إذا كانت الانتخابات البرلمانية الأخيرة قد أفرزت وما زالت تفرز العديد من نواب الصياعة والبلطجة والقروض والأبراج والتطبيع وأخيراً نواب سميحة والبقية تأتي فأن أغرب هذه الإفرازات وأشدها ضراوة علي الإطلاق تتمثل في ظهور بعض نواب إحياء سرادقات "العزاء" ، والمضحك المبكي أن حجة النواب في ذلك هو دعم المواطنين المنكوبين في مسرحية هزلية سخيفة هم أبطالها بالطبع ومن تأليف وسيناريو وإخراج الحكومة نفسها وكأنهما تكاتفا سوياً من اجل إزهاق أرواح الغلابة الذين لا سند لهم في هذا الوطن ، ولأننا لا نتكلم من فراغ بل من خلال واقع مؤلم هو معيشة المواطنين الغلابة هنا في محافظة "الوزراء" المنوفية فأنهم في هذه السطور يفتحون النار علي النواب الذين أطاحوا بأحلاهم وأمالهم في تحد ومشرق . في البداية ، يؤكد المواطن أحمد حامد غياب دور بعض نواب المنوفية من خريطة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدليل علي ذلك أن كارثة مزلقان قويسنا التي راح ضحيتها أكثر من 51 عاملاً وعاملة من الكادحين علي أرزاقهم أثناء عبور أتوبيسهم الخاص بشركة الغزل والنسيج للمزلقان فشطره قطار الموت إلي نصفين وتحولت جثث الضحايا إلي أشلاء تناثرت في الهواء لمسافة كيلومترين ورغم مرور سنوات طويلة علي هذه الكارثة والتي كادت أن تكرر منذ شهور قليلة في سرس اللبان عندما اصطدم القطار بإسعاف المستشفي المركزي نتيجة لسرعة السائقين وتجاوز السرعة القانونية وعدم وجود بوابات اليكترونية أو حواجز معدنية إلا أن بُعد الفترة الزمنية بين هاتين الكارثتين لم تحركا ساكناً لدي السادة النواب لمناقشتها تحت قبة "سيد قراره".. ولا عزاء للفقراء. أما الموطن إيهاب إسماعيل فيرصد ظاهرة خطيرة وتتمثل بتصفية النواب حساباتهم الخاصة مع بعض الأهالي الذين وقفوا ضدهم في الانتخابات الأخيرة فحرموهم من المرافق والخدمات ولعل وجود الكثير من المناطق المنكوبة والتي وقف أهلها ضد مرشحي الوطني أكبر دليل علي هذا التسيب . ويشير الموطن محمد مرزوق إلي انتشار ظاهرة إهدار المال العام بشكل وبائي وخطير في مشروعات الصرف الصحي ولعل كارثة انفجار خطوط الطرد الرئيسة للصرف الصحي في الباجور ومنوف وسرس اللبان رغم مرور 5 سنوات علي إنشائها أكبر دليل علي هذا الفساد . ويقول المواطن علاء النبوي أن بعض السادة النواب يظلون طيلة الدورة البرلمانية في حالة بيات صيفي وشتوي بعيداً عن مشاكل وهموم الجماهير ثم يظهرون وينتشرون فجأة ودون أي مقدمات داخل السرادقات "العزاء" بشكل وبائي وخطير في الأيام الأخيرة من الدورة البرلمانية ليقدموا طلبات الجماهير لعرضها علي المسئولين.