لم يبخلوا على مصر بعناء قطع مسافة امتدت أحيانا لمئات الأمتار مع ضيق الخطوة وضعف البنيان وبرودة الشتاء، وذلك للمشاركة فى صنع مستقبلها حتى وإن غابوا عنه، فما يهمهم أن يتركوا مصر فى أحسن حال، فمن رأى منهم أن "نعم" الاستقرار صوتوا بها، ومن رأى منهم أن مصر تحتاج إلى دستور أفضل مما كان صوتوا ب"لا"، وأيا كانت آراؤهم فحرصهم على الحضور بعث أقوى الرسائل على الانتماء لذلك الوطن. إنهم كبار السن والذى وصل بهم العمر أرذله ومع ذلك توجهوا منذ الصباح الباكر إلى لجان الاستفتاء المختلفة للإدلاء بأصواتهم، ففى الشرابية تقاسمت العديد من المسنات الخطى مع "عكاز" استندوا عليه أو على أحد أبنائهم للوصول إلى لجنة مدرسة مهمشة الابتدائية، وما إن وصلوا إليه حتى امتدت إليهم أيادى أفراد الشرطة والجيش تساعدهم على الوصول إلى داخل اللجنة وإتمام التصويت ومساعدتهم على الخروج مرة أخرى. وفى كوبرى القبة، لم يمنع الإقبال الكثيف على مدرسة المؤسسة بكوبرى القبة وامتداد الطوابير لعشرات الأمتار تواجد كبار السن من الرجال، وهو ما قابله المواطنون بصورة من رد الجميل لهؤلاء المسنين، حيث قدروا لهم جميلهم فى الحرص على الإدلاء بأصواتهم وسمحوا لهم بالدخول مباشرة إلى الاستفتاء متجاوزين طول الطوابير. وفى المطرية، خُصصت مدرستان من المدارس المتواجدة بدائرة المطرية الانتخابية، حيث تم تجميع الناخبين من كبار السن من الجنسين فى مدرستى الشهيد على نجم ومدرسة أم المؤمنين لتسهيل عملية التصويت عليهم وتخفيف من معاناتهم. وكان المواطنون قد تلقوا الخطوة بإيجابية خاصة وأنهم كانوا ينتظرون لساعات طويلة للتصويت فى الانتخابات والاستفتاءات السابقة، وأكد كبار السن على إيجابية تلك الخطوة. وقال المواطن محمد على 65 سنة إنه فى هذه الخطوة تسهيل عليه للانتهاء من الإدلاء بصوته والرجوع إلى بيته على عكس ما كان يقابله فى الانتخابات الرئاسية السابقة، فيما قالت فاطمة عبد الحميد 60 سنة إنها لاقت هذه المرة فى عملية التصويت سهولة فى الإدلاء بصوتها، حيث إنها لم تضطر للانتظار أمام اللجان ولكنها فور وصولها إلى المدرسة دخلت إلى لجنتها وأنه فى بضع دقائق. وأشادت بدور قوات الأمن من الجيش والشرطة العسكرية فى تسهيل عملية الوصول إلى اللجنة. فيما أصر شاب معاق بشلل رباعى اسمه نبيل السيد الشريف على الإدلاء بصوته فى مدرسة طلعت حرب التجارية بنين بالسبتية مع زوجته ناهد شاكر، حيث قام عساكر الأمن بحمله إلى اللجنة للتصويت، ثم حملوه مرة أخرى إلى العربة، وأكدت زوجته أن نبيل اقتنع بالنزول إلى الاستفتاء للمشاركة فى الاستفتاء.