هل فكرت وأنت تتجول بحى محرم بك بالإسكندرية فى اسم صاحب هذا الحى العريق؟ هو أمير البحار وصهر محمد على باشا ومحافظ الإسكندرية فى عهده، ولد فى مدينة قوله عام 1795 وأمضى صباه بها (هى نفس البلدة التى ولد فيها محمد على ولذا فكان يسمى القولى)، ثم نزح إلى مصر والتحق بخدمة محمد علي، ونظرًا لما لمسه محمد على فيه من إخلاص زوجه من ابنته "تفيدة هانم"، ثم عينه حاكمًا للجيزة فى عام 1810، وعندما وقعت مذبحة القلعة أمره محمد على بالاستيلاء على أموال المماليك المقيمين فى مديريته من خيول وجمال وغيرها. و فى عام 1820اختاره محمد على ليشغل منصبا هامًا وهو منصب حاكم الإسكندرية، وخلال المرحلة الثانية من حرب اليونان تسلم رئاسة الأسطول المصرى، وأصبح "أمير البحار"، وقد وصل لهذا المنصب ولم يكن قد تجاوز من العمر ثلاثين عاما، عندما أرسله محمد على إلى بلاد المورة باليونان قبل موقعة نافارين، على رأس 89 سفينة تحمل 4600 مقاتل، وانضم إلى الأسطول المصرى التركى فى يوليه 1827. وعقب هزيمة الأسطول المصرى فى معركة نافارين، عاد إلى الإسكندرية فى أكتوبر 1827 ليتولى منصبه القديم كحاكم للإسكندرية, وظل بمنصبه حتى وفاته فى مثل هذا اليوم عام 1847. عكف بالاشتراك مع بعض القناصل الأجانب على ترجمة لوائح الحجر الصحى، ترك ترجمة للنظم البحرية المصرية إلى اللغة التركية. كانت حديقة قصره الواسعة مقصدًا للسياح الأجانب عامة يقضون فيها أوقات فراغهم حتى غروب الشمس. دفن بجوار مسجد النبى دانيال بالإسكندرية، ونظرًا لشهرته لطول مدة حكمه للإسكندرية فقد أطلق اسمه على أحد أحياءها وهو حى محرم بك. ويضم حى محرم بك العديد من القصور والمعالم منها: مدرسة العباسية القديمة (كلية العلوم حاليا) وقد بنيت على طراز معمارى فريد من نوعه ثم نقلت المدرسة عام 1938 إلى موقعها الحالى بشارع جرين قصر البارون منشأ وتحول إلى مدرسة قصر الأمير عمر طوسون وقد هدم فى بداية عهد الثورة وتحول إلى مخزن للكتب متحف الفنون الجميلة مكتبة البلدية. ومن أشهر ميادينه ميدان الرصافة الذى يخترقه خط الترام، إلى جانب أنه يحتوى على أكبر عدد من المدارس على مختلف مستوياتها بالنسبة إلى بقيه أقسام وأحياء الإسكندرية، ولا يزال القسم يتمتع برونقة القديم بالرغم من زحف المبانى العشوائية عليه.