أكدت مصادر مطلعة بالحزب الوطني ل " المصريون" أن جمال مبارك ألمح لعدد من المقربين في لجنة السياسات عن نيته اعتزال العمل السياسي بعد الأداء الضعيف لمرشحي الحزب الوطني في الانتخابات . وقالت المصادر إن جمال مبارك أدرك استحالة تحقيق طموحه في وراثة الحكم خلفاً لوالده بعد الدلالات الشعبية السلبية تجاه الحزب الوطني خلال الانتخابات الأخيرة ، إلا أن عددا من مستشاريه حاولوا إقناعه بأن الحزب الوطني ستكون له الأغلبية الكافية داخل المجلس الأمر الذي سيمكن حكومة الحزب من تنفيذ برامجها في كل المجالات . وقد طلب جمال مبارك من عدد من مستشاريه السياسيين والقانونيين والأمنيين أن يعكفوا علي إعداد تصوراتهم والسيناريوهات المتوقعة في الفترة القادمة في ظل وجود ما يقرب من 100 عضو من جماعة الإخوان تحت قبة مجلس الشعب والآليات الممكنة للتعامل مع الوضع الجديد . وكشفت المصادر عن وجود اتجاه وإن كان ضعيفا في المرحلة الحالية في مؤسسة الرئاسة لحل مجلس الشعب الحالي إذا صدرت أحكام قضائية متعددة ببطلان عضوية عدد من أعضائه أو ما شابه ذلك خلال عامين ، يكون خلالها الحزب الوطني أعاد بناء كوادره وتخلص من الوجوه القديمة التي تصيب الشارع المصري بالغضب . علي جانب آخر تعكف السفارة الأمريكية بالقاهرة علي دراسة أسباب النجاح الكبير لمرشحي الإخوان رغم كل محاولات الحزب الحاكم لوقف هذا النجاح سواء بشراء الأصوات أبو بالبلطجية والتزوير . وتوقعت مصادر سياسية أن تشرع السفارة الأمريكية في فتح أبواب حوار علنية مع الجماعة كقوة سياسية فعالة في الحياة السياسية المصرية . كما توقعت نفس المصادر أيضاً أن تتخلى الإدارة الأمريكية عن وعودها السابقة بدعم عملية التوريث في مصر إذا صاحب ذلك إصلاح سياسي . على جانب آخر ، علمت المصريون أن هناك حالة ضيق تنتاب القيادة السياسية من الحرس القديم في الحزب الوطني ، بعد أن أوكلت إليه مسئولية الهزيمة الساحقة التي واجهها الحزب أمام المستقلين ومرشحي جماعة الإخوان المسلمين . مصادر سياسية أوضحت ل "المصريون" أن القيادة تبحث الآن عن إعادة نظر جدية في دور الحرس القديم في الفترة المقبلة ، حيث أن استمراره يشكل عاملا للضغط ضد النظام ويساعد في تنامي الانتقادات الدولية ضده ، وأكدت أن الرئيس مبارك طلب من مجموعة مستشاريه إعداد تصور الهيكل التنظيمي الجديد للحزب وكيفية التخلص من الوجوه التي ساهمت في دخوله النفق المظلم الذي يعاني منه حاليا ، وحتى لو كان ذلك إنهاء لعهد الحرس القديم وسيطرته على الحزب التي استمرت لعقود . ونفت المصادر أن يكون هناك نية من الرئيس مبارك للتخلي عن رئاسة الحزب في المرحلة القادمة أو تأسيس حزب جديد بعد الضيق الشديد من النتائج المخيبة التي حققها الحزب في المرحلة الماضية مستبعدة أن يكرر الرئيس مبارك السيناريو الذي أقدم عليه الرئيس السادات عندما أنسحب من حزب مصر العربي الاشتراكي وأسس الحزب الوطني . وشددت المصادر على أن هناك اتجاها مؤكدا لإقصاء فتحي سرور عن رئاسة مجلس الشعب وتعيينه رئيسا للجنة الدستورية بالمجلس فقط كمكافئة له على الخدمات التي قدمها للنظام طوال الخمسة عشر عاما السابقة ، والبحث عن خليفة له في المرحلة القادمة وكذلك نفس الأمر مع صفوت الشريف وكمال الشاذلي . أوضحت المصادر أيضا أن جمال مبارك بذل جهودا ضخمة في الأيام القليلة الماضية لتحميل الحرس القديم الذي هيمن على ترشيحات الحزب الوطني في انتخابات البرلمان مسئولية الهزيمة ، وحاول إقناع القيادة السياسية أنها تعرضت لخداع من جانب الحرس القديم الذي قام بإيهامها أن استمرارهم في السيطرة على الحزب الحاكم هو ضمان لاستقرار النظام والمحافظة على هيمنته على الساحة السياسية .