تدور منذ فترة سجالات وحربا كلامية تخفت حينا وتشتعل فترات على صفحات الجرائد والمجلات وفى الانترنت بكل مكوناته من محادثات ونوافذ الدردشة والمنتديات والحوارات والمراسلات وحتى فى الاعلام المرئى على القنوات الفضائية حول الدولة المدنية أو الدولة الحديثة كما يحلو للبعض تسميتها ودولة الخلافة أو الدولة الدينية كما يتهم البعض بتبنيها ما بين العلمانيين من جهة والاسلاميين من الجهة الأخرى، وعلى الطرفين المتصارعين أن يسمو فوق الخلافات الكلامية أو العقدية على الأقل فى الوقت الحالى، واذا كان العلمانيون فى هذا الوقت هم الأعلى صوتا بحكم ظهورهم المكثف فى وسائل الاعلام المختلفة مقروءة كانت أم مرئية، أما الاسلاميين وأنا أقصد هنا من هم منضمين الى تيارات دينية أو فصائل سياسية لأن الغالبية العظمى من المجتمع مسلمين وان اختلفت الرؤى حول هدف هو فى النهاية واحد للجميع سواء المختلفين أو من اتفقوا، بالنسبة للاسلاميين وان كانوا يمتلكون الكثير من وسائل الرد بحكم التواجد التاريخى فى المجتمع وان كان البعض منهم يبدو مرتبكا لأنهم حتى هذه اللحظة غير مصدقين أن النظام الذى قهرهم طوال العقود الماضية والذين شاركوا هم بقوة مع الشباب والشعب فى هدمه سواء انضموا منذ اللحظة الأولى أو من التحقوا بها لاحقا، هذا النظام قد ولى بلا رجعة وأن المصريين جميعا أصبحوا أحرار فى هذا البلد حتى بعض من كانوا يتقلدون بعض المناصب فى السلطة بعضهم نال حريته بعد أن ترك موقعه خاصة من الاملاءات والأوامر العليا والتدخل فى شئونهم من قبل النظام السابق فى كل صغيرة وكبيرة مما حولهم الى أدوات طيعة يستخدمها النظام للبطش بمن يريد، قليل من هؤلاء رضى بالأمر عن طيب خاطر والبعض الآخر شارك كارها ولكن مستفيدا ومع مرور الوقت بدا لهم وكأن الأمر طبيعى وليس فى الامكان أبدع مما كان، ولذلك أتوجه هنا للعلمانيين الذين يرتعدون من مجرد ذكر لكلمة الدين والاسلام والدولة الاسلامية والخلافة والجهاد والدولة الدينية حتى أن كثير منهم يوصم معارضيه فى الرأى عند سماع أى من هذه المفردات بالتطرف والارهاب والظلامية والرجعية والى ما هنالك من الكلمات الضخمة والمفردات التى نعرفها جميعا، وأتوجه الى الاسلاميين الذين يتحدث بعضهم عن الدولة المدنية ذات المرجعية الاسلامية والدولة الدينية ودولة الخلافة وكثير من المفردات الأخرى دونما معرفة مسبقة بين الفروق الكبيرة فى كل هذه المسميات وبين متطلبات وضرورات الحياه من ناحية وبين فقه التحديث والتجديد من الناحية الأخرى وقليل يروج لأجندات خارجية فى هذا التوقيت وبعضهم محسوب على تيارات بعينها وقد تكون هذه التيارات بعيدة عن أى أجندة خارجية وهذا أغلب الظن لأنه لا يوجد مصرى شريف يعمل ضد وطنه فى هذا التوقيت، هل انتهينا جميعا من قيام الدولة وتثبيتها ووضع نظام لم تتضح معالمه بعد ثم بدأ الخلاف والتراشق يدب بين العلمانيين والاسلامين على اسم وشكل الدولة هل هى دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية أو دولة مدنية دون أى مرجعية أو أى مسمى من المسميات، العلمانيين قليلى العدد، كثيرى الكلام، على قلوبهم غشاوة، لا يهمهم سوى مهاجمة الدين الاسلامى حتى أنهم فى كثير من الأحيان لا يهمهم مصالح البلاد، لديهم أدواتهم من وسائل اعلامية وصحفية ولهم مساحة عريضة من الظهور فى وسائل الاعلام وخلفهم الغرب كله يؤيدهم، وهم تنتفخ أوداجهم عندما يطلق عليهم النخبة أو طبقة المثقفين. أنا أتوجه بالأسئلة الآتية اليكم جميعا علمانيين واسلاميين وغير ذلك ممن لا ينتمون لفصيل أو تيار بعينه، أولا: بالنسبة للعلمانيين والمتعاطفين معهم أو أتباعهم، ماذا تريدون؟ لقد سمعناكم تتكلمون كثيرا عن الدولة المدنية والحرية والعدالة الاجتماعية وكثير من هذه الكلمات الجميلة والتى قامت من أجلها الثورة، أليست الحرية هى ما يطالب بها الاسلاميين بكل تياراتهم وفصائلهم وهم أول من يعرف قيمة وثمن الحرية، أليس العدل هو ما ينشده الجميع، أليست المساواه أمام القانون هدف للجميع، أليست الديموقراطية بمعناها الواسع هى الأمل والرجاء، أليست هذه مطالبكم، من له مطلب غير ذلك ليكن صريحا ويصرح به. ثانيا: بالنسبة للتيارات الاسلامية أى مطلب آخر أكثر مما سألت به العلمانيين تريدون، هل لكم مطالب أخرى من كان له مطلب آخر فليصرح به دون مواربة أو خوف. ثم اليكم جميعا علمانيين واسلاميين، هل يريد العلمانيين فى بلادنا أن تنتشر الرزيلة والفحشاء وشرب الخمر علنا والحرية الجنسية الموجودة فى الغرب كأن تقنن الأوضاع الشاذة والغير أخلاقية وتلغى المادة الثانية من الدستور بل ويلغى الدين من الحياه هل هذا ما تريدونه صراحة ولا تستطيعون التصريح به وتتبعون سياسة اللف والدوران حتى تصلوا الى ما تريدون، هل هذا هدفكم من هذه الهرطقات التى تظهر على الشاشات من بعض منكم، اذا كان هذا هو الهدف فبئس ما تريدون من هذا البلد ولن تحصلوا على شىء وستظلون تدورون فى ركب النظام هذا اذا وجد نظام يقبلكم كما النظام السابق ويحتويكم ويرضى عن البعض ويغضب على البعض وهذا فى تخيلى لن يتحقق لكم على الأقل فى العشرين سنة القادمة، هل أدركتم ذلك أما الاسلاميين بكل تياراتهم هل ما تريدون هو اطالة اللحى وفرض النقاب على المرأة بالقوة وتقصير الجلباب والبقاء فى المساجد طوال الوقت، هل هذه العبادات هى ما تريدون فرضه بالقوة الجبرية وتكفير كل المخالفين، يا سادة اتحدوا على نقاط الاتفاق بينكم فهى كثيرة ولا تتفرقوا بسبب نقاط الخلاف فيما بينكم وهى قليلة فما تتفقون فيه أكثر بكثير مما تختلفون عليه، ولا تنسو أن فلول النظام السابق متحفذون ولن يسلموا بسهولة ولن تأخهم بنا نحن المصريون رأفة أو رحمة فهم لم يرحموا أحد خلال ثلاثين عاما مضت، ليكن الهدف واحد للجميع، ليكن هدفنا هو القضاء على البلطجة ومن يقف وراءها، ليكن هدفنا هو عودة الاستقرار والأمن والأمان، ليكن هدفنا هو اغاثة المكلومين، ومعاونة المحتاجين الذين تقزمت أحلامهم حتى أصبح كل هدف لهم فى الحياه هو مأوى من غرفة أو غرفتين وحمام يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، ليكن هدفنا هو الخروج من الزجاجة التى وضعنا فيها البائد الذى كان عندما يتحدث فى أى مناسبة يذكرنا بأنه ونظامه يحاولون اخراجنا من عنق الزجاجة، هل تصدقون وضعنا فى زجاجة وأغلقها وكان دائما يقول بأنه يحاول الخروج بنا من عنق الزجاجة مع أنه كان حريصا على ألا نخرج منها أبدا، أما وقد خرجنا من الزجاجة بعد أن انفجرت فى وجهة فى 25 يناير وجب علينا الكثير، وجب علينا أن نعيد بناء الدولة، أن نعيد بناء نظام جديد المواطنون فيه سواء أمام العدالة، نظام ليس فيه بيك أو باشا، نظام فيه الكل مواطنون أحرار شرفاء لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات، ليكن هدفنا جميعا هو نشر الأخلاق بين الناس وحسن المعاملة والسلوك الراقى، ليكن هدفنا هو ذيادة ساعات العمل وذيادة الانتاج، ليكن هدفنا هو نظافة بلدنا وتجميلها، ليكن هدفنا هو أن يرحم كبيرنا صغيرنا وأن يوقر صغيرنا كبيرنا وأن يساعد القادر منا المحتاج وأن يرحم قوينا ضعيفنا، ليكن هدفنا رد المظالم الى المظلومين، ليكن هدفنا الحفاظ على الثورة البيضاء التى سطرها الشعب المصرى بدماء أبنائه ووجب علينا أخذ حقهم ممن اغتالوهم أوشاركوا فى اغتيالهم سواء بالفعل أو باتحريض. [email protected]