صدر حديثًا عن دار السلام بالقاهرة ضمن إصدارات العام الجديد 2013 دراسة علمية جديدة بعنوان " رؤية إسلامية للنهضة بواقع الأمة " للباحث المصري محمد مسعد ياقوت . جاءت هذه الدراسة في إطار عدة إصدارات ترصد تداعيات الربيع العربي ، في ظل أوضاع متردية للأمة بينما تنبري صحوة شبابية ثائرة ضد الفساد والاستبداد طامحة في بناء نهضة جديدة للأمة وفي إقبال واضح عبر الصناديق الانتخابية تؤكد أن اختيارات الشعوب العربية والإسلامية متجه صوب المشروع الإسلامي ، بعدما اكتوت تلك الشعوب بنيران أنظمة ولت وجهها قبل الشرق تارة وقبل الغرب تارة أخرى . صدّر الكاتب "ياقوت" دراسته بمقوله ابن خلدون : " الظلم مؤذنٌ بخراب العمران "، وجعلها مدخلا لدراسته، ثم تناول الكاتب وظيفة الإنسان على الأرض، ولماذا أُنزل وبماذا أنيط به من مهام مؤكدًا على أصول هامة ستنفع في توجيه الشعوب حينما تريد أن تحدد اختياراتها حينما يؤول الأمرُ إليها، ولاسيما حينما تسقط الأنظمة المستبدة، فلحظة سقوط هذه الأنظمة كلحظة هبوط الإنسان على الأرض، بين يديه أمانة ويتعين عليه تحقيقها. الكتاب اشتمل الكتاب على ستة مباحث ضمت:سياسة الفطرة، ووطرح " ياقوت " مصطلح " ربانية السياسة " وأكد أن السياسة لا بد أن تكون ربانية وإلا فليست سياسة . ثم ثم أصّل للسياسة التي مارسها الأنبياء، وتناول مبدأ : لا سياسة من دون مرجعية، وأصل لقاعدة : ( الظالمون لا حق لهم في سياسة الشعوب ). أما المبحث الثاني :سُنُّة الحُكم في البشرية، وفيه تناولت الدراسة العناوين التالية:معالم الحكومة الراشدة، والمعركة بين دولة النهضة ودولة الظلام، والسلطة للشعب والمرجعية للشرع، ومفهوم الوطن في الدولة الإسلامية، وفريضة الشورى في النظام الإسلامي. وتناول المبحث الثالث: مسؤولية الحاكم، كما تناول الكتاب تلك العلاقات التي لطالما كانت شائكة في الأنظمة الساقطة : الحاكم والمال، والحاكم والإعلام، والحاكم والأمن، والحاكم والدولة. أما المبحث الرابع ، فتناول فيه بعض الأنظمة الحديثة كالنظام البرلماني، والنظام الرئاسي، وأرسى المبحث الخامس قاعدة هامة أن الدولة الإسلامية دولة قانون ودستور، وتناول دستور المدينة ( وثيقة المسلمين واليهود في المدينةالمنورة ) وكانت الخاتمة في المبحث السادس: عن الدولة والفساد، وأن الأنظمة التي سقطت وستسقط إنما ذلك بسبب الفساد، والفساد هو أيقونة السقوط فتناول خطورة الفساد الإداري، وصور الفساد، وأسباب الفساد الإداري، وآثار الفساد الإداري، وعلاج الفساد الإداري. وينصح "ياقوت" كافة الأنظمة الحاكمة فيما أطلق عليه " أكثير الحياة للأنظمة" : إذا أرادت هذه الأنظمة أن تعيش أطول فترة ممكن فعليها أن تتسق مع الفطرة : فلا بد من خطة واضحة ومدروسة لتجديد الدماء والتطهير المستمرين ، ولابد من رموز شبابية في كل مرحلة، ولابد من دراسة لبؤر الفساد وحصارها، ولا بد من قانون "من أين لك هذا " لكل ذي مسؤلية ووزارة، فدوما الشعوب تعشق الحاكم الذي يحاحسب وزراءه، وتبغض الحاكم الذي يحابي بطانته .