قالت مصادر بالحزب الحاكم ل«الشروق» إن يونيو هو موعد تقريبى لإعلان مرشح انتخابات الرئاسة المقررة خريف 2011.«يقصد به نهاية الربيع إلى مطلع صيف العام المقبل ولا تناقض فى ذلك مع تأكيدات رسمية بتحسن حال صحة الرئيس»، وقال أحدها مجددا التأكيد أنه لا حديث فى الحزب عن ترشح «أحد غير مبارك». من ناحية أخرى، نفى مصدر رئاسى ل«الشروق» وجود أى تناقض بين التأكيدات الرسمية لنشاط الرئيس وبين قرار إعلان اسم مرشح الحزب الحاكم لمرشحه الرئاسى قبيل الانتخابات بشهور قليلة. وكان مفيد شهاب الوزير والقيادى بالحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم قد قال فى تصريحات قبل أيام إن إعلان الحزب اسم مرشحه، سينتظر حتى شهر يونيو 2011 . كما رفض مصدر بأمانة السياسات، التى يرأسها جمال مبارك النجل الأصغر للرئيس جمال مبارك، أى ربط بين قرار إعلان الحزب اسم مرشحه لانتخابات الرئاسة بعد عام من الآن، وما تداولته بعض الصحف أمس عن قيام بعض أعضاء الوطنى بتعليق ملصقات لجمال مبارك فى مناطق شعبية تحمل صورته وكلمات «جمال ومصر». «جمال مبارك لم يطلب من أحد أن يقوم بتعليق مثل هذه الملصقات ولن يقول لأحدهم إنت عملت كده ليه لأن الأمر صغير ولا يجب تضخيمه»، أضاف المصدر أن هذه ليست أول مرة يقوم «بعض أعضاء الحزب المتحمسين لجمال مبارك» بتعليق ملصقات له «وفيه صورة كبيرة للرئيس وجمال مبارك فى الأزهر ومكتوب عليها القيادة والمستقبل من أكثر من سنتين، وده لا يعنى أن جمال مبارك طلب تعليقها». وقال مسئول الرئاسة «الرئيس منشغل الآن بمتابعة تفاصيل التحضيرات لانتخابات الشعب (المقبلة فى خريف العام المقبل) وكل قيادات الحزب تعمل معه فى هذا الموضوع وموضوع انتخابات الرئاسة غير مطروح الآن على الأجندة»، ملمحا إلى أنه لا اختلاف بين هذا العام وبين عام 2005. كان الرئيس مبارك قد خضع أيضا لعملية جراحية فى صيف 2004 فى ميونيخ للتعامل مع آلام فى العمود الفقرى دون أن يحول ذلك دون قيامه بحملة رئاسية نشيطة فى 2005. وبحسب دبلوماسيين عرب وأجانب، فإن قرار الوطنى إبقاء الأمر «مفتوحا» حتى قبيل عقد الانتخابات بأشهر قليلة لا يتفق مع ما يستمعون إليه مباشرة من قيادات بالوطنى ومسئولين بالحكومة حول أن حسنى مبارك هو مرشح الرئاسة عن الوطنى للعام المقبل. «لماذا اختار الدكتور مفيد شهاب شهر يونيو.. ما الذى يعنيه هذا التأخير»؟ تساءل دبلوماسى غربى فى القاهرة بعد أن كان قد أخبر الشروق قبل أيام أنه لديه تأكيدات رسمية وغير رسمية بأن الرئيس مبارك «بخير وإن كان متعبا قليلا». وبحسب المعمول به فإن الحزب الوطنى الديمقراطى يعقد مؤتمرا خاصا لإعلان اسم مرشحه للرئاسة. فى الأسبوع الثالث من يوليو من عام 2005 أعلن الرئيس مبارك من مدرسة المساعى المشكورة بالمنوفية أنه قرر ترشيح نفسه لفترة رئاسة خامسة. من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية الليبرالي، وحيد عبد المجيد، إن اللافت فى موعد الإعلان «ليس علاقته بصحة الرئيس ولكن قصر المدة بالنظر إلى ما يفترض أن تسعى إليه الأحزاب فى حالة التنافس الجاد لبناء رأى عام قوى بين مساحة كبيرة من المواطنين. يعنى التاريخ ده ينظر إليه على أنه متأخر لما تكون الانتخابات بجد»، قال عبد المجيد. ويضيف أستاذ العلوم السياسية أن مشروع ترشح جمال مبارك للانتخابات «لا يبدو واردا بشدة لأن جمال مبارك لم يقدر أن يلعب حسب قواعد اللعبة القديمة المنصوص عليها منذ أيام الاتحاد الاشتراكى (الحزب الواحد فى السنوات الأولى لثورة يوليو وحتى إقرار تعددية حزبية بعد الثورة بثلاثة عقود) ولم يقدر فى الوقت نفسه أن يقدم طرحا سياسيا جديدا متماسكا يمكن أن يبنى على أساسه قاعدة قوية داخل الحزب وخارجه»، على حد تعبيره.