فجرت عدد من الأمهات المصريات – أمهات معتقلين سياسيين تم اعتقالهم منذ سنوات , بعضهم ما يزال معتقلاً منذ 14 عاماً والبعض 12عاماً وهكذا , بل إن إحدى هذه الأمهات لديها أربعة أبناء معتقلين الأول منذ 14 عاماً , والثاني13 عاماً والثالث 12 عاماً والرابع 11 عاماً , وهي مأساة كاملة , تسببت في موت الأب حزنا وكمدا, ومرض الأم عددا من الأمراض , وهذه ليست الحالة الوحيدة , فهناك أمهات لها ثلاثة أبناء في الاعتقال وأخريات ولدان وهكذا . والمسألة بهذه المثابة أكثر من أن يحتملها ضمير إنساني , في بلد مثل مصر , هؤلاء الأمهات تظاهرن أمام نقابة المحامين المصريين , وليس أمامهن طريق أخر فلا التوسل يجدي , ولا مناشدة ضمير الحكام - فهم بلا ضمير في حالة مثل هذه , لا نتكلم هنا عن المسجونين السياسيين الذين قضي بعضهم أكثر من 24 عاماً من الحبس , رغم صدور أحكام بانتهاء مدة عقوبتهم , والمفروض والبديهي أن تتم مصالحة وطنية شاملة في مثل هذه الظروف يتم بها الإفراج عن جميع المعتقلين والمسجونين ، فهذه هي الطريقة الوحيدة لوقف هذا الظلم المستمر منذ عقود ،وللتقرب إلى الشعب الذي ضاق بهذا الظلم. المثير في الأمر أن المعتقلين السياسيين من هذا النوع تجاهلتهم القوي والنخب السياسية غالبا ،فإذا اعتقل واحد من النخبة أقيمت المؤتمرات وظهرت الضغوط السياسية من الخارج والداخل – وهذا جيد طبعا - وهو عادة ما يسفر عن الإفراج عنه، ولكن ما يثير الحزن أن ذلك لا يحدث مع المعتقلين المساكين الذين لا يجدون رحمة من الحكومة ولا يجدون تضامنا من القوي السياسية ،فهم أشبه بالأيتام علي موائد اللئام، ولكن هذا يعني أن هناك خللا ما في بنية القوي السياسية الحكومية والمعارضة علي حد سواء ، وأن المساكين والفقراء لا بواكي لهم , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم