يبدو أن الانتخابات النيابية هذا العام سوف تكون ساخنة جداً حيث بدأت الأحزاب المصرية استعدادها لخوض المعركة مبكراً حيث تشهد أروقة الأحزاب مناقشات ومداولات مطولة لوضع استراتيجية للتحرك خلال المرحلة المقبلة وزادت القيادات الحزبية من تواجدها في الدوائر الانتخابية لجلب مزيد من الأنصار. وكانت جماعة الإخوان المسلمين أول من بدأ الاستعداد لهذه المعركة نظراً لموقفها القانوني وراحت تبحث عن حليف يضمن لها الوصول إلى البرلمان عبر قائمة في حالة إقرار السلطات نظام القائمة بعد أن جمد حليفهم الإستراتيجي حزب العمل وظهر ذلك في اللقاءات السرية والعلنية التي تعقدها الجماعة مع حزب الوفد. أما في حزب التجمع فكانت الرؤية أوضح حيث من المحتمل أن يكتفي الحزب بخوض الانتخابات ب20 مرشحاً فقط كمرشحين رسميين للحزب نظراً لإمكانياته المالية والبشرية المتاحة كما أتفق الحزب على عدم مانعة ترشيح من يريد خوض المعركة مستقلاً شريطة أن يتحملوا جميع المصروفات المالية والعينية ويلتزم الحزب بتغطيتهم إعلامياً فقط عن طريق صحافته وعلى رأسها جريدة الأهالي الناطقة باسمه. كما قرر التجمع إنشاء صندوق لدعم المرشحين وفرض مبالغ مادية على قيادات الحزب على أن يكون الحد الأدنى للتبرع ملزماً وإطلاق الحد الأقصى حسب إمكانيات كل عضو. وفي الوفد يكشف الدكتور نعمان جمعة جهوده في التشاور مع قيادات المحافظات لوضع آلية لخوض المعركة الانتخابية ويأمل جمعة في أن يحظى حزبه هذه الدورة بقيادة المعارضة تحت قبة البرلمان وهذا ما جعله يلتقي بجماعة الإخوان ويدور بينهم حوار حول إمكانية التحالف من خارج الحزب اعتمادا على قوة الإخوان في الشارع وتأثيرهم على جمهور عريض من الناس كما التقى بقيادات الهيئة العليا لحزبه لبحث الخطة المستقبلية لمرحلة ما قبل الانتخابات. أما الحزب الناصري مازالت الرؤية غائمة ولم تتحدد بعد خاصة بعد أن فصل الحزب نائبه عن دائرة حدائق القبة حيدر بغدادي على خلفية موافقته على تعديل المادة 76 من الدستور. وفي حزب الوفاق قرر أحمد شهيب رئيس الحزب ترشيح نفسه بعد أن اعتراف لجنة شئون الأحزاب بمجلس الشورى به رئيساً للحزب بعد فترة نزاع طويلة. لكن في حزب الجيل مازالت الاستعدادات شفاهية ولم يحدد قائمة بعد نظراً لتدخل الحزب الوطني في بعض قراراته. وفي حزب الغد قرر الحزب أنه خوضه الانتخابات بعدد ليس قليلا من نواب مجلس الشعب المؤسسين والمنضمين للحزب ولم يحدد بعد العدد الفعلي للمرشحين نظراً للاضطرابات والانشقاق في الحزب خاصة بعد استقالة منى مكرم عبيد وكيل الحزب. الحزب الوطني مازال يحدد أولوياته وخططه المستقبلية وهناك أوراق كثيرة ينتظر أن يناقشها الوطني تجعل استعداداته للانتخابات تأتي متأخرة إلى حد كبير وإن كانت أمانات المحافظات هي الفيصل في ذلك كما أن الحزب استحدث المجمع الانتخابي الذي يحدد المرشحين كما حدث في انتخابات الشورى الأخيرة. أما بقية الأحزاب نظراً لضعف تواجدها في الشارع فلا تعول على الانتخابات كثيراً وأن خاض أحد أعضائها فيكون أشبة بالمستقلين.