قالت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية إن الحرس القديم في مصر بسبب ما شهدوه من ثورات مؤيدة للديمقراطية في أوكرانيا وجورجيا باتوا يخشون مما سيؤول إليه مصيرهم في ظل التحول الديمقراطي المنتظر أن تشهده البلاد خلال الفترة المقبلة. وعلقت الصحيفة على واقعة اختفاء لافتات التأييد للرئيس مبارك من شوارع القاهرة بالقول: لقد اعتادت شوارع القاهرة على التزين بلافتات تأييد عملاقة لحسني مبارك تحمل شعارات متصلبة على غرار "حتى الأجنة في بطون أمهاتها تقول نعم لمبارك". وأضافت: إلا أن هذه اللافتات اختفت دون مبرر وبنفس الطريقة التي ظهرت بها خلال شهر مايو الماضي، مؤكدة أن الواقعة تعد مؤشرا على أن هذه "الطرق السمجة للتعبير عن التأييد" أصبحت بالية. ورأت أن تزايد أعداد المتظاهرين في الشوارع ضد الرئيس مبارك والعناوين الحادة في صحف المعارضة والضغط الصريح من واشنطن.. كلها عوامل تشير إلى أن ثمة تغير في الأجواء السياسية في مصر. وأشارت "ديلي تليجراف" إلى أنه على الرغم من أن الحرس القديم في النظام المصري يخشى من حدوث تحول ديمقراطي في البلاد.. إلا أن جمال مبارك نجل الرئيس يرحب بذلك المناخ الجديد. وأكدت على أن جمال مبارك يتمتع بنفوذ قوي داخل مؤسسات النظام الحاكم في مصر، حيث يسيطر الموالون له على مجلس الوزراء، وذلك على تعبير الصحيفة. ونوهت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "وريث مبارك يرحب بأجواء التغير في القاهرة" إلى أن وسائل الإعلام المملوكة للدولة تتعامل بالفعل مع جمال مبارك على أنه الوريث المرتقب.. ورأت أنه رغم المزايا التي يتمتع بها نجل الرئيس فإن أمامه مشكلة تتمثل في أن مصر بلد جمهوري وليست مملكة، مشيرة إلى ما يقوله جمال عن الانزعاج الذي يصيبه عندما يسأل عما إذا كان سيخلف والده الرئيس. ولفتت الصحيفة إلى ما قاله جمال مبارك لصحفيين بريطانيين: ندرك تماما أنا والرئيس أن أسطورة الوالد ونجله ليس لها أساس من الصحة.. ثمة أشياء أكثر أهمية لنناقشها.. وتصريحه بأن مسألة الخلافة قتلت في مهدها بقرار والده بفتح انتخابات الرئاسة هذا العام أمام مرشحي المعارضة. وذكرت أن التخمينات بشأن الرئيس المرتقب في مصر بدأت تتصاعد خاصة وأن مبارك لم يعلن حتى الآن ترشحه لخوض انتخابات سبتمبر المقبلة، معتبرة أن جمال مبارك أمامه فرصة أفضل ليصبح رئيسا في انتخابات عام 2011، في ظل التكهنات بأن الرئيس مبارك لن يستمر في الحكم إلا لبضع سنوات أخرى. وعمدت الصحيفة إلى القول إن الرئيس مبارك يتحرك بحذر فيما يتعلق بالإصلاح السياسي، مدللة بالتعديل الدستوري الذي يسمح للحزب الوطني بتحديد المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة. وتوقعت "ديلي تليجراف" أن تظل جماعة الإخوان المسلمين، التي وصفتها بأنها تمثل القوى السياسية البديلة، مستبعدة من العملية السياسية، مشيرة إلى ما قاله جمال مبارك: لا نريد أن نفسد نظامنا السياسي حتى نشهد انهياره عبر الشعارات الدينية.