بعد أن اضطر الإخوة الأعداء من التجمع سويًا وقد انكشف حجمهم فرادى وأطلقوا على أنفسهم جبهة الإنقاذ، وبعد أن انكشف حجمهم مجتمعين وأدركوا ضآلتهم، لم يكن أمامهم سوى التلاقي مع زبانية النظام القديم ومباركة أسلوبه في التخريب والتدمير وترويع الآمنين وتأجير المضارين والناقمين ومحاربة الاقتصاد وإعمال القتل والسرقة، والسعي لإضعاف جهاز الأمن، بل والسعي لاستفزاز القوات المسلحة واستدراجها إلي طريق الصدام مع الشعب وبالتالي تدير مؤسسات الدولة والوثوب إلي الحكم. وعلى الرغم من كثرة وسائل الإعلام المقروءة والمرئية المملوكة لرجال الأعمال الداعمة والمشاركة لهذا التيار المعارض أو الرافض للتيار الإسلامي، ودعم البعض من بلدان الخليج العربي لهم بالأموال التي تزيد على حجم دعم الإسهام في بناء المؤسسات الخيرية، إلا أن قطاعًا واسعًا من المصريين يدرك أهداف ودوافع هذا التيار حيث قدموا الدليل في تأييد الكوادر الإسلامية في الانتخابات والاستفتاءات. وربما يكون ذلك وراء هذه الهجمة التي ازداد جنونها التي صاحبت احتفالات الذكرى الثانية لثورة يناير. لقد انكشفت كل الأقنعة التي تخفى وراءها المنقذون حيث لا يوجد أي شيء إيجابي قد نال موافقتهم فرادى ومجتمعين منذ تولي الرئيس الممثل للتيار الإسلامي لا الدستور ولا الوزراء ولا الرئيس ولا الإسلام ولا دعاته. الكل بلا مواربة يريد أن يصبح رئيسًا سواء من عاد من جولته الطويلة خارج مصر وغاب تمامًا عن هموم شعبها، أو من ساقته الصدفة في تناقضات الانتخابات الرئاسية ولم يدرك أن التوجه نحو الاقتصاد الحر لن يسمح له بالعودة إلي التجربة الصنمية الاشتراكية حتى ولو كان يداعب المهمشين بالعدل الاجتماعي، فلم ينس المصريون غياب العدل السياسي عن التجربة التي يحاول تسويقها في غير زمانها، ولم ينس الكثير موت أهليهم في السجون وتعذيبهم وسحلهم وما طالهم من حرمان وتجويع. أو ثالث ترك منصبه بعد أن داعبه منصب الرئيس بعد أن خدع من بعض المقربين فظن أنه سيحقق حلمه في الرئاسة وأحاط إعلانه فيها بقبول التحدي. والتقى هؤلاء الطامعون مع غيرهم من رجالات الأعمال المرتبطة مصالحهم مع قوى أجنبية راغبة في تركيع الإسلاميين وهدم مصر أو من يعادون التيار الإسلامي بطبيعتهم ويلوذون بالتيار العلماني هروبًا من كل ما هو شرقي. أو من الشيوعيين وبقايا جماعة حدتو وأتباع اليهودي كورييل الكارهة لكل ما هو مسلم مهما كان دوره. التقى هؤلاء المختلفون ليشعلوا نار الفتنة في مصر ويدمروا كل شيء فيها ويزيفوا بوسائل الإعلام المأجورة كل الحقائق ببجاحة ووقاحة وتغيير مكشوف لكل الحقائق، إما مصالحهم أو دمار مصر بدلًا من إنقاذها كما يدعون، إنقاذها بالأموال التي أنفقوها على البلطجية والمولوتوف والأسلحة والتخريب، حتى ولو كانت قد أتتهم من عرب وعجم، من مشايخ أو شياطين، من السجون أو عبر الحدود في لبنان وإسرائيل وأمريكا والمهربة المنهوبة في سويسرا، فمجموعها الهائل كان يكفي لإنقاذ فقراء مصر وتأمينهم بدلًا من ترويعهم. وطالما لم يحدث ذلك ولم يجد أغلب شعب مصر في قلوب هؤلاء أي شفقة ورحمة على واقعه ومستقبله فهل من رشيد ينقذ هذا الشعب من المخططات الحالية والقادمة لجبهة الإنقاذ؟