البابا تواضروس يهنئ بالأعياد الوطنية ويشيد بفيلم "السرب"    للتهنئة بعيد القيامة.. البابا تواضروس يستقبل رئيس الكنيسة الأسقفية    وزير الأعمال الإيطالي ل«الشروق»: مصر و8 دول تستفيد من المرحلة الأولى لخطة ماتي التنموية    عاجل - متى موعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 وكيفية ضبط الساعة يدويا؟    زيلينسكي يعرب عن ارتياحه إزاء حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا    زيلينسكي: روسيا تسعى لعرقلة قمة السلام في سويسرا    الرئيس السيسي: مصر تملك منشآت رياضية تليق بمكانتها وشعبها    نوران جوهر تتأهل لنصف نهائى بطولة الجونة الدولية للإسكواش    بالأسماء.. إصابة 9 أشخاص إثر اندلاع حريق بمنزل في أسيوط    ما هي نتاج اجتماع نقابتي الصحفيين والمهن التمثيلية بشأن تغطية الجنازات؟    بروتوكول تعاون بين «هيئة الدواء» وكلية الصيدلة جامعة القاهرة    هل تقتحم إسرائيل رفح الفلسطينية ولماذا استقال قادة بجيش الاحتلال.. اللواء سمير فرج يوضح    إدخال 215 شاحنة إلى قطاع غزة من معبري رفح البري وكرم أبو سالم    "كولومبيا" لها تاريخ نضالي من فيتنام إلى غزة... كل ما تريد معرفته عن جامعة الثوار في أمريكا    مخاوف في تل أبيب من اعتقال نتنياهو وقيادات إسرائيلية .. تفاصيل    مستقبل وطن يكرم أوائل الطلبة والمتفوقين على مستوى محافظة الأقصر    وزير الاتصالات يؤكد أهمية توافر الكفاءات الرقمية لجذب الاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى    سبورت: برشلونة أغلق الباب أمام سان جيرمان بشأن لامين جمال    متابعات ميدانية مكثفة ل 30 هيئة شبابية ورياضية بالقليوبية    نقلًا عن مصادر حكومية.. عزة مصطفى تكشف موعد وقف تخفيف أحمال الكهرباء    مدير «مكافحة الإدمان»: 500% زيادة في عدد الاتصالات لطلب العلاج بعد انتهاء الموسم الرمضاني (حوار)    بدءا من الجمعة، مواعيد تشغيل جديدة للخط الثالث للمترو تعرف عليها    مهرجان أسوان يناقش صورة المرأة في السينما العربية خلال عام في دورته الثامنة    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    دعاء الستر وراحة البال والفرج.. ردده يحفظك ويوسع رزقك ويبعد عنك الأذى    خالد الجندي: الاستعاذة بالله تكون من شياطين الإنس والجن (فيديو)    أمين الفتوى: التاجر الصدوق مع الشهداء.. وهذا حكم المغالاة في الأسعار    حكم تصوير المنتج وإعلانه عبر مواقع التواصل قبل تملكه    محافظ الإسكندرية أمام مؤتمر المناعة: مستعدون لتخصيص أرض لإنشاء مستشفى متكامل لعلاج أمراض الصدر والحساسية (صور)    متحدث «الصحة» : هؤلاء ممنوعون من الخروج من المنزل أثناء الموجة الحارة (فيديو)    أزمة الضمير الرياضى    منى الحسيني ل البوابة نيوز : نعمة الافوكاتو وحق عرب عشرة على عشرة وسر إلهي مبالغ فيه    بعد إنقاذها من الغرق الكامل بقناة السويس.. ارتفاع نسب ميل سفينة البضائع "لاباتروس" في بورسعيد- صور    تعرف على إجمالي إيرادات فيلم "شقو"    منتخب الناشئين يفوز على المغرب ويتصدر بطولة شمال إفريقيا الودية    سيناء من التحرير للتعمير    البورصة تقرر قيد «أكت فاينانشال» تمهيداً للطرح برأسمال 765 مليون جنيه    فوز مصر بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    العروسة في العناية بفستان الفرح وصاحبتها ماتت.. ماذا جرى في زفة ديبي بكفر الشيخ؟    قريبا.. مباريات الدوري الإسباني ستقام في أمريكا    أوراسكوم للتنمية تطلق تقرير الاستدامة البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات    هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية: تلقينا بلاغ عن وقوع انفجار جنوب شرق جيبوتي    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    عيد الربيع .. هاني شاكر يحيى حفلا غنائيا في الأوبرا    توقعات برج الثور في الأسبوع الأخير من إبريل: «مصدر دخل جديد و ارتباط بشخص يُكمل شخصيتك»    حكم الاحتفال بشم النسيم.. الإفتاء تجيب    تضامن الغربية: الكشف على 146 مريضا من غير القادرين بقرية بمركز بسيون    خدماتها مجانية.. تدشين عيادات تحضيرية لزراعة الكبد ب«المستشفيات التعليمية»    مديريات تعليمية تعلن ضوابط تأمين امتحانات نهاية العام    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    تفاصيل مؤتمر بصيرة حول الأعراف الاجتماعية المؤثرة على التمكين الاقتصادي للمرأة (صور)    الصين تعلن انضمام شركاء جدد لبناء وتشغيل محطة أبحاث القمر الدولية    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم العراقي مهدي عباس    تقديرات إسرائيلية: واشنطن لن تفرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا"    وداعاً للبرازيلي.. صدى البلد ترصد حصاد محصول البن بالقناطر| صور    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    ضبط 16965 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    «التابعي»: نسبة فوز الزمالك على دريمز 60%.. وشيكابالا وزيزو الأفضل للعب أساسيًا بغانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلى شباب الثورة -مسيرة الأمة الأسيرة
نشر في شباب مصر يوم 07 - 01 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إخوان المسيرة إلى الأمة الأسيرة
مقدمة وتمهيد
أيها الناس خلائف الله فى الأرض
ألحمد لله رب العالمين
إقرؤا واصبروا وادعوا الله أن يؤيدنا وإياكم جميعا بنصره ، إنه السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ، سلامه عليكم وعلى أنبيائه ورسله المصطفين من آدم إلى إمامهم وخاتمهم محمد صلّى الله عليه وآله وصحبه ومن اتبعهم إلى يوم الدين.
لاشك ان الصراع فى الحياة أمر حتمى وهذه سنة الله الذى أرادها فى الكون ولمختلف المخلوقات ‘ والصراع يدفع كافة القوى حيث التكامل الطبيعى‘ فكل شىء مجبور على التكامل إلا الإنسان فهو الوحيد الذى جعل له ان يختار مسيرته نحو التكامل‘ ومن هنا فإن الصراع أو حسب تعبير القرآن ( ألفتنة ) إختبار للإنسان لإكتشاف مدى قدرته ألذاتية والإجتماعية لبناء المسيرة المتكاملة.
ومن أبرز مظاهر هذا التكامل :
• تكامل التاريخ الإنسانى الرسالى بدءً من رسالات السماء من آدم عليه السلام حتى رسالة النبى محمد صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم وإلى يومنا هذا.
• تكامل الفكر الإنسانى والعلم من خلال التجارب والتى تعتبر وليد مسعى الإنسان.
• ألصراع مع الأعداء فى معارك التحدى.
إن معركتنا مع الأعداء لا زالت قائمة حتى اليوم وإن هذا الصراع بين أمتنا الإسلامية والقوى المعادية الجاهلية ليس صراعاً إقتصادياً أو ثقافياً أو سياسياً أو عسكرياً فحسب ‘ بل إنه صراع وتحدِ حضارى يشمل كل هذه الجوانب.
إنه الصراع بين العقل والجاهلية أوالكفر والإيمان أو الحق والباطل أو ألظلم والعدل.
ومن هنا لن يفيدنا التنازل للقوى المعادية عن أشياء لكى يتركوننا سالمين فى بيوتنا ‘ بل إنهم يريدون منا كل شىء.....
إنهم يريدون منا أن نذوب فى بوتقة حضارة رغباتهم وشهواتهم لأنهم بنوا إقتصادهم وثقافتهم على هذا الأساس. وبالتالى نصبح مستهلكين لمنتجاثهم وجنوداَ لحروبهم الإقتصادية والعسكرية وتثبيت انظمتهم الحاكمة بقوة السلاح فى المنطقة تحت ستار مسميات مثل الحرية والديموقراطية والإشتراكية والعولمة. وهذا مايحذرنا القرآن من الإنزلاق فيه ‘ لأنه يعنى المساومة والمداهنة , والمهادنة على الدين والمبدأ,
قال تعالى : ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملّتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن إتّبعت أهوائهم بعد الذى جائك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير. ( البقرة 120 )
رغم التحذير الشديد من رب العالمين حدثت المساومة والمداهنة ووقعت الأمة فى شباك الأعداء وأصبحت أسيرة الأنظمة الحاكمة التى لم ننتخبها قط لأنها إنحرفت عن الحكم بما أنزل الله
قال تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولآئك هم الكافرون ( المائدة 44 ) و.... هم الظالمون ( المائدة 45 ) و ... هم الفاسقون ( المائدة 47 )
فكانت نتيجة الإنحراف ،
قال تعالى : ظهر الفساد فى البر والبحر ( الروم 41 ) ، ويقول تعالى : ومِن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنبيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألّد الخصام ( البقرة 204 ) وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ( البقرة 205 )
الواضح هنا أن الفساد هو الفساد المتعلق بالثشريع فإن الله إنما شرّع ما شرّعه من الدين ليصلح به أعمال عباده فيصلح أخلاقهم وملكات نفوسهم فيعتدل بذلك حال الإنسانية. أما الذى إذا تولّى وسعى فى الأرض ليفسد فيها فقد خالف شرع الله وغيّر أحكامه وفى ذلك موت الدين وفناء الإنسانية وفساد الدنيا وقد صدق هذه الآيات ماجرى عليه التاريخ من ولاية رجال وركوبهم أكتاف الأمة الإسلامية وتصرفهم فى أمر الدين والدنيا بما يستعقب للدين إلا وبالا وللمسلمين إلا إنحطاطا وللأمة إلا إختلافا. لقد حدث ما حدث والجميع يرى ويسمع ويقرأ ويشعر بأخطر أنواع الفساد الذى نعيشه ألا وهو الفساد الإجتماعى الّذى هو نتيجة الإنحراف ، باسم الحرية والديموقراطية ، علاوة على ذلك الفساد الإقتصادى ألّذى يحكمنا ويذل أنفسنا ويجعل الملايين منا خدم تلهث وراء الأجانب وأصبحت حكوماتتا خاضعة تماما لأنظمة الحكومات الكافرة ، كل ذلك من أجل الدولار أو اليورو !! لآ..لآ ، باسم الإستثمار.
ألموت أفضل لنا من اتباع الّذين يصدّون عن سبيل الله ويحاربون الله ورسوله.
الأخوة والأخوات ، شباب إنتفاضة يناير
لا نطيل عليكم رسالتنا ، ليس هدفنا أن نكتب فالمكتبات مليئة بملايين الكتب زيادة على الصحف ووسائل الإعلام تتحدث عن الفساد والإصلاح حتى أصبحت وظيفة العديد من الأساتذة الكبار حتى علماء الدين الموالين للحكومات اللا إلهية. ولكن ماهو العمل لتغيير الإنحراف وإقامة الحكومة الإلهية وعودة أمتنا الأسيرة إلى الصراط المستقيم ؟ ؟
ألإجابة على هذا السؤال هو هدفنا من هذه الرسالة ‘ وفيها حاولنا الإختصار الشديد فى تقديم الإجابة نظريا والذى يريد منكم القراءة أكثر وبالتفصيل فننصح بقراءة كتب ومقالات ودراسات العلامة الكبير ومعلم الثوار محمد تقى المدرسى وهنا نطرح عليك إقتراحات عملية يمكن تطبيقها كمرحلة أساسية هامة حاليا لأنها الحجر الأساسى الذى يتوقف عليه قيام ونجاح مرحلة التنفيذ . أما عن إقتراحاتنا فأنتم لستم مقيدون بها ولديكم الحرية المطلقة للعمل بها أو بغيرها أو الإضافة إليها طالما ، بإذن الله ينحقق بها الهدف.
هناك سؤال لا شك أنه يجول بخاطركم: من هم الّذين يخاطبونكم عبر هذه الرسالة ؟
الّذين يخاطبونكم عبر هذه الرسالة هم الذّين عرفوا إمامهم وسائرون على الصراط المستقيم [ إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم ] . وهم الّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله ....( الأنفال 72 ) وعن طريق الآيات الكثيرة فى القرآن الكريم يمكنكم معرفتهم بسيماهم حسب وصف القرآن لهم. ليس لهم مقر معين ولا إسم يميزهم , ولاجماعة ولا حزب يجمعهم ولا صحيفة ولا قناة فضائية تتحدث بصوتهم، لأن السلطات الحاكمة وضعت القوانين وأجهزة التجسس و القضاء والفتاوى التى تصدر أحكام السجن والتعذيب والإغتيال والشنق والنفى خارج البلاد، ويتهمون كل من يعمل بماله ونفسه فى سبيل الله بالخروج عن القانون وليس لديهم أى دليل ولا مبرر سوى أنهم السلطة والحكومة وألى الأمر.
سؤال آخر: ماذا يريد منا هؤلاء ؟
إننا نريد منكم أن تقرؤا الرسالة وتتفكروا فيها وتتدبرونها جيدا وناقشوها مع من تروهم أهلا للمناقشة والتدبر ، هذا كل ما نطلبه منكم الآن . ندعوا الله أن يوفقنا جميعا إلى مايحبه ويرضاه لعباده الصالحين ، وعلى محبته وهديه وصراطه المستقيم سائرين.
والسؤال الأخير الذى يحِق لكم أن تسألونه ، و لماذا يريدون ذلك ؟
الكتب السماوية والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة وقصص الأنبياء تجيب على هذا السؤال بالتفصيل والرسالة تجيب بإيجاز و نكتفى هنا ببعض آيات الله سبحانه وتعالى :
ولا تحسبن الّذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين مما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالّذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. ( 169 ،170 / آل عمران )
قيل أدخل الجنة قال ياليت قومى يعلمون ، بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين. ( 26 ، 27 / يس )
والّذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. ( 69 / العنكبوت )
أخيراً وليس آخرا ً إعلموا أن أعمارنا تتراوح تقريباً ما بين الستين والثمانين عاما ً وعاصرنا وعاصرتنا أنظمة لا إلهية تحكم بالجهل وقوة السلاح وشياطين هذه الأنظمة متواجدين فى العالم للقضاء على أى حكومة تحكم الأمة بما أثزل الله ، فما كان لنا منذ أكثر من ستون عاماً أن نفعله إلا أن نهاجر هذه الأنظمة ، فمنا من أستشهدوا ومنا من شاء الله لهم بالعودة
( شروط الهجرة ) لتكملة المسيرة وإقامة الحكومة ألإلهية فى الأمة الأسيرة التى سادها الظلم والجهل ، واعلموا أن أقوى سلاح المسيرة هو حب' الله ، لا يغلبه سلاح غيره على الأرض. فمن أحب الله ، أحب العدل وكره الظلم وصدق فى قوله وأتقن عمله ، فلا يمكن إصلاح الأمة وإقامة العدل إلا بالحكومة التى تحكم بما أنزل الله. نحن لا نملك أسلحة غير الشباب المحب لله ويعمل بكتاب الله المتين وسنة رسوله الأمين ، صلوات الله عليه وآله وصحبه ومن إتبعه الى يوم الدين.
من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ( 23 / ألأحزاب )
نسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا وأن يجعل مستقبلنا خيراً من ماضينا، وأن يدّخر لنا صالح أعمالنا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلآ من أتى الله بقلب سليم.
إخوانكم الفقرآء إلى الله / إخوان المسيرة
ألمسيرة الإسلامية
لكى نتعرف على ماهية المسيرة الإسلامية وشروطها لابد من الرجوع إلى المصادر الأصلية واستقاء أفكارنا من منابعها الصافية. ذلك لفهم أى مبدأ لابد أن يكون من خلال منهاجهه وانطلاقاً من قواعده الفكرية ومنطلقاته الفلسفية فلا يمكن أن ندرس فلسفة بمنهج علمى تطرحه فلسفة أخرى . كذلك الإسلام لابد أن 'يعرف بمنهجهه وبفهم الإطار العام الذى يطرحه للحياة يمكننا أن ندرك نظرة الإسلام إلى المسيرة الإسلامية لتغيير إتجاه حياة المجتمع عندما ينحرف عن الإتجاه الصحيح. إن بصائر القرآن واضحة حول الإنسان والحياة مما يشكل إطاراً لفهم النظرية الإسلامية للمسيرة.
الإسلام لم يرى أن هذا الكون جاء بلا سبب وينطفئ يوماً ما بلا مبرر معقول وحركة الكون مثل وجوده لا تخضع للصدفة بل هى سنة ثابته دائمة وفق حسابات دقيقة إلى أن يشاء الله وهذه السنة لا تتغير ولا تتبدل ولن تتحول ولن تتناقض.
فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ( 43 فاطر)
وكل شئ خاضع لتلك السنة لا يحيد عنها ويعبر القرآن عن ذلك بقوله تعالى :
يسبح لله مافى السموات وما فى الأرض الملك القدوس ( 1 الجمعة )
ولله يسجد مافى السموات ومافى الأرض ( 49 النحل )
فكل شئ يسعى للسير حول مركز التوحيد ‘ حول النور الأبدى الذى لا يوصف ولا يحدد ولا يؤقت وهو
الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار‘ نور على نور يهدى الله من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم ( 35 النور )
تلك هى سنة الكون. فالإنسان بوصفه ظاهرة كبقية ظواهر الطبيعة مخلوق لله وبالتاالى يجب أن يسير وفق سنن الله.
بيد أن الإنسان ذا النفس الأمارة بالسوء والشيطان الموكل بالنفس قد يشذ بها عن قاعدة التوحيد‘ قاعدة الطاعة المطلقة لله وهنا تقع مسؤولية الإنسان فى الحياة وهى تغيير إتجاه مسيرة الإنسان او المجتمع الذى يشذ عن السير وفق سنن الله وإعادته إلى النظام وإلى سنن الفطرة والحياة وبعبارة أخرى إعادة الإنسان المنحرف عن قاعدة التوحيد فى عالم الخليقة إلى حظيرة الإيمان.
وإن هذا صراطى مستقيماً فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ( 153 الأنعام )
وعملية الإعادة هذة هى الرسالة فهدف رسالات السماء إنما تصحيح مسيرة الإنسان وهذه نظرية الحق التى وردت بالقرآن :
ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق ( 19 إبراهيم )
إذ أن كل شئ قائم على أساس ونظام معين هو الحق والشذوذ عنه باطل والإعادة إلى ذلك النظام يحتاج إلى المسيرة فى الإتجاه الصحيح أى إتجاه الحق والعدل والنور.
يقول تعالى :
ولقد بعثنا فى كل أمة رسولاً ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقّت عليه الضلالة فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة المكذبين ( 36 ألنحل )
إن الهدف الذى يحمله الإنسان ( الرسول العابد لله ) أن يكون ثائراً فى وجه الطاغوت حتى إسقاطه ‘ لأن إجتناب الطاغوت فى الآية مقابل عبادة الله وهذا 'يعنى أن من يعبد الله لابد أن يزيل الطاغوت إزالة تامة كالنجاسة ‘ كذلك الأمر إذا تفشى فى المجتمع نظام طاغوتى فإن المجتمع مطالب بإجتناب الطاغوت وذلك بالتطهر من دنسه ورجسه ‘ إذاً فاجتناب الطاغوت نجده ذاته عبادة الله .
منطلقات المسيرة
منطلق المسيرة فى الحقل الثقافى
ماذا يقول القرآن إزاء سيطرة الطاغوت ثقافياً والإرهاب الفكرى بكل أشكاله من الغزو الفكرى والثقافى والتحذير والتبرير وما إلى ذلك. إن القرآن يهتف بنا قائلاً :
ألم تر إلى الّذين اوتو نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للًذين كفروا هؤلاء أهدى من الًذين آمنوا سبيلا ( 51 ألنساء )
إن الًذين أوتو نصيباً من الكتاب هم رجال العلم والمثقفون ورجال الفكر فالعالِم مهما كانت مكانته أو صفته ينبغى له أن يكون بعيداً عن ( ألجبت ) ‘ أى المصلحة والأنانية ولا 'يخفى أن هوى النفس وحب الدنيا وشهوة الرئاسة إن عرفت سبيلا إلى رجال العلم والفكر فإن ذلك معناه الوقوع فريسة فى شباك الطاغوت ‘ والعلم التابع لسياسة الطاغوت هو نوع من الثقافة التى تفرزها السياسة المنحرفة الباطلة.
والمسيرة لإسقاط الطاغوت هنا هى العودة إلى الثقافة السليمة ‘ من ناحية أخرى أن رجل العلم الّذى رضى لنفسه أن يصبح خادماً فى حكومة الطاغوت تحت ضغط الهوى والشهوات أو أى ضغوط أخرى‘ هو نفسه عالم السوء الذى علينا أن نجتنبه كما نجتنب الطاغوت نفسه. وحديث شريف عن النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم يقول :
من إستمع إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان وإن كان الناطق عن الرحمن فقد عبد الرحمن.
ورجل العلم بخضوعه واستسلامه للطاغوت تحول إلى وسيلة رخيصة بيده منذ أن قبل بعبادة الطاغوت وأشرك بالله رغم علمه ونور العلم. وبالتالى على الإنسان أن يبتعد عن هذا النوع من العلماء. قال تعالى :
والّذين إجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى وبشر عباد . الّذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ( 17 ‘ 18 الزمر )
منطلق المسيرة فى الحقل الإقتصادى
إن الإقتصاد دعامة قوية من دعائم المجتمع وركيزة أساسية فى أى نظام ‘ والإسلام كنظام تشريعى لم يغفل هذا الجانب فقد أوضح سنن الله الكونية والتشريعية فى عالم الإقتصاد. إذ يقول تعالى :
وخلق الله السموات والأرض بالحق ولنجزى كل نفس بما كسبت وهم لايظلمون ( 22 الجاثية )
وإن ليس للإنسان إلا ماسعى . وإن سعيه سوف يرى ( 39 و 40 النجم )
إذاً فسنة الله هى أن الإنسان لا يملك إلا جهده وللآخرين جهدهم ‘ وما زاد عن جهد المرء فهو سرقة من جهود الناس ‘ ورغم ان بعض التفسيرات التى وردت للآيتين خصتها بما يتصل بعالم الآخرة وهذا صحيح إلا أن عالم الآخرة ماهو إلا إمتداد ونتيجة لعالم الدنيا فالحديث الشريف يؤكد أن ( الدنيا مزرعة الآخرة ) أى فى الدنيا عمل وزراعة ‘ وفى الآخرة جزاء وحصاد ‘ وهذا هو الحق الذى بموجبه خلق الله السموات والأرض وبمقتضاه لايحق للإنسان أن يسرق منه ‘ كما لا يجوز أن 'يسرق ‘ وكما أن له حقوقا على المجتمع كذلك عليه حقوق ‘ ورجل المال عليه أن يشارك فى المسيرة ومسئولياتها حسب الحد الشرعى وحسب تشبع الفرد بقيم المسيرة فمن غير المعقول أن يكنز الفرد المال ولا يقوم بواجباته المالية ‘ وليس من السليم أن يتصرف الفرد فى المال تصرفات بلا مسئولية ‘ تضر به كفرد و تضر بالمجتمع فتضيع بذلك الأهداف المشروعة فى سياسة المال . إن المال يجب أن يكون فى خدمة حركة المجتمع ‘ فإذا إنحرف الفرد فى توظيف ماله ضمن هذا الإطار فعلى المجتمع أن يضع يده على المال ويمنعه من التصرفات الشاذة ‘ وذلك طبقا لقوله تعالى :
ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما ( 5 ألنساء )
فالمال من المجتمع وإلى المجتمع‘ وسيلة للتنمية وتبادل الجهد والتعاون البناء من أجل رفاه الإنسان ‘ ومن أجل عبادة الله وباتالى فهو فى سبيل الله وهذه هى سنة الله فى المال المنسجمة مع السنن الكونية. والنهى الصريح ( لا تؤتو ) فى هذه الآية كالأمر الصريح فى الآية السابقة ( واجتنبوا الطاغوت ) تأكيد قطعى على الفعل والرفض وثورة وتمرد فالآية الأولى كما أنه فى الثانية تحريض ومنع ومصادرة لأموال السفهاء لمصلحة الحق وهو معنى القيام وهذا قريب من معنى النضال وما يحتاجه من المثابرة والدعم.
منطلق المسيرة فى الحقل الإجتماعى
حينما يقرر القرآن الكريم مؤكداً :
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون * وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولاتنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ماتفعلون. ( 90 , 91 النحل )
وفى آيات كثيرة غيرها ‘ كما يؤكد على حرمة الفرد والمجتمع على حد سواء فللفرد حرمته كما للمجتمع حرمته والحقوق حرمات لايجوز الإعتداء عليها بأى حال من الأحوال والمجتمع الّذى تسوده الدكتاتورية والإستبداد ويحكم معاملاته الظلم ولو بمقدار جلب شعيرة فهو مجتمع غير إسلامى وهو مجتمع الطاغوت ومجتمع الفساد والتفسخ والإنحلال وهذا الوضع لابد أن يتغير.
كان عمر بن الخطاب يجلس فى جمع من الصحابة فيهم سلمان الفارسى ‘ فقال عمر : أملِك أنا أم خليفة ؟ فقال سلمان :
إن جبيت من أرض المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر ووضعته فى غير حقه ( أى ظلما وجورا ) فأنت ملِك غير خليفة.
وبديهى أن الخلافة هى وفق سنة الله ( ومن أحسن من الله حكما ) بينما الملك جاهلية وطاغوت ومقدار درهم بل أقل يوضع فى غير محله يقلب موازين العدل والإحسان ‘ مما يوجب قيام المسيرة حتى تستقيم الأمور.
هذه هى منطلقات الإسلام لقيام المسيرة فى الحقل السياسى والثقافى والإقتصادى والإجتماعى والتى تؤكد لنا أن الإسلام بذاته مسيرة فى كل الميادين والحقول ضد الطغيان والإستبداد وتمرد على الفساد وعودة إلى الحق ولعل لفظة ( الحنيف ) فى قوله تعالى عن النبى إبراهيم عليه السلام :
إن إبراهيم كان أمة ّ قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ( 120 النحل )
'تعبر بعمق عن فكرة المسيرة فى الإسلام ولهذا 'يعبر الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن المسيرة الرسالية بهذه الكلمة قائلا : ( جئتكم بالحنيفية البيضاء ) فهذه اللفظة تشير إلى إتجاه الإسلام ، فالحنيفية تعنى الميلان ولكن بإتجاه الحق نحو الصراط المستقيم ، وهكذا يكون المجتمع كله يسير فى إتجاه الباطل ثم يقوم من يتمرد عليه ويسير فى الإتجاه الصحيح، منحرفا عن المجتمع إلى الله فإنه آنئذ من أتباع إبراهيم الخليل عليه السلام لأنه كان حنيفا ثار على مجتمعه فى كل الابعاد وليس فى بعد واحد فقط.
إن المسيرة لا تبدأ حينما يعم ألإستياء كل الجماهير بعد أن تسحقها الفئة المنتفعة ، كلا إنما المسيرة تبدأ من اللحظة الأولى التى ينحرف فيها المجتمع سواء كان راضيا أو ساخطا. فالنبى حين يأتى بالرسالة الجديدة لا يتوقع أن يستقبل المجتمع منه ذلك بسهولة مادامو ضلالا ، فالقرآن الكريم يذكرنا دائما عبر قصص الأنبياء أن الأقوام التى كثيرا ماعانت من ظروف القهر والإستغلال والإرهاب ، كانوا بدورهم يحاربون الأنبياء عليهم السلام اللذين لم يكونوا ليهنوا أو يتوانوا فى تبليغ رسالات الله ، من هنا لابد من الإصرار والمتابعة وتوعية المجتمع وكشف زيف الأنظمة الطاغوتية حتى يعودالعباد إلى عبادة الله شاءوا أم أبوا وهذا معنى قوله تعالى : فمنهم من هدى الله ومنهم من حقّت عليه الضلالة .
فمن إستمع إلى القول وأتّبع أحسنه لصفاء سريرته ومسارعته للخيرات فإنه يشعر ويتلمس منطق الحق فى رسالة النبى وبالتالى يسعى نحو تحويل الصمت والسكون إلى حركة ومسيرة وأولئك من هدى الله ، أما من تنكر للحق بسبب الأهواء المتكاثفة وتركز العبودية الثقافية فى نفسه فأولئك لن يعطوا الطاغوت حق الإستمرار ولن يسلبو من الرسالى مبرر المسيرة.
وانطلاقا من هذه الحقيقة فإننا لا نعتبر المجتمعات الأوربية والأمريكية أو أى مجتمع آخر قبولا بهذا النظام أو ذاك ، لأن الطاغوت قد سلب الجماهير إرادتهم وشل بثقافته قدراتهم وتفكيرهم ، وعليه فهل نسكت عنهم !!
إن هذه المجتمعات هى ممن عناهم الله سبحانه وتعالى بقوله : ومنهم من حقّت عليه الضلالة فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة المكذبين.
وإذا كان هناك طاغوت وتحته مجتمع راض بحكمه ، اى مجتمع طاغوتى فإنه لا يعنى أن هذا المجتمع بعيد عن غضب الله وعذابه ، إنما هو مكذب بآيات الله ، والله سبحانه وتعالى معاقبه أشد العقاب
شروط المسيرة
أولا - إنحراف واضح فى مسيرة المجتمع
ثانيا - شعور عميق بهذا الانحراف
ثالثا - إرادة حازمة لتغيير هذا الإنحراف
رابعا- خطة عمل دقيقة لتغيير هذا الإنحراف
هل تتوفر الشروط ألأربعة اليوم فى أمتنا الأسيرة ؟
نترك الإجابة على هذا السؤال إلى إحساس القارئ ونظرته العابرة لما حوله من أحداث وظواهر تدل على أن الفساد ظهر فى البر والبحر فبالنسبة لنا كمسلمين فإننا لا نجد وقتا فى تاريخنا أنسب للقيام بالمسيرة من عصرنا الحاضر ويكفى أن ننظر لما حولنا.
غالبا يتبلد إحساس الإنسان بسبب تكرار المأساة ويصبح أسيراً يائساً حثى لايبالى ماحوله ، فالذى يعيش فى بؤرة فاسدة لا يشعر بعفونة الجو ! بل يتعود عليه ، ولكن إذا غيّر مكانه أحسّ بالتغيير الذى طرأ على حياته. إما أن عدنا إلى فطرتنا ونظرنا لما حولنا بالمقاييس التى وهبها الله سبحانه وتعالى ، أى بمقاييس الإنسان كإنسان – بأن نرجع إلى أنفسنا ونسألها ماذا تريد ؟ الحرية أم القمع والإرهاب ؟ هل تنشد الكرامة أم الإهانة والذل ؟ هل تتطلب المعرفة أم الجهل والتضليل ؟ وهل تفضل الوحدة والوفاق أم التجزئة والخلاف ؟
علينا أن ننظر إلى أوضاعنا التى نعيشها بالفطرة السليمة والعقل الوهاج الذى غرسه الله فى أعماقنا والعين اليقظة والأذن الصاغية لنكتشف مآسينا ولنعرف فى أى وضع شاذ نعيش ، وهل خلقنا الله سبحانه وتعالى لنعيش هذا الوضع ؟ وهل ختم الله على قلوبنا وسمعنا وأبصارنا غشاوة ؟ كلا ماخلقنا الله هكذا.
إن الله لم يخلق الشعوب الإسلامية لثقع تحت سيطرة الحكومات العميلة للدول الأوروبية ،غربية أم شرقية وأمريكا وإبنتها إسرائيل ليدخلوا بلادنا بأسلحتهم ويقتلوا ويهدموا المنازل والمدارس والمستشفيات ويفرضوا علينا الحرب ثم تعقد الحكومات معهم السلام وكأن لم يحدث شيئا.
هذا التخلف الذى يتمثل فى عالم السياسة بالتبعية والإرهاب وينعكس فى عالم الإقتصاد بالتبعية والإستغلال ، كما ينعكس فى عالم الثقافة بالتبعية والثضليل ، وهل هو قدرنا الذى لابد لنا منه ..؟ ؟
إننا نحن ألمسلمون نعيش واقعنا مريرا ، ماكتبه الله علينا ، لذا لابد أن نعود إلى فطرتنا ونحدد الأوضاع الخطيرة والإنحرافات الحادة التى آلت إليها حالتنا، ونظراً لفداحة المأساة وخطورة الإنحراف الذى يصعب قياسه بالنسبة للإنحرافات التى تعرضت لها قطاعات بشرية أخرى ، فالإنحراف كبير وبالتالى لايمكن معالجته بالوسائل الإصلاحية تماماً كما لو أبتلى إنسان بغدة سرطانية والعياذ بالله فإن مجرد تناول ألعقاقير لا يجدى معه ، وإنما لابد من إجرآء عملية جراحية عنيفة لاقتلاع تلك الغدة كى لا تنتشر وتنتهى الحياة ، وكذلك التخلف فى واقع الأمة ، ماذا بإمكان الحركات الإصلاحية أن تفعل إزاءه ، فالأعداء لايكتفون بالهدم وإنما هدم مع تغيير الفطرة وتحريف الفكر وتزوير الإرادة وإستبدال الثقافة لنبقى لهم طوعاً ورغباً لا إكراهاً ورهباً ! وهذا مانلاحظه اليوم حيث تنساق الملايين وراء الإتجاهات الإوروبية والأمريكية وتلك إنتكاسة ماحقة أن يسير الإنسان وراء مستغليه وجلاديه ! فماذا نصنع إزاء هذا الأمر الخطير ؟ إنهم يسلبوننا أعز مانملك وهو العقل ، فهل نظل أسرى نتفرج على هذا الفعل الرهيب.
ألطلائع ومسؤوليات المسيرة
إن الإحساس العميق بضرورة المسيرة وتغيير الأوضاع الفاسدة لا يحتاج إلى أن يتحسس الجميع بعمق الإنحراف الذى دبّ فى الأمة ، وإنما يكفى أن تتحسس الصفوة المؤمنة من أبناء الأمة بهذا الإنحراف لتحمل رسالة المسيرة والتغيير ، فمسئولية الطليعة الرسالية ، توعبة الجماهير وحملها على الإحسساس بالخطر المحدق وباتالى ماهى واجباتها تجاه الإنحراف ، وهذا الشرط من شروط المسيرة قد تحقق وإلا لما امتلأت السجون بشبابنا ، إذ أن السجون مكتظة بالمفكرين والعلماء والخطباء والأساتذة والأطباء والمهندسين والمحامين وهذا دليل على أن هؤلاء جميعا أحسّوا بضرورة التغيير الجذرى ولو كان هؤلاء ينادون بإقامة الصلاة فقط أو بناء المساجد أو تأسيس جمعيات خيرية لما منعهم أحد مما يريدون.
من هنا فإن الّذين سجنوا وشنقوا ما سجنوا ولا شنقوا لأنهم بنوا المساجد أو جمعوا التبرعات للمساكين ، إنما سجنوا لأنهم عارضوا الأنظمة الحاكمة الفاسدة والكيان الجاهلى فى البلاد سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ولذلك وجدوا أنفسهم أمام المحاكم الجائرة الثى حكمت عليهم بالسجن والشنق والإعدام.
ومن الطريف أن نجد الأحزاب المعارضة تحاول هى الأخرى الإستيلاء على السلطة ومع ذلك تترك الحكومة لها مجال العمل بحرية ! ! وما ذلك إلاّ لأنها إمتداد للسياسة الإستغلالية ولكن الإتجاه الإسلامى ممنوع رسمياّ لأن بعض العلماء أفتى بحرمة تدخل رجال الدين فى السياسة !
أما دخول الأحزاب اليسارية فى السياسة فلا بأس ! لأن السلطة تريد اليسار بديلا عن الإسلام لأن اليسار يمكن مساومته أما الإسلام فلا يمكن مساومته ، لأنه يعارض الكيان الجاهلى ولا يمكن التفاهم معه ، بينما اليسار يريد أن يغير جانباّ من الجوانب فقط ، فيستبدل عميلاّ بعميل و يحكم يوماّ بإسم القومية العربية وآخر باسم الإشتراكية ثم بإسم الديموقراطية وكلها مسميات بعيدة عن الواقع المرير ، ألآ وهى الفرعونية القاتلة تعانقت مع الصهيونية العالمية الفاجرة.
المهم أن لايحكم الإسلام ، لأنه الروح الأصيلة فى بلادنا والتى ترفض أى لون من ألوان الظلم والفساد.
إذاً فالشرط الثانى للمسيرة متحقق أيضا فى بلدنا.
أما عن الإرادة الحازمة والعزيمة الصادقة ووضع البرامج والخطط العملية لتنفيذ المسيرة وتغيير الإنحراف فهذا مانريد أن نتناوله عبر رسائلنا إلى الأمة ، آملين من العليم الحكيم أن توضح لمن يستطيع االتعاون فى وضع الخطط العملية وخلاص الأمة من محنتها القاتلة.
إن القرآن يتطرق بشكل صريح وبالتدبر فى آلآيات القرآنية لانجد دعوة لغير المسيرة التى لا تعترف بأنصاف الحلول ولا المواقف المداهنة أو المهادنة بل يتحدث القرآن عن الإصلاح ولكنه لا يعنى المصطلح المعروف حاليا بالإصلاح ففى قوله تعالى : ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ( 56 / الأعراف )
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ( 88 / هود ).
ألإصلاح هنا ليس بمعنى الترميم مع تقبل الوضع الفاسد القائم لأن المداهنة مع الشرك حرام. ويقول تعالى :
قل ياأيها الكافرون ، لا أعبد ما تعبدون ، ولا أنتم عابدون ما أعبد ، ولا أنا عابد ما عبدتم ، ولا أنتم عابدون ما أعبد ، لكم دينكم ولى دين. ( سورة الكافرون ) ويقول سبحانه و دّ وا لو تدهن فيدهنون ( 9 / القلم )
إن الإسلام يرفض لأتباعه أن يهادنوا أو يداهنوا الظالمين. ويقول تعالى :
ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ( 74 / الإسراء ) فحتى هذا الشىء القليل من الركون إلى الظالمين مرفوض وباطل وحرام. من هنا لا يقبل الإسلام الترقيعات الإصلاحية بالمفهوم الراهن ، وحينما يأمر الإسلام بالتوحيد وينهى عن الشرك ، إنما ليلغى سلطة الطاغوت نهائيا لأن الطاغوت شرك ، وعليه فطاعة القوى السياسية غير الدينية فى أى مجتمع إسلامى شرك لانه قبول بحكم غير ما أنزل الله. ويقول تعالى :
إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( 48 / النساء )
هكذا هو الإسلام لا يقبل أن يرضى بحكومة الفساد لحظة واحدة لأنه لا يرضى بإجتماع الحق والباطل فى لحظة من الزمن
فكيف يولى من لا يراه صالحا للولاية على المسلمين أو ليس خيانة بحق الله ورسوله...؟؟
فهل يقبل الإسلام اليوم بأن نخضع للطغاة الذين يتحكمون فى رقابنا ؟ وهل يرضى بمناهج التربية والتثقيف التضليلية التى تقوم بها الوسائل الإعلامية والأجهزة التعليمية فى بلادنا ؟ وهل يسكت الإسلام عن تحكم القوى السياسية وتسلط كل جبار عنيد ؟ فكل ذلك شرك بالله ، والشرك مرفوض من الأساس.
من هنا نستطيع التأكيد بكل اطمئنان أن أساس الإسلام والرسالات السماوية قائم على المسيرة الشاملة للرجال والنساء والأطفال لتعلن أن كلمة الله هى العليا ، ألله أكبر ، ألله أكبر ، ألله أكبر ( من قام وقالها ثلاث ، نصره الله ).
تمهيد لوضع برنامج عملى للمسيرة
هناك فجوة فى الفكر يملؤها الإسلام ، فالإسلام يبدأ مع الإنسان بتوجهه إلى عقله وتنمية إرادته والتمييز بين نور العقل وظلام الهوى ، بين ألإرادة والإسترسال للضغوط وهكذا بين القيم التى يؤكدها العقل ، والشهوات التى تتطلبها النفس ، ويقول للإنسان إن واقعك الحق ، ضمير الحق ، إن ذاتك وجوهرك هو عقلك ، فأنت بعقلك وليس بهواك وبالتالى ينمى فى الإنسان إحساسه بحقيقته وبجوهره أى بذلك ( الأنا ) الواقعى للإنسان وليس ( الأنا ) الكاذب.
هذه الذات الواقعية للإنسان تدعوه للإحسان إلى الآخرين ، إلى عبادة الله وتكريم القيم وبالتالى إلى التضحية من أجلها ، بينما شهوات الإنسان ونفسه الأمارة وشيطانه الذى يدعوه ويغويه للعكس تماما وأن يعتبر مصالحه الذاتية وشهواته الحالية هى الأساس. من هنا فإن التربية الإسلامية منذ البدء تجعل الإنسان دائما ثائرا وسائرا ومناهضا للحق والإحسان إلى الآخرين.
فمن صفات المؤمن أنه لا يفكر فيما حوله من البشر فقط ، وإنما تفكيره واهتمامه ينال حتى الكائنات الإخرى من حيوانات ونباتات فالمؤمن يحب الناس ويحترمهم ويحسن إليهم ومن ثم يجاهد من أجلهم ويرفق بالحيوان ويأنس بالأليف منه حتى أن الأحاديث النبوية الشريفة والسيرة العطرة كثيرا ماتطالبنا بمواقف إنسانية رفقا بالحيوان.
هكذا المؤمن ذو القلب الرحيم لا يستطيع أن يؤذى الحيوانات أو حتى الأرض التى يعيش عليها ولا النباتات ، وهل رأيت مؤمنا يرى فى الأرض نبتة جميلة فيقطفها عبثا ثم يرميها ، أبدا المؤمن لا يفعل ذلك. يقول الله تعالى :
لا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها وأدعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ( 56 / الأعراف )
فالسياق القرآنى يربط بين ألإصلاح فى أول الآية والإحسان فى نهايتها ، فأهم صفة فى المؤمن أنه محسن ، والإحسان أفضل وأعلى درجات المسيرة والإثارة والإنتفاضة ، لأن الإحسان عطاء فوق الواجب ، إن إنفاق ما يجب ، لا يسمى إحسانا ، لأنه واجب ، أما البذل فيما بعد الواجب فهو الإحسان ، وهذا يعنى أن المؤمن يفكر فى الآخرين، وأن ينفق من ماله ومن طاقاته عليهم ، وهذا ماتتطلبه النظرية الإسلامية من المؤمن.
برامج الإسلام تنمى إرادة المسيرة
إن إرادة المسيرة الصلبة التى لا تتزعزع فى نفس المؤمن ، إنما هى وليدة البرنامج الإسلامى فى تعاليمه ومفاهيمه وعباداته ومعاملاته ، فالقرآن كله تعاليم فى هذا الصدد والصيام وتهجد الليل والدعاء ، كلها ممارسات عملية لتقوية الإرادة وتنميتها وحتى معاملات الإنسان مع الأسرة والمجتمع فى البيت والسوق والجامع والمدرسة ، تطبيقات منظمة تنمى إرادة المسيرة بالتوكل على الله والثقة به والأمل فى نصره.
قصص الأنبياء مدرسة الإرادة
الإسلام يؤكد على البرنامج الذى يجده واضحا فى القرآن عبر قصص الأنبياء نوح وآدم وإدريس وإبراهيم وموسى وعيسى وصالح التى لم يأت بها الله سبحانه وتعالى للمتعة ولا لتسلية رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم ، إنما وردت فى القرآن مرارا وتكرارا حتى تكون شعلة تضىء الطريق لكل مؤمن إبتداء من الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وانتهاء بنا جميعا. إن قصص الأنبياء فى القرآن هى برامج المسيرة لكل الإسلاميين فعلينا أن نعيد النظر فى آيات القرآن ونتدبر فيه قصص الأنبياء ثم تطبيق مواقفهم على الواقع المعاصر لمعرفة فرعون العصر وموسى الزمان ، وتمييز نمرود الآن وإبراهيم اليوم، بل والتمعن جيدا فى مواقف الأنبياء مع الطغاة وحتى مع جماهيرهم وأتباعهم ومسيرة الأنبياء تأتى بالتفصيل فى بعض السور القرآنية مثل سورة النمل والشعراء والقصص فهى تتحدث عن المسيرة وأصلها وأساليبها وتستعرض مختلف الطرق وما يناسبها من المواقف الرسالية الحكيمة.
ألمسيرة الإسلامية والعلم
طلب العلم فريضة ونعنى بذلك ألا نقتصر على القرآن فقط ، فالقرآن يحثنا على طلب العلم فى حوالى ثلاثمائة موضع بمختلف العبارات التى تدل على ذلك كالعلم والتفكر والسمع والبصر والسير فى الأرض والتذكرة ... فالقرآن منهج للمعرفة وليس معرفة كاملة للإنسان وإنما جزء منها ودعوة إلى تكملة الجزء الثانى عن طريق السعى والتجربة والتفكر وهكذا...
وكما القرآن وكذلك النصوص الدينية والحديث الشريف يقول : أطلبوا العلم ولو فى الصين ، هل يقصد الذهاب الى الصين لتعلم تفسير القرآن هناك ؟ أبدا ، وإنما العلوم التى نحتاجها فى كل شئون الحياة.
ألمسيرة الإسلامية هى التى تعتمد على العلم وتعمل به وتسير وفقه فالقرآن الحكيم يقول : ( ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ( 53 / الإسراء ) فالآية صريحة بأن لا يخطو الإنسان خطوة دون علم ( لاتقف ) أى لا تتحرك وراء شىء بلا علم. فقبل كل حركة ، على المؤمن أن يرسم خطة متكاملة ويدرس القضية من جميع جوانبها ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى عليك أن تتبين المعلومات التى تسمعها جيدا كى لا تستقبل معلومات غير صحيحة ، وبالتالى كل ما تسمع وتطالع وتفكر يجب أن يكون علميا ، كما أن القرآن فى هذه الآية الكريمة يوجهنا إلى إتباع الأساليب العلمية فى كل تحركاتنا خارجيا [ ولا تقف ما ليس لك به علم ] وداخليا [ إن السمع والبصر والفؤاد ] يعنى من جميع النواحى علينا أن لا نتخلى عن العلم لحظة واحدة وهذا يعنى أن المسيرة الإسلامية ترفع شعار العلم فالتغيير الخارجى مرتبط بالتغيير الداخلى. ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم 11 / الرعد )
ألإستراتيجية العلمية
إن المسيرة الإسلامية مسيرة علمية ، لذا ينبغى ان تكون واضحة المعالم ، محددة الخطى وثابتة عبر مختلف المراحل. إذا كان الكتاب والعلماء قد أشبعوا المكتبة الإسلامية بمؤلفات عديدة حول قضايا الفكر والفلسفة والثقافة والفقه و....و.... فإنهم قليلا ما كتبوا عن أساليب العمل والإستراتيجية ، وغنى عن القول أن المنتصر فى شئون الدنيا هو من يمتلك فى تحركه إستراتيجية واضحة وصادقة سواء كانت أهدافه سليمة أم لا ، ويكفى أن الإستعمار لم ينجح فى السيطرة علينا حتى الآن إلا لأنه يمتلك الإستراتيجية الواضحة فالله سبحانه وتعالى لم يجعل الدنيا للمؤمنين فحسب وإنما جعلها للعاملين فقال تعالى :
كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ( 20 / الإسراء ) لأن الدنيا دار إبتلاء لذلك حينما سأل إبراهيم الخليل رب العالمين أن يرحم المؤمنين ويرزقهم الثمرات وحدهم قال سبحانه وتعالى:
قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب أليم 126 / البقرة )
فالدنيا دار الجميع ، ولها قوانينها وأسبابها ، والنجاح فيها لمن يمتلك الإستراتيجية الواضحة.
إستراتيجية المسيرة
• وضع حجر الأساس لمدرسة المسيرة التى تكون مهمتها الأساسية تغيير سلوك الفرد والمجتمع
تحديد الهدف العام الذى يجب أن يكتسبه الحاصل على شهادة مدرسة المسيرة بنجاح ، فمثلا يجب أن يتصف بالصفات التى تمليها المسيرة وأن يقوم بتأدية عمله حسب الشروط والمواصفات وتعليمات لائحة وقوانين العمل بالدقة المطلوبة أيا كان نوع العمل مع اتباع أحكام وحدود الله المنزلة على أنبيائه ورسله فى الكتب السماوية ومراعاة ظروف الأمة إجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ودفاعيا. كما يتَبع أهداف جزئية ودقيقة تختلف من نشاط إلى آخر.
وضع المنهج النظرى والعملى التطبيقى وتوفيرالوسائل اللازمة لتنفيذ الأهداف المحددة .
المدرسة تقبل جميع الأعمار من الجنسين إبتداء من أربع سنوات وتفتح أبوابها من بعد صلاة الفجر حتى صلاة العشاء
تقبل جميع المصريين وغير المصريين .
مكان المدرسة يمكن الإستفادة من المساجد والكنائس والمدارس والجامعات والأماكن العامة كالأندية والمسارح ودور المناسبات .... فى الأوقات المناسبة.
إن تنفيذ هذه الخطوة ليس أمرا صعبا لأهل العلم والحكمة والخبرة ، فعليكم ياشباب الثورة دعوة المتخصصين المخلصين للمسيرة وتكليفهم بوضع مناهج التربية والتعليم لجمبع المراحل التربوية والتعليمية والمهنية المختلفة ، إلا أن الصعوبة هى نقطة البداية فهى تحتاج إلى فترة زمنية كافية للمناقشة والإتفاق بين المتخصصين فى تحديد الأهداف والتمويل بالجهود الذاتية حتى لا تخضع لأى شروط لا تتفق مع أهداف المسيرة الإسلامية.
شباب ثورة يناير الأعزاء
أريد أن أجيب لكم باختصار شديد عن السؤال الذى يطرحه الكثير من الناس وهو لماذا أكتب لكم عن المسيرة الإسلامية ؟
أولا:
لأن جميع الحركات التى قامت خلال المائة عام الماضية وسارت حسب النهج الديموقراطى الغربى أو الإشتراكى الشرقى أو القومى العربى أو الدكتاتورية العسكرية كلها باءت بالفشل وشن الحروب وتمزق الأمة بدلا من وحدتها و...و... ألخ
إذا ليس أمامنا إلا نتيجة واحدة هى : العودة إلى الله سبحانه وتعالى ، فهى مسيرة تبقى إلى يوم القيامة.
ثانيا :
إن الإسلام بتعاليمه الخلقية ينتزع فتيل الحرب من قلب الإنسان وحينما أقول الإسلام فلا أقصد الإسلام المعتقل فى المساجد والأماكن العبادية فقط أو فى الحرمين الشريفين أو فى حرم الحسين ( ع ) أو غيره ، وإنما الإسلام الشامل الذى إذا ساد البشرية فإن مناهجه التربوية والخلقية والثقافية تسود الإنسانية جميعا ، وعندها يستطيع أن ينزع فتيل الحرب من القلوب.
فالحرب إنما تندلع من اجل الدنيا والإسلام يقول " حب الدنيا رأس كل خطيئة " فالإنسان المؤمن يتضرع إلى الله عز وجل ويدعوه قائلا : إلهى أخرج حب الدنيا من قلبى .
فإذا خرج حب الدنيا من قلب البشرية فإن فتيل الحرب سوف ينتزع من القلوب ، وينزع الناس إلى السلام .
فالدولة الإسلامية الكبرى التى نرجو أن تتحقق بإذن الله سوف تقف إلى جنب المظلوم وليس مجلس الأمن ، فالظالم يجب أن يمنع والمظلوم يجب أن ينصر ويحمى . أكتفى بهذا القدر واوصيكم بقراءة مؤلفات معلم الثوار الموقر : محمد تقى المدرسى
شباب ثورة يناير الأعزاء
أخيرا وليس آخرآ : من إخوانكم شباب ثورة يناير قبل ستون عاما أبلغكم أن ثورتهم كانت بداية المسيرة وآمنوا وصبروا ودعوا الله أن يبشرهم بالنصر فالحمد لله بشرنا بكم وثورتكم فى يناير فى عامنا هذا فنحن معكم وندعوا الله أن يبشرنا جميعا بالنصر ونخرج أطفالا ونساءً ورجالا فى يناير العام المقبل بإذن الله معلنين الله أكبر ثلاث ويقوم الإمام العادل ويعلن جمهورية مصر الإسلامية والحكومة العادلة والأمة العادلة ويُقهر الظالم وعملائه بالحق والحجة لأن الله كشف لنا ولكم أنفسهم وشهد منهم اليهود والنصارى وغيرهم على ظلمهم وعدالة الإسلام فنحن نعيش الآن عصر ثورة الشعوب المظلومة ، ثورة الملايين هنا وهناك لكى ينصر الله الحق على الباطل بكم بإذنه فى ينايرالمقبل ، فسيروا مسيرة حب الله وعودة الأمة إلى الله ، ينصركم عليهم ويثبت أقدامكم ونصر الله قريب .
إخوان : مسيرة الأمة الأسيرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.