أعلنت أنور العاصي عضو الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة التونسية "إن الشعب التونسي لم ينتفض على الرئيس السابق فحسب وإنما على ما وصفه بالنظام الفاسد الذي يخشى من تكراره وتقويض أهداف الثورة". وأضاف العاصي في تصريح خاص لراديو "سوا" الأمريكي اليوم الإثنين، أن منظومة النظام السابق مازالت موجودة، متهما التكتل الحاكم بأنه يريد تفكيك مؤسسات الدولة. وأشار العاصي إلى استمرار "حصار الحريات الصحفية" من خلال "القضايا المرفوعة ضد الصحفيين الذين يحاولون فضح ممارسات السلطة الجديدة". ورأى أن الحشود التي تحيي الذكرى الثانية تخشى على ضياع الثورة التونسية والتفريط بما تحقق، مطالبا في الوقت ذاته "بتحالف واسع على أرضية موحدة تتمثل في العمل على تحقيق الحد الأدنى لأهدافها المتمثلة في الكرامة والعدالة الاجتماعية". من جهته، طالب زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي بحوار بناء من أجل الخروج من المأزق السياسي في تونس. وقال الغنوشي، في تصريحات صحفية أوردها الراديو، "إننا نريد جمع الشعب التونسي عبر قوى سياسية موحدة قادرة على التحاور بين بعضها البعض والتوافق حول جدول زمني لكبرى الاستحقاقات وخصوصا موعد الانتخابات". من ناحيته، وعد رئيس الوزراء التونسى حمادى الجبالى ب"مضاعفة الجهود" لزيادة النمو وتوسيع الائتلاف الحاكم الذي تقوده حركة النهضة الإسلامية لتجاوز الانقسامات السياسية كما طالب بضرورة "مقاطعة الماضي"، في إشارة إلى الممارسات التي كانت سائدة قبل الثورة. بدوره، وعد رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر بدستور يضمن "أهداف الثورة ويرسي دولة ديموقراطية والتداول على السلطة" دون أن يعطي جدولا زمنيا للانتهاء من الدستور، بينما تأمل السلطات تنظيم الانتخابات المقبلة في صيف أو خريف 2013. وانطلقت اليوم الفعاليات الرسمية لأحياء الذكرى الثانية للثورة التونسية التي أطلقت الربيع العربي، بحضور الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، ورئيس الوزراء ، ورئيس المجلس التأسيسي . وبينما لم يدل القادة الثلاثة بأي تصريحات، حذر زعيم حركة نداء تونس الثورة الباجي قائد السبسي من تصاعد "التطرف الإسلامي" قائلا إن "بعضهم يريد استبداله بعلم آخر، العلم الأسود علم السلفيين". يذكر أن تونس تحتفل اليوم بالذكرى الثانية للثورة التي أطاحت حكم الرئيس زين العابدين بن علي، ورفع القادة التونسيون علم البلاد في ساحة القصبة، وانتشرت اللوحات التي أعادت التذكير بشعارات الثورة في ظل انتشار أمني كثيف.