أكدت الدوائر الألمانية الرسمية حرص المستشارة الألمانية ميركيل على استقبال الرئيس محمد مرسي في برلين ظهر اليوم بوصفها رئيسة حكومة أكبر بلد في الإتحاد الأوروبي و عضو بارز من أعضاء مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبري و عضو بارز في صندوق النقد الدولي، و ذلك في رسالة ترسلها ألمانيا إلى الجميع بأن ألمانيا تدعم الرئيس الشرعي الديمقراطي المنتخب. وكما أن الرئيس مرسي يواجه تركة ثقيلة من العهد الديكتاتوري في الداخل في قطاعات البنية الأساسية للبلاد و الإقتصاد و الصحة و الأمن و العدل...فإنه يواجه هذه التركة أيضا في الخارج.. حيث تتناول محادثات الرئيس مرسي مع المستشارة الألمانية إعادة جدولة الديون المصرية التي خلفها العهد البائد و التي تزيد على 2.5 مليار يورو باعتبارها ديونا مستحقة لألمانيا. و صرحت الدوائر الحكومية الألمانية أن ألمانيا تعتزم إعفاء مصر جزءا من هذه الديون. كما تتناول المحادثات أيضا مصير منظمات المجتمع المدني الألمانية العاملة في مصر و التي قام المجلس العسكري خلال فترة حكمه بمحاكمتها، و هى مؤسسة كونراد أدين آور التابعة للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا و التي أفرج المجلس العسكري عن مديلاها بكفالة مقدارها 250 ألف يورو و مؤسسة فريدريش إيبارت التابعة للحزب الإشتراكي الديمقراطي اليساري و مؤسسة هانز زايديل التابعة للحزب الحر الديمقراطي. و كان المجلس العسكري وجه إلى هذه المؤسسات الألمانية و غيرها من المؤسسات تهمة تحويل أموال بصورة غير شرعية إلى مصر و عدم الإلتزام بالقانون و كانت الوزيرة فايزة أبو النجا هي المسؤوولة عن هذا الملف. إلا أن وزارة الخارجية المصرية قد أرسلت في الساعات التي سبقت زيارة الرئيس مرسي إلى ألمانيا مذكرة شفوية إلى السفارة الألمانية في القاهرة تؤكد لها فيها عزم الحكومة المصرية على تسوية أوضاع هذه المؤسسات السياسية الألمانية العاملة في مصر و التي تقدم تقاريرها السياسية إلى الحكومة الألمانية عن الأوضاع في مصر. و تتطرق المحادثات كذلك اليوم إلى سبل دعم الإقتصاد المصري من خلال استثمارات ألمانية مباشرة و من خلال السياحة الألمانية، كما تتناول محادثات اليوم الوضع السياسي الداخلي في مصر و الوضع في كل من سوريا و عملية السلام بين إسرائيل و الفلسطينيين و التدخل العسكري في مالي و توجه الدولة المصرية. و عشية زيارة الرئيس مرسي إلى ألمانيا طالب وزير الخارجية الألماني فيستار فيللا جميع التكتلات المصرية السياسية باعطاء المسيرة الديمقراطية فرصة حقيقية و اتخاذ كافة الإجراءات لنبذ العنف. و طالبت منظمة العفو الدولية الحكومة الألمانية بمناقشة الرئيس في العدالة الناجزة للقصاص لشهداء ثورة الخامس و العشرين من يناير و الذين بلغ عددهم 800 شهيدا و شهيدة، و قال مكتب منظمة العفو الدولية في ألمانيا إنه لم يحدث حتى الآن قصاص شفاف وواضح لهؤلاء الضحايا. وألغى الرئيس مرسي فقرات برنامج الغد التي كان من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس الألماني ذات المهام التشريفية التمثيلية ويعود إلى البلاد مساء اليوم.