السلام عليكم.. مشكلتي إني حاسة إني فاشلة عشان أنا مش متفوّقة دراسياً، وده محسسني إني هابقى فاشلة طول حياتي، ومش هانجح في شغلي ولا في أي حاجة. shosho مخطئ تماماً من يعتقد أن الدراسة والنجاح والتفوّق فيها هو السبيل الوحيد للنجاح في الحياة بشكل عام؛ فقد خلق الله تعالى لنا الحياة متعددة الأشكال والألوان، وقد خُلِقنا مختلفين، ولكل فرد فينا موهبة أو مجموعة مواهب وصفات تميّزه عن غيره وتؤهّله للنجاح والتفوّق في مجال يتميز فيه عن غيره. صحيح أن العلم ضروري ومهمّ، وقد وصّانا رسولنا الكريم بطلبه ولو في الصين؛ لكن من قال إن الدراسة هي السبيل الوحيد لتحصيل العلم..؟! صديقتي العزيزة...إن ما وصفتِه بأنه فشل قد تستطيعين تحوليه بعون الله إلى نجاح فائق؛ خاصة وأنا أشعر من رسالتك ضيقك بهذا الفشل، ولذلك عليكِ أن تُحَدّدي سببه، وهل هو تكاسل منك عن التحصيل والدراسة؟ أم بسبب عدم اقتناع وحب لما تدرسينه؟ أم هو كراهية للاستذكار والتعلم بشكل عام؟ فإذا كان تكاسلاً فعليكِ أن تنظري أمامك لسنتين أو ثلاثة أو حتى خمس سنوات فقط لتري زملاءك وزميلاتك وأقرانك وهو ناجحون ويستمتعون بنتيجة نشاطهم وكدهم وسهرهم الليالي، ليحققوا هدفهم الذي سعوا إليه ولم يتكاسلوا عن تحقيقه بسبب رغبة في اللعب أو التسلية والمرح؛ ولكنهم تعبوا في البداية حتى نالوا نتيجة جهدهم، ثم قارني بينهم وبينك إذا استمريتِ في تكاسلك؛ لتدركي كمْ ظلمتِ نفسك وستظلمينها بهذا التكاسل والرغبة في الاستمتاع بمباهج الحياة المؤقتة غافلة عن أن طريق النجاح ليس سهلاً، ولا يستطيع الاستمرار فيه إلا من يجد ويبذل أقصى جهد له حتى ينال ما يتمنى. أما إذا كنت بالفعل تبذلين جهداً في المذاكرة؛ لكن سبب عدم نجاحك هو كرهك لما تفعلينه؛ فهذا يعني بالضرروة رغبتك في فعل شيء آخر تشعرين معه أنك متأقلمة معه أكثر وتحبينه أكثر، وبالتالي ستنجحين فيه أكثر إن شاء الله؛ فإذا رغبت في دراسة أخرى؛ فعليك التحويل لها فوراً حتى لو وجدت معارضة من أسرتك مثلاً؛ فالمفترض أن ما تعانين منه يضايقهم أيضاً؛ خاصة وأنك تتحدثين عن عدم نجاحك كأمر مسلّم به، ولذلك اطلبي منهم أن تدرسي ما تحبينه بالفعل، وحاولي في نفس الوقت أن تبدئي في العمل مبكراً مع الدراسة لو كنت ممن لا يحبون الاستذكار بشكل عام لأنها فعلاً ضرورية؛ مهما كانت مهاراتك وموهبتك في أي مجال، إلا أن الدراسة تصقلها وتنمّيها وتكون مع الموهبة عامل تميّز وتفوّق لا جدال فيه. فالمهم أولاً وآخراً هو رغبتك وإصرارك على التفوّق في أي شيء يمنحك الثقة بالنفس والقيمة الاجتماعية وأيضاً المادية وسط الناس سواء أسرتك أو أقرانك. ناقشي نفسك بهدوء، وحددي بأمانة سبب عدم تفوّقك دراسياً، وحددي أيضاً ماذا تريدين أن تفعلي في حياتك بعد ذلك.. ثم لتبدئي في السعي له من الآن، وتأكّدي أنك إذا فعلت ما عليك وتخليتِ مؤقتاً عن الترفيه والاستمتاع بأوقات فراغ كبيرة؛ ستجنين إن شاء الله في وقت قليل ثمرة مجهودك وتعبك، ويكون نجاحك هو وسيلة تسليتك والترفيه عنك؛ فجرّبي وطمئنينا عليك.