كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية النقاب عن قيام الحكومة المصرية بجهود سرية لوقف أي نجاح يمكن أن تحققه حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المرتقب إجراؤها في غزة والضفة الغربية. وقالت الصحيفة إن الحملة التي يطلق عليها اسم "إيقاف حماس" تأتي ضمن استراتيجية تتبناها مصر بهدف تأمين الانسحاب الإسرائيلي من غزة في أغسطس المقبل تعقبه مساعدات دولية واسعة النطاق وجهود لإعادة الإعمار وترجيح كفة حركة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى المعتدلة في الانتخابات التي تقرر إجراؤها في شهر يناير المقبل. وأضافت أن مصر تعمل في الوقت الراهن و عن قرب مع واشنطن والحكومة الإسرائيلية تمهيدا لعقد محادثات نهائية خلال العام القادم. ونقلت الصحيفة عن مسئول عربي، لم تكشف عن اسمه، القول إن القاهرة مارست ضغوطا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لتأجيل الانتخابات التشريعية بسبب المخاوف من فوز حماس بأغلبية ساحقة. وذكرت الصحيفة أن الاستراتيجية المصرية تعتمد على توجيه دعوة لضخ مساعدات مالية لقطاع غزة حالما تنسحب إسرائيل بالكامل منه. مشيرة إلى أن نحو 500 مليون دولار قد تم تأمينها من قبل السعودية ودول عربية أخرى في المنطقة. ونقلت "الجارديان" تأكيدات المسئول بأن مصر لا تنوي القضاء على حركة حماس وإنما ترويضها، على حد تعبير الصحيفة. ورأت الصحيفة أن عزم مصر على عرقلة نجاح حماس في الانتخابات يأتي ضمن حسابات الحكومة في القاهرة إزاء المنظمة الحاضنة لحركة حماس وهي جماعة الإخوان المسلمين. وأكدت أن الاستراتيجية المصرية من المقرر أن تتم مناقشتها خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للمنطقة المقررة نهاية الأسبوع الحالي. جدير بالذكر أن الكشف عن الاستراتيجية المصرية يأتي في الوقت الذي يعقد فيه رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون لقاءات حول المسائل الأمنية في قطاع غزة.