اليوم كنت في نقابة الصحفيين مع زوجي التي تنتقل لجدول المشتغلين كصحفية ، وفوجئت أن أحد المحررين أو اثنين ينقضان ناحيتي بصوت عال ويقولان فيما يشبه الضجة والخناقة ، حرام عليك واتق الله ، إلي غير ذلك من الأشياء وتجمع الناس ليسألوا عن الموضوع ، فشرحت لهم الموقف ، وعلي فرض أنني تجاوزت ، أمامه أن يرد علي ماكتبته أو أن يرفع علي قضية أو يتخذ مايراه من وسائل لها طابع حضاري ، أنا لا أعرف المحرر الذي كان يتخانق معي ، وأفهمته ذلك ولكن ماكتبه كان فيه تزييف وتلوين للواقع والحقيقة التي لا تبعد عن النقابة إلا قدر خمسين خطوة ، وكانت زوجتي موجودة وقلت لها تعالي حتي نري الواقع في نقابة المحامين علي الواقع والحقيقة ، والله أيها القراء وجدنا مأساة إنسانية أمامنا . السيدات اندفعن ناحيتي وأعطوني صورا لأبنائهن وأولادهن وسوف أفصل لكم ماهو موجود عندي في الأوراق التي قدمتها لي السيدات المعتصمات حتي اليوم منذ أكثر من شهر في النقابة . وهن يهتفن " مكتوب علي حيطة الزنزانة حبس ولادنا عار وخيانة" . هدي محمد الحسيني والدة عماد محمد عبد النبي من شبين القناطر ، سألتها هل تأت كل يوم من القناطر قالت نعم ، منذ أكثر من شهر ، ابنها معتقل من سنة 2003م . سيدة أخري منتقبة ويبدو عليها آثار المحنة التي هزتني وهي زوجة المعتقل نبيل شعبان علي عمره 53 سنة وهومضرب عن الطعام في سجن وادي النطرون رقم 2 وهو بحالة سيئة كما قالت زوجته بسبب ضيق التنفس وهو من العمرانية ، الجيزة . خرج لي رجل عجوز منهك جدا ، له ابن معتقل اسمه حمدين عبد الحفيظ منذ عام 1992 م في وادي النطرون رقم 2 وله ابن عم اسمه جمال عبد الرحيم معتقل من عام 1994م . وجدت الأمهات والزوجات صورن أوراقا تتضمن معلومات عن أقاربهن وهذه ورقة من ضمن الأوراق التي معي . اسم زوجة المعتقل حسناء سيد عبد الواحد وزوجها المعتقل مهدي إبراهيم إبراهيم محمد وهو خريج كلية شريعة إسلامية ليسانس تربية ويعول أسرة مكونة من أربع أفراد منها أب وأم وزوجة وابن وقبض عليه من منزله يوم الأحد الموافق 16/ 2/ 2004 وحصل علي إخلاء سبيل من محكمة أمن الدولة العليا ولم يخرج ورحل إلي وادي النطرون 1 ، وحصل علي العديد من الإفراجات ولم يخرج ، وليس عليه أي تهمة وتقول الورقة المصورة التي أعطتها الزوجة لي " ولا نعرف لماذا كل هذه المدة حبس بدون أي تهمة موجهة وهو يعولنا ونحن في أشد الكآبة له لأني ووالدته مصابة بالجلدية والسكر والكبد ، ووالده مصاب بحساسية علي صدره ولا يستطيع الإنفاق علينا ولا علي أم المعتقل المحتاجة للعلاج يوميا ، وزوجته أصيبت بحالة نفسية من يوم اعتقاله لأنهم كسروا باب الشقة ونحن ننام الساعة الثامنة ليلا . وتتساءل فما رأي السادة المسئولين في هذه الأسرة المحتاجة لابنهم المعتقل بدون أي سبب ؟ والله أيها القراء أنا لم أعد قادر علي الكتابة من هول المأساة التي رأيتها وأمامها تصغر اختلافات ذوي الياقات البيضاء منا ، علينا أن نغضب من أنفسنا وليس لها ونغضب للآخرين وننتفض من أجلهم ونكون علي قدر وعودنا وعهودنا مع الناس كحاملي رسالة وقلم ينقل ويدقق الحقيقة . بالأمس أشرت في مقالي إلي أن لساني قد سبقت إليه بسبب الغضب والصدمة مما قرأت في آفاق عربية ، بعض الألفاظ التي لم أكن أحب أن تجري علي لساني وهنا يكون الأمر أغلق والآن أفكلما قابلني الأخ المحرر الذي لا أعرفه قال لي أنت فعلت كذا وكذا .. ردا علي ونحن فتحنا بالأمس لمن أراد أن يرد أو لو كنت تألمت ارفع قضية أو اذهب لتحكم من تريد أوصيغة أخري غير حكاية الهيصة والخناقة في النقابة . وفي الصحافة والسياسة حدثت أهوال ومساجلات وخناقات ولكن علي الورق . وحكاية أني أصفي حساباتي مع الإخوان كما تفضل الأخوة بالرد بالأمس ، وذكره الأخ المحرر في خناقة اليوم بالنقابة ، فهذا أمر عاري من الصحة تماما ، فأنا لم أنضم إلي الإخوان أبدا في أي مرحلةمن حياتي ، ولم أتقدم في حياتي للتنافس علي مغنم مادي أومعنوي والعبد لله سجن عشر سنوات كاملة ولم يكن له أي حسابات مع أي جهة ، فالذي يحكمني دائما وأبدا هو القيمة وليس المصلحة أو المنفعة ، ولي صداقات محترمة في جيل الوسط من الإخوان ومن كل الاتجاهات ، ولازلت أناضل حتي هذه اللحظة بقلمي وجهدي وبتوفيق الله وحده ، لم تقف خلفنا جماعة أو جهة ، بل بالعكس دفعت ولا زلت أدفع ضريبة مواقفي المبدأية في كل أموري تقريبا . وأخيرا في حل الخلافات لا أحب أن نرفع في وجه بعضنا التحذيرات الدينية ،فنحن نختلف كأفراد ينتمون لجماعة ولمهنة وهي الصحافة ، وفي هذا السياق يحلون مشاكلهم محتكمين إلي قواعد المهنة والأمانة والتسامح بما في ذلك الوصول إلي القضاء ،ونحن نفعل ذلك ونحن نحمل هويتنا كمسلمين طبعا ، أكثر من رفعوا الشعارات الدينية في حل الخلافات السياسية أوالشخصية أوالمهنية كانوا أقل الناس التزاما بهذه الشعارات ، وتبدو وكأنها توظف لأغراض دنيوية .