كشفت مصادر مطلعة ل"المصريون" أن هناك توجهات جدية لدى القيادة السياسية بالتحضير لتشكيل حزب جديد يكون بديلا للحزب الوطني الديمقراطي ، على أن يتولى جمال مبارك قيادة الحزب ورئاسته ، مع تخلي الرئيس مبارك عن رئاسة الحزب الوطني نفسه ، بما يعني تهميشه وتفكيك بنيته ، على غرار قيام الرئيس السابق محمد أنور السادات بالاستقالة من رئاسة حزب مصر العربي الديمقراطي. وأضافت المصادر أن هناك ضيقا داخل المؤسسة الرئاسية من الحزب الوطني وحرسه القديم الذي يعد من أكبر المعوقات أمام تبني النظام لإصلاحات حقيقية تخفف عنه الضغوط الأجنبية حيث أصبح ينظر للحزب على أنه عبء على النظام مشيرا إلى أن جمال مبارك كثيرا ما أبدى تبرمه من المجهودات الشديدة التي تبذل لإصلاح هذا الحزب بدون أن تؤتي هذه الإصلاحات ثمارها وتحسن من صورة الحزب أمام الجماهير. وأشارت المصادر أن مستشارين برئاسة الجمهورية حاليا يعقدون العديد من الاجتماعات لتجديد الهيكل التنظيمي واسم الحزب الجديد الذي سيعتزم الرئيس مبارك ونجله التقدم به للحصول على رخصته من لجنة الأحزاب وأن الدكتور علي الدين هلال الذي يعد من أكبر منظري الحزب الوطني ولجنة السياسات سيلعب دورا مهما في تحديد فلسفة الحزب وأطره الفكرية والتنظيمية حيث ينوي النظام إعادة الاعتبار له بعد خروجه المهين من وزارة الشباب في أعقاب حصول مصر على صفر في مونديال 2010 وهو الصفر الذي أطاح بمستقبل هلال السياسي. من ناحية أخرى علمت "المصريون" أن الرئيس مبارك يعتزم إجراء تغيير وزاري شبه كامل في حكومة الدكتور نظيف يطيح في هذا التغيير بأكثر من 90% من وزراء الحكومة الحالية وإن كان مصير نظيف الأخير لم يحدد ما إذا كان سيستمر في منصبة أم أنه سيعين نائبا مدنيا لمبارك أم سيجري استبعاده في المرحلة المقبلة. وإن كانت المصادر قد أكدت صعوبة إقالة نظيف الذي يحظى بثقة الرئيس مبارك بعد نجاح الزيارة التي قام بها للولايات المتحدةالأمريكية في النصف الأول من العام الحالي وظهور نتائج إيجابية لهذه الزيارة أسهمت في تخفيف الضغوط الأمريكية المتتالية على النظام. وينتظر أن يغادر وزراء المجموعة الاقتصادية مناصبهم باستثناء محمود محيي الدين الذي سيلعب دورا مهما جدا في المرحلة القادمة حيث يحظى بثقة كل من الرئيس مبارك ونجله جمال الذي ستكون له اليد العليا في تحديد شكل الوزارة القادمة.