وسط ترقب بالغ لنتائجه وتحت اشراف قضائي كامل .. توافد المواطنون اليوم السبت على لجان التصويت للادلاء بأصواتهم في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي تبدأ به مصر مرحلة جديدة من تاريخها إيا كانت نتائج الاستفتاء. فقد توافد المواطنون على اللجان في مظهر حضاري، مؤكدين حرصهم على المشاركة في تحديد مستقبل الوطن. ففي محافظة القاهرة، سجلت سيدات مدينة نصر تواجدا مكثفا وملحوظا في طوابير الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد منذ بدء الاقتراع في الثامنة من صباح اليوم السبت في مشهد غير مألوف كادت طوابير النساء تتساوى مع طوابير الرجال في لجان الاقتراع . وانتظمت عمليات التصويت لكل من لجان مدرسة ابن النفيس الاعداية والجامعة العمالية ومدرسة عباس العقاد الثانوية دون حدوث اية مشاكل او تجاوزات منذ صباح اليوم وسط إجراءات أمنية مكثفة مدعومة من قيادات عسكرية وأمنية كبيرة للاشراف على تنظيم عملية التصويت. ودارت الأحاديث في الطوابير وخاصة طوابير السيدات، حول طبيعة المرحلة السياسية التي تمر بها البلاد وحثهن على التواجد جنبا الى جنب مع الرجال في رسالة تحمل معاني مشاركتهن في تحديد مستقبل البلاد.وفي القاهرة أيضا، بدأ سكان حي المعادي الإدلاء بأصواتهم على مشروع الدستور في الساعة الثامنة صباحا، وتأخر عدد من اللجان الفرعية في استقبال الناخبين في مدارس المعادي القومية، وشجرة الدر الابتدائية بصقر قريش، والشيماء الثانوية بنات بصقر قريش حتى الساعة الثامنة والنصف، نظرا لتأخر وصول القضاة. وتشهد لجان التصويت في الاستفتاء على الدستور إقبالا كبيرا من قبل المواطنين وهناك زيادة ملحوظة لأعداد السيدات عن الرجال. وتسير عملية التصويت في هدوء حتى الآن دون وجود أي مشاحنات أو انتهاكات، مع تواجد عدد من أفراد الجيش والشرطة في اللجان لتأمينها وتنظييم عملية سير التصويت. ولوحظ عدم السماح لرجال الاعلام والصحافة بدخول بعض اللجان بدون تصاريح على الرغم من إعلان اللجنة العليا للاستفتاء على الدستور السماح لهم بالدخول بكارنيهات تدل على مكان العمل. كما بدأ في ساعة مبكرة من صباح اليوم توافد المواطنين على لجان الاستفتاء على مشروع الدستور بأغلب مقار لجان دائرة قصرالنيل، وفي لجنة مدرسة فتحية بهيج الإعدادية بنات وعابدين الثانوية توافد المواطنون في مشهد حضاري، واصطف الناخبون في طوابير امتد خارج مقار اللجان، مع حضور مكثف للسيدات قبيل بدء التصويت. وحرص بعض رجال قوات التأمين على مساعدة كبار السن الذين حرصوا على الحضور مبكرا بعدد من المقاعد خارج اللجان، وسيطرت المناقشات بين رافضي ومؤيدي مشروع الدستور على المشهد وكانت نقاشات راقية وعاقلة، لكنها لم تخل من التعصب للرأي. وفي اللجنة رقم "8" ومقرها مدرسة عابدين الثانوية بنات، قام المستشار محمد نبيل القاضى بمجلس الدولة المشرف على اللجنة، بتغيير اتجاه "الستارة الحاجبة" التي يصوت خلفها المواطنون لتكون عملية التصويت مرئية للمتواجدين داخل اللجنة بهدف مواجهة التصويت باستخدام الورقة الدوارة. وقال نبيل لوكالة أنباء الشرق الاوسط إنه قام بذلك لمواجهة ما تردد بشأن استخدام بعض الناخبين للورقة الدوارة كنوع من التزوير مستغلين فى ذلك اتجاه الحاجز الذى كان يمكنهم من التصويت او تبديل ورقة التصويت دون رؤيتهم وحتى يضمن نزاهة عملية التصويت، مشيرا إلى أنه منع دخول أكثر من ناخب واحد داخل مقر اللجنة على أن يتوالى دخول الناخب عقب خروج الذى يسبقه. وانتظمت بشكل جيد عملية التصويت فى لجان دائرة قصر النيل، وحرص عدد كبير من الناخبين على اصطحاب الأطفال والتقاط الصور أمام اللجان عقب التصويت، كما اختفت الدعاية بجميع أنواعها بشكل ملحوظ منذ بدء عملية التصويت، بينما لم تخل طوابير انتظار الناخبين من المناقشات والمشادات وكذلك المداعبات المعروفة عن الشعب المصرى . ومن اللافت تواجد عدد كبير من الناخبات أغلبهن من كبيرات السن بشكل ربما يمثل ثلثي الناخبين المتواجدين أمام اللجان، كما أشاد الناخبون بتعاون قوان التأمين المشتركة من الجيش والشرطة مع المواطنين وخاصة كبار السن. وشهدت لجان التصويت بمناطق مدينة نصر ومصر الجديدة شرقي القاهرة، ازدحاما وكثافة في الاقبال، وانتظم الناخبون في صفوف طويلة نظرا لكثافة الاقبال مع فتح اللجان أبوابها، وكان لافتا اقبال كبار السن للادلاء باصواتهم، كما تم تقسيم اللجان الى لجان خاصة بالرجال واخرى للسيدات كما تواجدت قوى الأمن مدعومة من القوات المسلحة امام اللجان حيث تولت الحفاظ على الأمن ومنع الاحتكاك بين المواطنين. وفقا ل" ا ش ا" وبدا واضحا حرص جميع الحاضرين على الالتزام بالانتظار امام اللجان على الرغم من كثافة الإقبال. ويقول الحاج علي "65 عاما" إنه جاء مبكرا ظنا منه أنه لن يكون هناك زحام، وأبدى سعادته للمشاركة في الاستفتاء. فيما يشارك الشاب أحمد حسن وهو في العشرينات من عمره للمرة الاولى في الاستفتاء، مشيرا إلى أنه لم يشارك في أي استفتاءات من قبل لتيقنه من أنه لا جدوى من مشاركته حيث كان يتم تزويرها. وقال حسن إنه استشعر أن صوته هذه المرة سيكون مهما في تحديد مستقبله خاصة في ضوء حالة الانقسام الشديدة في المجتمع حول مسودة الدستور، مؤكدا أنه حدد توجهاته في التصويت وأنه جاء مصمما على انتزاع حقه.