يبدو أننا نعيش في فترة عهد الرئيس الضعيف (محمد نجيب الأول) والذي كان محبوبًا من الشعب إلا أن التآمر المُحْكَم من الطاغية (جمال عبد الناصر) مع صديقه (عبد الحكيم عامر) أطاح بنجيب وأضاع على مصر فرصة ذهبية كان يمكن لمصر أن تدخل بها عصر الحرية والكرامة والتقدم!! فالمتابع لمذكرات (الضباط الأحرار) التي نُشرت يرى العجب العجاب وكيف أن (عبد الناصر وعامر) أقنعا بدهاءٍ ومَكرٍ الرئيس الطيب المسكين (محمد نجيب) بالتفرغ للرئاسة وترك قيادة القوات المسلحة لعامر الذي اتفق مع عبد الناصر على أن يوليه الرئاسة مقابل أن يتولى هو القوات المسلحة، وقُسِّمت تركة مصر بين الصديقين، ومن يوم التوقيع - كما يقول أحد الضباط الأحرار- بدأت رحلة الإهانة للرئيس محمد نجيب – وفي الحقيقة رحلة الخراب لمصر - والتي وصلت للبصق عليه ورميه بين جدران حجرة كئيبة في بيت كالقبر بالمرج!! الرئيس محمد مرسي -كما كان الرئيس محمد نجيب رحمه الله- ذو خلق وأدب ونزاهة.. ولكن ليست هذه الصفات التي تؤهل فقط لقيادة بلد بحجم مصر وفي وقت خطير للغاية!! فالنبي القائد صلى الله عليه وسلم رفض أن يتولى الصحابي الكبير الزاهد (أبو ذر الغفاري ) للإمارة لضعف هذه الناحية القيادية عنده!! * * * في حواراتي مع الكثير من البسطاء من الناس وجدت أن الرئيس محمد مرسي يحبه الكثير من الناس لأخلاقه وسماحته وأدبه ولكنهم في ضجر شديد من ضعفه وقلة حزمه في التعامل مع الخارجين على القانون من (السياسيين الانتهازيين المحرضين على الخراب، وكثير من الإعلاميين مشعلي الحرائق والفتن في مصر..، ومن بقايا الفلول ورجال أعمال مبارك الذين يشكلون اليوم أخطر ثورة مضادة قد تعصف بالجميع إن استمر هذا الضعف المزري!! ماذا فعل الرئيس مرسي مع (مراكز القوى الإعلامية) التي فتحت (الدكاكين الفضائية) لإشعال النار والخراب كل يوم في ربوع مصر!! النتيجة عيَّن لهم وزيرًا ضعيفًا من الإخوان ليتعامل معهم بكل سذاجة وضعف وفتح لهم الباب لمزيد من السفالة وقلة الأدب وهدم مصر!! وماذا فعل الرئيس مرسي مع (مراكز القوى القضائية) التي تركت منصة القضاء وراحت تحرض الناس على تقويض الاستقرار وصارت قدوة سيئة للشباب اليائس!! وماذا فعل الرئيس مرسي مع (مراكز قوى البلطجة للفلول) والمنتشرة في كل محافظات مصر؟! أين الحزم يا سيادة الرئيس في التعامل مع الخطر المحدق بك وبنا وبالمصريين جميعًا؟ أنت مسئول أمام الله عن وقف هؤلاء المخربين الذين يأخذون بالسفينة إلى قاع البحر، ورحم الله البارودي إذ يقول: من خَالف الحزم خانته مَعَاذِره * * * ومن أطاع هَوَاه قلَّ ناصره أسأل الله تعالى أن يصلح الحال وأن يرد كيد المجرمين والمنافقين، والله المستعان. [email protected]