تعاني آثار السويس والتي يرجع تاريخها إلى عام1811م والتي كانت تقف شامخة على أرض البطولات وشاهدة على عصر محمد على باشا، من الانكسار والهزال وسكرات الموت بعد أن أصابها الإهمال في مقتل، وأصبحت تستغيث بالمسئولين بمحافظة السويس. ويأتي في مقدمة هذه الآثار قصر محمد على باشا، والذي أقيم على الطراز العثماني حيث غطيت أسقف قبته بالعلم التركي كما أنها تتضمن سمات فنية رائعة. وقد استخدم هذا القصر ليكون مقرًا لمتابعة أعمال حفر قناة السويس، كما خصص المبنى مناصفة لقسم شرطة السويس ومقرًا لإقامة أسرة حاكم المدينة عباس سيد أحمد محافظ السويس الأسبق لإدارة أمور المدينة. ومن بين الآثار التي تستغيث بيت المساجيرية" والتي سعت شركة المساجيرى الفرنسية عام 1861م إلى إنشائه لاستخدامه كمكاتب للمستخدمين وأماكن إيواء لعمالها أثناء إقامتهم لأول حوض بحري لإصلاح السفن الفرنسية التي كانت تصاب بأضرار من المستعمرات التي تقع في الهند الصينية والمعروفة باسم "كوشين شين". الغريب أن هذه الكنوز من الآثار التي أصبحت أطلالاً اكتفت المحافظة بعملية دهان من الخارج فقط وتركت الإهمال ينخر في جسدها وبإحاطتها بأكوام القمامة والأتربة أما من داخلها فحدث ولاحرج فقد تركت لخفافيش الظلام. ويتساءل أبناء السويس متى نحافظ على آثارنا وعلى تراثنا مؤكدين أن كل ما يشاهدونه من إهمال لا يليق بمكانة تلك الآثار التاريخية التى تقبع فوق أرض البطولات مطالبين بتشجيرها وإنارتها وحمايتها لتكون مزارًا سياحيًا يليق باسم المدينة الباسلة.