السلام عليكم أنا ضعفت إرادتى بشكل كبير منذ 4 سنوات وكل عام وأنا في تدهور شديد من قلة السيطرة على نفسى لا أستطيع ذلك إطلاقاً رغم أني أعلم أن ما أفعله خطأ ألف مرة بل قد يؤدي لا قدر الله لا قدر الله إلى دمار مستقبلى مدى الحياة حيث إني في مرحلة الثانوية العامة والدرجة التي أحصل عليها ستؤدي إلى الكلية, لا أستطيع، ضربت نفسي مرات ولا أستطيع كدت أتجنن ولا أستطيع السيطرة على نفسي في المذكرة إذ أني أصبحت لا أمسك كتاب أبدا رغم أنى من أكبر المتفوقين قبل 4 سنوات وكل عام وأنا في انهيار وبشكل عام لا أستطيع السيطرة علىّ بشكل عام أنا ضعيف الإرادة. (الحل) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ابنى صاحب المشكلة.. تقول بأنك كنت من أكثر المتفوقين والآن تدهور وضعك الدراسى بسبب إهمالك للمذاكرة وتحصيل العلم.. ألم تسأل نفسك ما هو الشكل العام لحياتك قبل وخلال تلك الفترة؟ ربما كانت أوضاعك الأسرية أهدأ وأكثر استقراراً من تلك الفترة, وربما دخولك فى سن المراهقة واتساع دائرة الأصدقاء عطلك كثيراً عن أهم الأشياء فى حياتك, ووارد أيضاً وبشكل كبير أن يكون دخولك عالم الإنترنت واشتراكك فى مواقع التواصل الاجتماعي التى تسرق معظم أوقات الشعوب الثمينة هى السبب, وربما تكون عدة أسباب مشتركة معاً جعلتك تُهمل مذاكرتك وتتأخر دراسياً, وأنت الوحيد الذى تستطيع أن تحدد أسباب ابتعادك عنها, فإذا ما حددتها وتيقنت من عدم فائدتها فى اقتحام حياتك, فلابد أن تبادر ودون تسويف بهذه الخطوات: أولاً: تستعن بالله وتلتزم معه عز وجل بالطاعة لفروضه, ثم تتوكل عليه فى كل أمورك وخطواتك. ثانياً: تحدد أهدافك التى من أجلها تدرس من الأساس, ثم أهدافك المستقبلية, وماذا تريد من حصولك على مجموع عالى فى نهاية المرحلة الثانوية وعليك أن تحتسب نيتك لنفع الأمة فى أى مجال سيختاره الله لك لتكون فيه دراسياً وعملياً بعد ذلك, فتحديد الأهداف هام جداً لتحفيزك على العمل والجد المتواصل حتى تصل إليها. ثالثاً: اعطِ لنفسك إجازة من أى مؤثر خارجى يكون سبباً فى تعطيلك عن تحصيلك الدراسى "من الأسباب التى ذكرتها لك مسبقاً" والإجازة من المؤثرات السلبية ليست فقط التى بمحض إرادتك, ولكن حتى لو فرضت عليك, كمشكلات أسرية لديك فى المحيط الأسرى, أو مادية أو مرضية, فاعتبرها جميعاً كإنسان لا يريد لك النجاح وأنت تتحداه, فعليك ابنى الحبيب أن تبتعد وقت مذاكرتك عن كل هذه المؤثرات السلبية وأن تفرغ عقلك منها تماماً, وخاصةً لو كنت تستطيع التحكم بها كمشاهدة التلفاز أو الجلوس وقت طويل على الإنترنت وما إلى ذلك. رابعاً: نظم وقتك..., فالوقت نعمة كبيرة من الله علينا, وإذا أهدرتها فستكون من النادمين, ابدأ بوضع جدول لحياتك اليومية، ووقت للنوم، ووقت للراحة، ووقت للعبادة، ووقت لأسرتك ومعاونتهم, ووقت كاف للمذاكرة, والذى ترى أنه الأنسب لكفايتك اليومية من التحصيل والمذاكرة, وعليك أن تلتزم قدر المستطاع بهذا الجدول حتى تنتظم حياتك, ثم بعد ذلك ضع جدولاً آخر للمواد الدراسية التى تدرسها وقسم من خلاله "الجدول" المنهج الدراسى واجعل لكل باب ودرس نصيباً من وقتك الذى قسمته, وعليك بالتركيز الشديد وقت المذاكرة, واترك لنفسك الوقت الكافى بعدها للتطبيق وحِل أكبر قدر من الأسئلة والمسائل والامتحانات والنماذج الخاصة بكل مادة على حدة.. وبما أنك كنت من الطلبة المتفوقين فبالتالى تستطيع وبسهولة معرفة أفضل طريقة للاستيعاب والفهم لديك, وكيفية تجميع المنهج ومراجعته وكيفية التطبيق وأسلوب المذاكرة المتميزة.. ولا تنسى الدعاء دوماً بالتوفيق والسداد ف "لا يرد القضاء إلا بالدعاء" كما قال الحبيب صلوات الله وسلامه عليه ابنى الغالى..الثانوية العامة هى الفيصل الأول فى حياتك والتى سيتحدد عليها طريقك ومستقبلك فيما بعد, فأرجو ألا تضيع منك تلك الفرصة الكبيرة التى ستكون سبباً فى دخولك المرحلة الجامعية وأنت مستقر نفسياً بالدراسة فى الكلية المحببة إليك لتعمل بعد ذلك إن شاء الله فى المجال الذى تتمناه أنت لنفسك وجميع محبيك من حولك. وجميل أنك تشعر بالذنب والتقصير, فذلك فى حد ذاته كفيل بتحريك عزيمتك وتقوية إرادتك نحو الأفضل, وأرجو أن تتوكل على الله وتبدأ بتنفيذ تلك الخطوات التى ستغير كثيراً من حياتك لتأتى برسالتك الأخرى لى لتبشرنى بنجاحك وتفوقك وتوفيق المولى عز وجل بعد جد ومثابرة, حتى أكون أول المهنئين لك وأكثر الفخورين بك, ومبارك مقدماً على التفوق. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]