سادت حالة من الهدوء الحذر فى محيط مدينة الإنتاج الإعلامى بين أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل وبعض القوى الإسلامية المؤيدة لقرارات الرئيس محمد مرسى. فيما واصل أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل والمؤيدين لقرارات الرئيس اعتصامهم لليوم السابع على التوالى أمام مدينة الإنتاج الإعلامى بمدينة السادس من أكتوبر، تأييدًا لقرارات الرئيس مرسى، والمطالبة بتطهير الإعلام وتغيير سياساته المستمرة والمتمثلة بالانتقاد الدائم للنظام، بالإضافة إلى عزل عدد من الإعلاميين وعدم ظهورهم على شاشات الفضائيات. وردد المعتصمون هتافات: "أحمد زند يا أحمد زند مش هنسيبك لو فى الهند"، "الإبراشى هيس وبيتحدى الريس"، "وإحنا هنا فى الميدان"، "يا مرتضى يا منصور أنت أصلا شاهد زور.. ويلا يلا يلا غور وخد معاك سامح عاشور"، "البرادعى بيهيس عاوز يبقى ريس"، "موسى بيهيس عاوز يبقى ريس". وقامت قوات الأمن بتكثيف تواجدها وزيادة أعدادها أمام مدينة الإنتاج والأماكن المحيطة بها، حيث تم تكثيف أعداد الجنود وبعض المصفحات عند مدخل بوابه"4"، لعدم تعرض أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل لرواد المدينة أو الإعلاميين أو عدم اقتحام المدينة. وفى الوقت ذاته، قام بعض من المنسحبين من حركة 6 إبريل، بتدشين حركة ''أحرار 6 إبريل''، والتى دشنت من اعتصام حازم أبو إسماعيل فى مدينة الإنتاج الإعلامى، والذى أكد أعضاء الحركة أنها وليدة الأحداث الجارية، كما اعتبروا تدشينها من اعتصام الإنتاج الإعلامى يعبر عن مساندة الحركة للرئيس وقراراته. وأشار أعضاء الحركة إلى أن تدشين هذه الحركة لرفض اتجاهات الحركة فى الآونة الأخيرة، وتنسيقها مع الفلول لإجهاض الثورة واعتراضهم على طريقة اتخاذ القرار داخل الحركة. وانضم إلى صفوف معتصمى مدينة الإنتاج الإعلامى عدد من أعضاء من حركة "ديتول لعادات اليومين دول" القادمة من السويس، رافعين لافتة كبيرة أعلى خيمتهم تعبر عن مدينة السويس. وفى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، قام العشرات من المعصمين بأداء قيام الليل فى جماعة أمام بوابة رقم "4"، الذى أمهم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، حيث توجهوا بالدعاء إلى الله، وذلك لنصرة الرئيس مرسى على معارضيه، سائلين الله أن يثبته على موقفه وعلى قراراته التى اتخذها، والتى يرونها أنها قرارات ثورية تصب فى مصلحة البلاد وتحمى الثورة. ووجه الشيخ صفوت بركات، الباحث فى العلوم الشرعية، رسالة إلى الإعلاميين قائلا فيها: "اتقوا الله فيما تقولون، وانقلوا الأخبار الصحيحة، ولا تعظموا من الأشياء العظام، ولا مناهضة فصيل معين، والالتزام بالمهنية فى عملكم، لأن ضحايا الإعلام وكوارثه أكبر بكثير من ضحايا وكوارث الحروب"، نافيًا ما تردد حول سرقة العجل من القرية الريفية الذى دبحوه أول مرة أمام مدينة الإنتاج قائلا: "الشعب المصرى فى أصعب اللحظات تخرج منه نكات"، ونحن لسنا دعاة عنف ولكننا اعتصمنا لتوجيه رسالة. كما نفى أيضًا واقعة الاعتداء على المخرج خالد يوسف، الذى اتهم أنصار الشيخ حازم بالاعتداء عليه أمام مدخل المدينة، مشيرًا إلى أنهم يرفضون الاعتداء على أى شخص. وأكد بركات من أعلى المنصة المتواجدة بالاعتصام، أنهم لا يستطيعون مخاصمة الإعلام ولا مقاطعته، لأن وجود الإعلام ضروري، مشددًا على أن يكون متصالحًا مع الأعراف والتقاليد، فى محاولة منهم للم الشمل، وليس بث الفرقة والخلاف بين التيارات والفصائل المختلفة، متمنيًا أن تعبر مصر مرحلة الاستفتاء بسلام، لننتقل من الوضع المؤقت للدائم وهو الاستقرار. وأشار بركات إلى أن هدفهم الرئيسى من الاعتصام هو توصيل بعض الرسائل للقائمين على الإعلام المصرى وخاصة الفضائيات الخاصة، واصفا إياه بأنه اعتصام حضارى ملتزم بكل الآداب والأخلاقيات العامة، على الرغم من رفض بعض المعتصمين الانصراف إلا أننى أرى أنه علينا ترك الاعتصام للمشاركة فى الاستفتاء على الدستور. وقام المعتصمون بذبح ثلاثة خرفان والتى عليها أسماء "حمدين صباحى وعمرو موسى والدكتور محمد البرادعى"، مرددين هتافات: "يا علمانى خايف ليه شرع الله عملك إيه"، فى الخيمة المخصصة لذلك، فى الوقت الذى انتشر فيه الباعة الجائلون بكثافة داخل أماكن الاعتصام لترويج بضاعتهم على المعتصمين. ونفى الشيخ جمال صابر، منسق حركة لازم حازم، الأنباء التى ترددت بشأن فض الاعتصام، اعتبارًا من يوم الجمعة، مضيفا أن قرار فض الاعتصام يتطلب التشاور مع الجهات الأخرى المشاركة فيه وخاصة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بنفسه نظرًا لكونه من يقود هذا الاعتصام. وأضاف صابر أن الحديث عن فض الاعتصام كان مجرد مشاورات ومناقشات دارت خلال الساعات الماضية فى إطار استعدادات المعتصمين للمشاركة فى الاستفتاء على الدستور غدا السبت السبت، غير أن قرار بهذا الشأن لم يتخذ بعد. فيما استمرت اللجان الشعبية بإغلاق مداخل ومخارج محيط الاعتصام، لتفتيش القادمين إليهم، ولم يسمحوا لأحد بالدخول سوى بعد إظهار بطاقته الشخصية، وذلك لعدم تسلل أحد من الخارجيين عن القانون أو البلطجية داخل المدينة أو المندسين لافتعال أى مشكلة قد تحسب على المعتصمين. وقام المعتصمون بأداء صلاة الفجر فى جماعة وقام الأمام بالدعاء والتضرع إلى الله: "اللهم ارحم شهداءنا، واخذل من خذلهم اللهم فرج الكرب اللهم اخذل من ظلمنا، وأن تعبر مصر هذه المرحلة بسلام وأمان". وبعد صلاة الفجر، قام بعض المعتصمين بأداء بعض التمرينات الصباحية، مرددين هتافات منها "قوة عزيمة إيمان المرسى بيضرب فى المليان.. يا مرسى إدينا إشارة واحنا نجبهملك فى شكارة"، وذلك استعدادًا لمليونية اليوم، متوعدين الصحفى إبراهيم عيسى "أبو حمالات" بالعقاب الشديد فى حال عدم وقفة الحملة الذى يشنها على الرئيس مرسى. فيما سادت حالة من الهدوء التام أمام مدينة الإنتاج، ولجأ البعض إلى الخيام الموجودة فى محيط الاعتصام، فيما قام البعض الآخر بإشعال النيران للتدفئة من شدة البرودة.