عسكريون: التطوير قرار سيادى ولا يمثل خطرًا على الأمن القومى كشفت مصادر مطلعة بالرئاسة ل"المصريون" أن الرئيس محمد مرسى استقبل خلال الأيام الماضية التي سبقت سفره إلى الرياض بقصر الاتحادية الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وحرص خلال اللقاء الذي جمعه مع رئيس الهيئة والدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء على الاستماع لوجهة نظر الفريق مميش في تطوير قناة السويس وإقامة مشروعات عليها. وقالت المصادر إن الفريق مميش عرض على الرئاسة الموافقة على إقامة مشروعات مع رصد عدد من الملاحظات عليها، وكان أبرزها التخوف من سيطرة أي طرف خارجي على القناة من خلال مشروعات ممتلكة للأجانب، بالإضافة إلى دور المنطقة كمركز هام للقوات المسلحة، واقترح مميش إعداد لجنة من الرئاسة والقناة والقوات المسلحة لوضع لائحة للتمليك على المجرى الملاحي للقناة وكيفية مساهمة الأجانب في تلك المشروعات. وأكد الخبير الاستراتيجى صفوت الزيات أنه لا يمكن تنفيذ مشروعات على قناة السويس، إلا من خلال قرار سيادي للرئيس ولا يمكن لأحد التدخل فيه أو الاعتراض عليه، متوقعًا أن تزداد الطعون المقدمة على قرار الرئيس. وقال الزيات إنه لا توجد خطورة على قناة السويس من وجود مشروعات، وعلى الرئيس أن يفكر في إقامة تلك المشروعات لأنها تصب في صالح الأمن القومي وليس العكس، من حيث إشباع الحاجات والقضاء على الفقر والجهل وغيرها. وأضاف الزيات أن مصر ستقبل على مستقبل باهر إذا استطاعت تحويل هذا المشروع، وقال إن تشكيل لجنة من الرئاسة للبدء في التخطيط للمشروع وارد جدا خاصة في ظل الأنباء التي تبشر بإمكان قيام مشروعات لوجستية على خط القناة، موضحا أن الرئيس مرسى يحارب من أعداء كثر ويمكنه أن يتغلب على ذلك من خلال خلق تنمية اقتصادية حقيقية. بينما قال اللواء محمد قدري سعيد مستشار الشئون العسكرية والتكنولوجية لمركز الأهرام للدراسات السياسية إن قناة السويس مجرى هام للغاية، وما يتعلق بإمكان قيام مشروعات عليه أمر أيضا في غاية الخطورة، لذلك لابد أن يتم تشكيل لجنة تضم عددا من رجال القوات المسلحة وعاملين بهيئة قناة السويس ومجموعة من خبراء الاقتصاد، وذلك للاتفاق على كيفية إقامة المشروع، مع الوضع في الاعتبار أهمية دخول البرلمان في اللجنة ودراسة المشروع علناً حتى لا تحدث أى أزمة بعد ذلك. وقال قدري إن القوات المسلحة هي من تتولى مسئولية تأمين قناة السويس من خلال قوات من الجيشين الثاني والثالث الميدانيين والقوات الجوية أيضا، موضحا أن أى خطر على بقعة بقناة السويس يمثل خطرا على مصر بأكملها. ووجه قدري رسالة إلى الراغبين في إقامة مشروعات استثمارية بالقرب من القناة قائلا: عليهم أن يتفهموا الطبيعة الإستراتيجية للقناة ودورها، خاصة أنها مصدر للدخل القومي وأيضا اعتماد القوات المسلحة عليه كنقطة ارتكاز، مؤكدا أنه لا توجد أى مشروعات تم وضعها حتى الآن بالقرب من القناة، كما أنه لا توجد أى مشروعات نوهت لها شركات عالمية بالقرب منها.