شاهدت ككثيرين غيري من المغتربين مصر ومحاكمها وأقسام الشرطة وسياراتها تحترق بأيدي أبنائها وسؤالي وسؤال كل من أعرفهم وكل من يحبون هذا البلد هو من هؤلاء؟ وماذا يريدون؟ وماذا بعد أن تحرقوها سيتبقى لكم إن كنتم فعلًا تريدون الخير لهذا البلد؟! الجميع هنا من الأشقاء يسألوننا سؤالًا واحدًا وليس لدينا إجابة عنه وهو من هؤلاء وماذا يريدون ولماذا يفعلون بالبلد هذا؟ بعد أن نجحت ثورتكم ولحساب من يعمل هؤلاء وليس لدى أى منا إجابة مقنعة، وعندما نستطرد فى الحديث ونحاول أن نجد مبررات لا نجد أيّ شيء نقوله لأشقائنا بعدما كانوا يعانقوننا ويقفوا لنا احترامًا وإجلالًا أثناء الثورة وبعد نجاحها فى إذاحة النظام السابق، وأصبحوا اليوم مندهشين ولا يملون من السؤال: من هؤلاء؟ وماذا يريدون؟ وهو نفس السؤال الذى ما ذلنا نسأله نحن: من هؤلاء؟ وماذا يريدون؟. جميعنا يعرف الثوار الحقيقيون فى بر مصر كلها الذين خرجوا إلى الشوارع خلال الثورة لم يرتكب فيهم أي جريمة، حموا بيوتهم ومنشآتهم من اعتداءات البلطجية لم يحدث أى حادث من أى مواطن تجاه مواطن آخر وحدث ما حدث وتخاذل من تخاذل وتحول من تحول وزرف الدموع على الهواء كثيرون وبذل كل من فى وسعه من بذل من أجل مصلحة البلد، ولم يدم العرس الديمقراطي طويلًا حتى بدأت ملامح المشهد تتضح على الأرض وبدأت علامات انشقاق تلوح في الأفق بين فصيلين أحدهما له وجود على الأرض وفى الشارع وفى عقل وقلب المواطنين لأنهم عاشوا معًا سنوات طويلة في السراء والضراء وفصيل آخر ليس له وجود على الأرض إلا فى خيالاته هو ولأنه يملك الصحافة والإعلام المضلل، أو بالأحرى مدعوم إعلاميًا ومن ثم وضح الفارق الكبير فى أول اختبار حقيقي على الأرض وهو الاستفتاء على الدستور أولًا أو الانتخابات أولًا ووضح الحجم الحقيقي للعلمانيين ومن يعاونوهم وجاءت النسبة محزنة بالنسبة لهم وهى 77% إلى 22% لصالح الانتخابات أولًا. مضت الأيام وبدأ حكم المجلس العسكري متراخيًا خاصة مع النظام القديم مما مكنه من تنظيم الصفوف والعمل فى الخفاء مع جيش البلطجية وضباط أمن الدولة السابقين وهُربت أموال ضخمة ولصوص كبار إلى خارج البلاد وأصر الفصيل الإسلامي على المضي قدمًا فى طريق الديمقراطية وجرت انتخابات حرة ونزيهة وجاء النسبة محبطة للعلمانيين وحصد التيار الإسلامي بكل فصائله على أغلبية ساحقة فاقت ال 70% داخل البرلمان ولم يعجب هذا الوضع لا النظام القديم ولا المجلس العسكرى –الذي أحب السلطة فى ذلك الوقت- ولا العلمانيين بأحزابهم الكرتونية التى اتضح أنها كانت تدور فى فلك النظام السابق وتجميل صورته مقابل مصالح ضيقة وليذهب الشعب إلى الجحيم والعجيب أنهم لبسوا ثياب الواعظين بعد ذلك وأصبحوا ثوارًا بين عشية وضحاها. وتم الحشد ذروته فى انتخابات الرئاسة خاصة جولة الإعادة وجاءت النتيجة بفارق لايزيد على 4% لصالح الرئيس الحالى د/ محمد مرسى، وهرب بعدها المرشح الخاسر وبدأ جيش البلطجية يظهر من جديد مدعومًا بأموال لا طائل لها ولا يعرف كثيرون من أين تأتى هذه الأموال؟ وحتى اليوم وبعد انتخاب رئيس جمهورية ووضع دستور أقر بنسبة 64% ولم يعجب البعض وكونوا ما يسمى جبهة الإنقاذ وبدأت نذر الفوضى والتخريب تلوح فى الأفق من جديد فقد شاهدنا كثيرًا من الأحداث والأزمات المفتعلة ومحاولات وتهديدات بقلب نظام الحكم الحالى، ولا أدري كيف يفكر مجموعة أو فصيل من الشعب بالتفكير غير العقلاني هذا ومحاولات الانقلاب على رئيس منتخب لم يمض على تنصيبه أكثر من 6 شهور! والإنقلاب على دستور شاركو فى صنعه بعد أقل من شهرين على إقراره، إن طريق الفوضى وحرق المحاكم والاعتداء على أقسام الشرطة والجنود والضباط فهذا أمر غير مقبول بالمرة من أفراد الشعب الباقين والذى يكاد صبرهم أن ينفذ إن لم يكن نُفذ بالفعل، فاتقوا الله واهتدوا وإذا كنتم تريدون الحكم عليكم بصندوق الإنتخابات لأن هذا أصبح الخيار الوحيد للشعب بعد حرمان أكثر من 60 سنة، المسألة ليست دين ولا إخوان ولا تيار إسلامي القضية أصبحت قضية شعب عرف الطريق الصحيح للديمقراطية التى صدعتم رؤسنا بها، القضية قضية شعب عرف ماذا يريد وقلة تريد أن تقفز على إرادة هذا الشعب وهذا لن يكون والأيام بيننا. نحن نعرف من يساعدكم على ذلك فى الخارج فرموزكم وقعوا فريسة وأسرى للملايين التى تدفقت عليهم لتمويل الانتخابات والفضيحة فى انتظارهم ولذلك أخذوا خطوة استباقية للهجوم على مؤسسات الدولة التى انتخبها الشعب وتركوا المؤسسات الفاسدة التى كانوا ينادون بإسقاطها كذبًا حتى فضحهم الله قبل أن تفضحهم العدالة التى لم تأت بعد، عدالة الأرض ستتأخر قليلًا لكنها بإذن الله قادمه رضى من رضى وأبى من أبى. [email protected]