتآلف على قلب واحد اجتمع على حب مصر، فالجميع سواء ممن اتفق مع هواي السياسي أو اختلف يحبون مصر لا أشك في ذلك، ولكن محرك الهوى والهوية يتصارع في نفوسهم إلى أن يتغلب محرك الهوية لدى الجميع، ستجدون لحظتها ضعف الهوى في النفوس والتسابق من أجل تقديم مستقبل مشرق لمصر. والجميل والمبشر أن هذه الأيدي والعقول متنوعة المسارات؛ فتجدني أستبشر بمفاتيح خير في كل المجالات، أرى عقولًا بارعة في الاقتصاد، وأيادي تشيد مصانع، وأخرى تزرع فتقدم أجمل وأحلى الثمار لشعب يستحق كل هذا وأكثر. قد يصمني البعض بأني حالم، أسرح بخيالي، نعم قد أكون كذلك ولكني من حقي أن أحلم وأحلم؛ وأدعو حتى أرى حلمي حقيقة، أو حتى يراه أبنائي واقعًا يعيشون فيه. قد يقول البعض أنني أتسلى بكلمات قد لا أستطيع أن أضعها على الواقع، أقول سأبدأ بنفسي وفي مجالي سأسعى بكل ما يمكنني أن أقدم الجديد من أجل أبناء مصر من المعلمين كلما أتيحت لي الفرصة – وهذا تخصصي- فمن يمد يده معي؟ من يصدق النية ليسهم في تقديم ما يستطيع في حدود مجاله ومكانه؟ أثق في وجود استجابات عديدة، وهناك سنصبح على أرض الواقع لا على خيال الأحلام. حفظ الله مصر وحفظ لها أبناءها المبدعين... فأياديهم لا تمتد إلا بالعطاء. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]