قال الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية أن الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء والزعماء والشخصيات العامة المشهود لهم بالنزاهة والصلاح ليس حراما وليس بدعة مذمومة وله أصل مشروع في الدين الإسلامي. وأضاف جمعة فى فتوى شرعية صادرة عن دار الإفتاء، أنه لا مانع شرعًا من الوقوف مع الصمت لمدة دقيقة مثلا، حدادًا وتكريما لأرواح العلماء والشهداء وزعماء الإصلاح وغيرهم من الشخصيات التي تحظى باحترام المجتمع، وليس ذلك من البدعة المذمومة التي نهى عنها الشرع، بل عموم الوارد في السنة يبين أن لمثل هذا التصرف أصلا في الشريعة الإسلامية من استحباب الوقوف للجنازة وإكرام أهل الفضل ونحو ذلك. وأضاف أن الشريعة الإسلامية جاءت صريحة في دعوتها لتكريم الإنسان واحترام آدميته حيًّا وميتًا، كما اعتنى الإسلام بترسيخ الأخلاق الفاضلة، والقيم النبيلة وبثها في المجتمع والتشجيع عليها بشتى الوسائل المتاحة كالوعظ والتربية والثقافة والفنون المباحة، فنشر الفضيلة وحمايتها غاية عظمى من غايات الشريعة الإسلامية. وأضاف الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية: ليس المقصود من الوقوف هو القيام لأجل الميت نفسه أو اشتراط حضور جثمان الميت لحظة الوقوف، بل هناك مقاصد من وراء ذلك، منها: أخذ العبرة والعظة، وتعظيم أمر الله تعالى، والوقوف دقيقة مع الصمت اتخذها الناس مظهرًا من مظاهر التكريم لهؤلاء الشهداء أو الوجهاء، وتعد وسيلة من وسائل التكريم والتشريف وأخذ العبرة والعظة، ومن المقرر شرعًا أن الوسائل لها حكم المقاصد. كما أن الوقوف من أجل الأموات - ولو لتوقير شأن الموت وهيبته - قد ورد ما يدل على جوازه، ولو كان الميت يهوديا أو كافرًا، ففى الحديث الشريف: أَنَّ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: "أَلَيْسَتْ نَفْسًا": "ومقتضى التعليل بقوله: "أليست نفسًا" أن ذلك يستحب لكل جنازة"، وهذا يدل على أصل مشروعية التعبير بهيئة الوقوف عن الاحترام والتقدير لمن يستحقه، سواء كان حيًّا أو ميتًا، لا سيما إذا جرت بذلك العادة، وأن هذا الأمر يرتبط بما تجرى عليه العادات والأعراف الاجتماعية، وأنه ليس في ذلك ما يتعارض مع شريعة الإسلام، إلا إذا صاحَب الوقوف محظور، وإلا فلا يظهر مانع شرعي.