دعا عدد كبير من المثقفين والمهتمين بالمقاومة الشعبية بالسويس مجددًا لتحويل قصر محمد علي باشا التاريخي بالسويس إلى متحف يحوي ويضم ذاكرة النضال الشعبي منذ قيام هذه المدينة بمواجهة الغزوات من جهة الشرق باعتبارها إحدى قلاع المقاومة المصرية، فضلًا عن التاريخ المعاصر ودورها في مواجهة الاحتلال الإنجليزي، مرورًا بمعركتى 56 و67، وكذلك صمود المدينة الرائع فى حصار 73 عقب حرب أكتوبر. ويقول الدكتور علي السويسي، أستاذ تاريخ الفنون بجامعة قناة السويس: إن السويس في أشد الحاجة إلى متحف حقيقي يضم ذاكرة المقاومة في مصر، وتحويل هذا القصر التاريخي الذي أقامه محمد علي باشا أثناء قيامه بالإشراف على بناء الأسطول البحري المصري وهو واحد من أقدم المباني العثمانية في مصر كلها، وقد أنشئ قبل إقامة مدينتي بورسعيد والإسماعيلية، ويتميز بقبته المزينة برسومات الفريسكو، إلا أن الإهمال الجسيم الذي طاله على امتداد عقود متتالية أدى إلى تردي حالته، فضلًا عن انتشار القمامة والنفايات داخل القصر وخارجه. وأوضح د.السويسي أن القصر شهد جوانب عظيمة من تاريخ مصر، وكان مقرًا لإقامة الإمبراطورة "أوجيني" عند قدومها إلى مصر للمشاركة في احتفالات افتتاح القناة ومشاهدة العرض الأول لأوبرا عايدة التي ألفها "فيردي".. وكذلك شهد إقامة الزعيم الوطني أحمد عرابي، ورحيل الزعيم سعد زغلول إلى المنفى.
وأضاف أن المبنى تم تسجيله منذ فترة طويلة كأثر تاريخي، وقامت وزارة السياحة باعتماد مبلغ مالي كبير لترميمه، إلا أن أعمال الترميم لم تتم بسبب قيام مديرية أمن السويس باستبقاء بعض المتعلقات الخاصة بها داخل المبني، رغم وجود مبنى مستقل للمديرية منذ أكثر منذ 15 سنة، مشيرًا إلى تجدد فرص إعادة إحياء المتحف، حيث قام وزير الثقافة بتكليف رئيس قطاع الآثار الإسلامية بإعادة دراسة أوضاع المتحف. ويشير محمود الجمل، مدير المركز المصري للتنمية البشرية، إلى أهمية إعادة هذا المبنى إلى الخدمة وتحويله إلى محكى شعبي وتجهيزه كبلاتوه سينمائي، يصلح لتصوير الأحداث التاريخية خاصة في المسلسلات التي تتحدث عن هذه الحقبة، كما أنه يمكن إنشاء مكتبة عامة بإحدى قاعات القصر بدوره الأرضي، فضلًا عن تكوين وحدة للمخطوطات لأدباء السويس. ودعا الجمل نواب السويس إلى تبنى مشروع إعادة إحياء قصر محمد علي، وإهداء هذا القصر إلى شعب السويس الذي كان دائمًا نموذجًا للنضال الوطني والصمود والوعي والانحياز الدائم للقضايا الوطنية.