وقعت في مثل هذا اليوم عام 1827بين الأسطول العثماني مدعمًا بالأسطول المصري والجزائرى من جهة، وأساطيل الحلفاء (بريطانيا، فرنسا وروسيا) من جهة أخرى في خليج نافارين، وانتهت بهزيمة العثمانيين هزيمة كبيرة، كانت بداية الضعف في صفوف الإمبراطورية العثمانية، وتم تدمير الأسطول الجزائري بشكل شبه تام، ومن هنا بدأت مرحلة استقلال اليونان من الحكم العثماني. بحسب اتفاقية لندن الموقعة في 6 يوليو 1827 أصبحت كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا ضامنة للحكم الذاتي لليونان ضمن الدولة العثمانية، وقد قبل الثوار اليونانيون التسوية بسهولة نظرًا للوضعية الصعبة التي كانوا فيها إلا العثمانيون رفضوا الحل. اتفقت القوات الأوربية الثلاثة بإرسال أسطول بحري لمضايقة القوات المصرية بقيادة إبراهيم باشا وإجباره على إخلاء بيلوبينيز الحالية، وقاد أسطول الحلفاء نائب أمير البحر الكونتر أدميرال إدوارد كودرينكتن وتقرر فقط إظهار القوة لا المواجهة. كان قسم من الأسطول البحري يبحر في المنطقة منذ أكثر من عام، وكانت مهمتها محاربة القرصنة البحرية، وكان يخشى أن لا يطيق البحارون من خوض معركة أخرى، حتى قدم شهر أكتوبر وتعزز الأسطول صار من الواضح أن المهمة هي الضغط فقط على العثمانيين، كما أن البحارين سمعوا عن أخبار ما كان يفعله العثمانيون في المنطقة للثوار اليونانيين من تعذيب لا داعي منه، فازداد تحمسهم للقاء الأسطول العثماني ومواجهته بمناوشات أو أكثر، ثم أن الانتصار البحري لفرانك هاستينك في خليج سالونا (أمفيسا) وضع إبراهيم باشا في حالة غضب جعلته يرتكب أخطاء أدت إلى معركة ناوارين. كان الأسطول العثماني راسيًا في خليج نافارين وكانت دارتموث ذهبت إليه مرتين لتعرض على إبراهيم باشا شروط إخلاء الخليج المقترحة من طرف القوات الثلاثة، لكن إبراهيم باشا رفض شروط الإخلاء المقترحة، لكن الأدميرال كودرنكتن لم يحتمل صبرًا، فقرر استعراض القوة في مثل هذا اليوم سنة 1827، في حوالي الثانية ظهرًا، مغتنمًا رياح جنوبية غربية، ليدخل شراعيًا في الخليج معززًا ب 11 سفينة بريطانية و8 سفن روسية و7 سفن فرنسية معززة ب 1270 مدفعًا، أما القوات العثمانية فكانت متكونة من 82 مركبًا و 2438 فوهة نارية و16,000 رجل. دخلت سفينة آزيا الأولى في الخليج وكان الأسطول مكونًا من صفين، فقط بجانب بارجة أمير البحر البريطاني كانت بارجة أمير البحر الفرنسي لا سيران، توقفت آزيا أمام قلعة نافرين، التي تربع على سفحها المعسكر العثماني، كانت القوات الثلاثة على مدخل الكماشة العثمانية التي كانت لا تنتظر إلا قفل الفخ على الأسطول العثماني، كانت المراكب متراصة بعضها البعض وعلى مرمى مسدس من العثمانيين، أرسل أمير البحر كودرنكتن زورقا للتفاوض مع إبراهيم باشا، أطلقت رمية مدفعية بيضاء من القلعة ظنها الأسطول العثماني إشارة للاستعداد للعمليات. توقفت الرياح عن الهبوب، فصارت السفن كلها تطفو بلا تحرك، حتى أنه تم وضع الأشرعة، وكان جزء من الأسطول خصوصا الأسطول الروسي لم يكن دخل بعد الخليج، ولم يشارك في المعركة إلا في الآخر وكان عليه مواجهة طلقات السد الآتية من القلعة، كان أمير البحر كودرنكتن واضحًا مع بحارته بمنع طلقة مدفع، أو سلاح آخر إلا إذا كانت ردًا على طلقة عثمانية، وكل السفن كان يجب أن يكون لها حبال الربط جاهزة للاستعمال وكودرنكتن ختم أوامره بمقولة نيلسون: "لا يمكن لقبطان أن يخطئ إن وضع سفينته أمام عدو ما كانت حراقة حارسة في حدود الخط العثماني الشمالي، تهدد مباشرة الدارثموت بارجة يقودها الملازم فيتزوري"، وطلب منه التنقل, فقامت الحراقة الحارسة العثمانية بإطلاق النار على السفينة البريطانية، فقتلت الملازم فيتزوري، أول ضحية في المعركة وعددًا من مجدفيه، فقامت البارجتان الدارثموت ولاسيران بالرد بالبنادق. وبدأت المعركة بسحق الأسطول الجزائري كله وتدمير معظم الأسطول العثماني والمصري. نتائج معركة نافارين كانت كارثية على مصر فقد قتل في المعركة 30.000 بحار من ال 42.000 بحار الذين كانوا فى الأسطول، وغرقت 19 سفينة مصرية من ال 31 سفينة الذين شاركوا في المعركة وأعداد ضخمة من الناقلات، وضاعت مبالغ مالية مهولة دفعها الشعب المصري لتحقيق أحلام محمد علي التوسعية. بعد تدمير الأسطول المصري انقطع المدد عن إبراهيم باشا فى المورة، وفى 30 أغسطس 1828 نزل جيش فرنساوي يتكون من 15.000 عسكري بقيادة الجنرال فيرون في خليج كورون لمساعدة اليونانيين فاضطر محمد على إلى استدعاء إبراهيم باشا على مصر.