أعرب التيار الشعبى المصرى عن دهشته من مشروع قانون تنظيم حق التظاهر والاعتصام السلمى المزمع مناقشته فى مجلس الشورى خلال أيام، والذى يبدأ به مجلس الشورى ممارسته لسلطته التشريعية، فى دلالة واضحة على أولويات أجندة المجلس التشريعية، التى تتجاهل احتياج المصريين لتشريعات اقتصادية واجتماعية تحقق العدالة الاجتماعية وتواجه الأزمة الاقتصادية الراهنة، لصالح محاولة تفصيل نصوص الدستور إلى قوانين وتشريعات تطبق ما التفت حوله نصوص الدستور من تقييده لحريات المصريين وحقوقهم. وأشار التيار فى بيان له إلى أن التيار الذى يحكم الوطن الآن أتى عن طريق ثورة عقب مظاهرات سلمية اندلعت فى 25 يناير 2011 والتحق هو بها ليتصدر المشهد الثورى بعدها ويصل إلى الحكم، وقد انطلقت تلك المظاهرات على الرغم من أن مصر كانت ترزخ فى حينها تحت حالة طوارئ ظل يحكمنا بها النظام المخلوع طوال 30 عاما من المنع والقمع. واعتبر التيار الشعبى أن هذا القانون بنصوصه التى تم نشرها ما هو إلا ارتداد عن شعارات الثورة التى قامت لينتزع المصريون حريتهم ممن اغتصبها بقوانين سالبة للحريات ومكبلة لحرية التعبير، لم تأبه الجماهير التى خرجت فى 25 يناير ولا لسنوات سبقتها بتشريعات سنها نظام سلطوى كان هدفه السيطرة على الشارع المصرى بطرق بوليسية لا تقل حماقة عن ذلك القانون. وأكد أن الشعب المصرى اكتسب حريته بدماء طاهرة سالت فى مظاهرات سلمية أرادوا السيطرة عليها بوسائلهم القمعية، ولن يفرط الشعب فيما اكتسبه بإصراره وتضحياته لأنه سيكون تفريطا فى دماء شهداء لم يحصلوا على حقهم حتى اليوم ولم يُقتص لهم ولم تُحقق الأهداف التى جادوا بدمائهم من أجلها. وقال إننا أمام قانون يسن لمنع المظاهرات والاحتجاجات السلمية ويعاقب عليها بالحبس والغرامة ويتيح للشرطة منعها لأى سبب تراه بوسائل قمعية فيها ما فيها من قنابل مسيلة للدموع وعصى كهربائية، أولى به أن يسن لمن يهاجم التظاهرات السلمية بالسلاح ويزهق أرواحا خرجت تعبر عن رأيها، ومازلتم تدعون أنه (طرف ثالث)، اكشفوا بشفافية عن هذا الطرف الخفى ولا تتستروا عليه ليخضع للحساب. وأشار إلى أنه الأجدى للتيار الحاكم أن يبحث عن أسباب الاحتجاجات والمظاهرات (السلمية) بدلا من أن يشرع القوانين لقمعها، أعيدوا للفقير ما يحفظ كرامته وللعامل والفلاح حقه، انتصروا للمظلوم ووفروا للمريض سبل علاجه، حققوا العدالة الاجتماعية وأعيدوا الأمن والأمان للشارع المصرى، ارفعوا الفقر عن كاهل شعب وأطلقوا حرية التعبير، تحملوا مسئوليتكم بحكم منصب سعيتم إليه قبل أن تذهبوا إلى ما يمكنكم من السيطرة على مقاليد الحكم، هذا هو الطريق الوحيد الذى يؤمن لكم حكم وطن لم تعرفوا قيمته ولا حجمه. كما اعتبر أن ما حدث للنظام المخلوع الذى لم تنفعه قوته ولا عتاده ولا ترسانة قوانينه من مصير ينتظر كل من يوقع الظلم على هذا الشعب ويظن أنه بمنأى عن غضبته، وتيقنوا أن الشعب المصرى لن يخضع لقوانين تسلبه حريته مهما كان الثمن.