واقعتان تبرزان كيفية تناول الإعلام ووسائله للقضايا والأحداث ،وأليات العرض والتضخيم والتقليل بدافع من الرغبة والتشهى أو (المزاج) مدفوع الثمن والأجر! الواقعة الأولى: ما رددته وسائل الإعلام عن تهرب الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل من المشاركة فى مليونية "حرمة المساجد والعلماء" بالأسكندرية أمام مسجد القائد إبراهيم بعدما حشد أنصاره ومحبيه متعللاً بنسيانه لشاحن هاتفه ، وعجزه عن التواصل مع المشاركين ! ….هكذا ردد الإعلام ! وهذه الفرية بدأت على لسان الناشط على غنيم فى مداخلة هاتفية له مع الإعلامى محمود سعد قائلا: ( قيل ذلك ،ولاندرى أهو على سبيل الطرفة أم له حظ من الصحة!) هنا تهللت أسارير الإعلامى محمود سعد مُظْهراً تهكمه وسخريته التى لا تخفى على كل ذى عينين ! والعجيب أن الإعلام تناول هذه الفرية كمادة للسخرية والتنقص من شخص الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل انتقاما منه على موقفه الأخيرمن الإعلام الخاص الذى يؤجج الفتنة والصراعات واعتصامه أمام مدينة الإنتاج الإعلامى؛ فجعل الإعلام من المتصل الذى روى الواقعة بصيغة التمريض قائلا : ( قيل ذلك ولا ندرى أهو على سبيل الطرفة أم لا) متحدثاً رسميا لحركة حازمون ! وخرج المتهوكون من جحورهم على موقع "تويتر" فهذا يقول: (شاحنون) ….وآخر: (لازم شاحن)….وبث كل متخرص ما فى صدره على الرجل من حقد وحسد فى مادة ساخرة يعلوها الكذب ، ويكسوها انعدام الحياء! ولا تثريب على هؤلاء فى تناولهم؛ فهذا ديدنهم وهذه سيرتهم ، ولكل ساقطة فى الحىِّ لاقطة! لكنَّ السؤال الآن : أيعجزهؤلاء عن سبر الحقيقة وغورها إن كانوا يريدون ؟! لقد صرَّح الشيخ أحمد السيسى ليلة الجمعة أنه كان عازما على التواجد فى ساحة مسجد القائد إبراهيم، وقد اعتذر عن خطبته فى مسجده فعلا، لولا رغبة الشيخ أحمد المحلاوى بعدم حضور العلماء والدعاة فى خطبته مما جعل الشيخ أحمد السيسى يعلن مرة أخرى أنه سيخطب فى مسجده المعتاد نزولاعلى رغبة الشيخ المحلاوى، فهل توقفت عقول هؤلاء الحمقى عن فهم هذا الكلام أم أن عقولهم "فصلت شحن"؟! ثم إن الشيخ أحمد المحلاوى نفسه بشحمه ولحمه صرَّح بأنه طلب من الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل التراجع عن الحضور لرغبته فى الهدوء فى ساحة المسجد، وشكر الشيخ على نزوله على رغبته وطِلابه؛ أفيعى مغردو "تويتر" هذه العبارات ، أم يتغافلون عنها وعن ذكرها رغبة فى استمرار"وصلة الردح" الساقطة ؟! أما الواقعة الثانية : فهى مكالمة المرشح الخاسر الهارب أحمد شفيق مع قناة العربية ، وتهديده الفجّ الصريح بأنَّ حربَ الشوارع وأعمال العنف ستستمر !، فهل سمعتم معقّباً من مرددى عبارات "شاحنون" ، أم بطارية أبصارهم وبصيرتهم تعمى دائما عما لا يريدون؟! السؤال المُلحِّ الآن: أهو نقص فى "شحن" العقل ، أم انعدام "بطارية" الأخلاق والضمير؟! أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]