من أروع ما كتب في البحث عن مفتاح الشخصية ما كتبه العبقري الراحل عباس محمود العقاد, حين قال: " ليس مفتاح البيت وصفًا له ولا تمثيلًا لشكله واتساعه وكذلك مفتاح الشخصية ليس بوصف لها ولا بتمثيل خصائصها ومزاياها, ولكنه أداة تنفذ بك إلى دخائلها ولا تزيد" (عبقرية عمر ص61) من هذا المنطلق الكريم نتحسس مفتاح الشخصية المصرية بخاصة فيما نمر به من ظروف فلا أجد تاريخيًا ولا سياسيًا سوى مفتاح الدين. ولن نبسط في الكلام عن المبررات, فجميعنا يلمس هذا المفتاح, لكن الآخرين من رموز المعارضة أيًا كانت أسماءهم من ديمقراطي إلى دستوري والى وفدي إلى مصر قوية لا يقبلوه مفتاحًا ومع كل لا يمكنهم تجاهل هذا المفتاح في وقت يسعون حثيثًا لإنكاره والبعد عنه وهنا مربط الفرس في تخبطهم ولجوئهم إلى حرب الإعلام الممول لعلهم بسبيله أن يبسطوا فكرهم...! إن الدخول في جهد إعلامي وحرب لمحاولة غسل مخ المصري بمثقفيه وغير مثقفيه وإيجاد انطباع بعدم قبول هذا المفتاح والتعامل معه هي حرب خاسرة مائة بالمائة وعليه فلهم أن يبحثوا عن كيف يتأقلمون ومن ثم كيف يوطنوا أنفسهم القبول بالمفتاح حتى يمكنهم إيصال أهدافهم التي يريدونها إلى الجماهير التي رفضت على أية حال القبول بالحلول الاشتراكية وأشباهها من رأسمالية إلى حرية مفرطة... وإغواء العامة والجماهير بحريات وهمية باطلة...! يا ليت المجاهدين في سبيل معارضة التيار الإسلامي أن يدركوا سر المفتاح وأين مخبأه المجهول وهو الحاضر الغائب أمامهم في الميادين والحواري والشوارع والأزقة والقرى والنجوع بل ومن أسهل المقار الممكنة للوصول للجماهير... ألا وهو المسجد!! ومحاولاتهم المستميتة لإبعاده! ليدركوا مدى خسارتهم الفادحة.. إن لم يدركوا هذا المفتاح الثمين!؟ ديننا شئنا أم أبينا حزبنا ومقاره مساجدنا وأعضاؤه العاملين المصلين كافة بل وغير المصلين والمتحابون في الأعمال الخيرية ابتدءًا من الزكاة والصدقات إلى الإحسان على الفقير إلى مصارف الجنازات من أكفان الموتى وتوفير مقابر الصدقة, ثم ليتبينوا سائلين أتعد تلك الأعمال ممارسة سياسية اجتماعية أم لا؟؟ إنها لب العمل السياسي والقدرة الفائقة للوصول للجماهير. ثم أصعد من هذه الأعمال إلى المنافع الأخرى من إحسان في المرافق الخدمية إلى المصانع وأعرض وناقش وحاور من استطعت في المسجد وأيضًا الكنيسة وستخرج بنتيجة ايجابية ستفوق في نجاحها عدة اجتماعات مضنية في مقار أخرى غيرها.. وهنا سر مفتاح شخصية مصر...... أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]