أكدت مصادر مطلعة بالحزب الوطني ل " المصريون" أن الرئيس مبارك أعطى في كلمته أمس الأول أمام المؤتمر السنوي الثالث للحزب الوطني إشارة البدء في الإطاحة برموز الحزب الوطني أو ما يسمي رجال الحرس القديم ، مشددة على أن الرئيس كان يعني ما يقول عندما قال إن عملية تطوير الحزب تعلو علي أي قيادة أو فرد مهما يكن ، هو ما اعتبر إشارة غير مباشرة إلي كمال الشاذلي وصفوت الشريف وباقي رموز الحرس القديم بالحزب . وأشارت المصادر إلي أن معارك طاحنة تدور الآن بين رجال كمال الشاذلي وصفوت الشريف وباقي رموز الحرس القديم وبين جمال مبارك ومجموعة لجنة السياسات ، حيث يسعى الشاذلي والشريف للدفع بأكبر عدد من المرشحين الموالين لهم لانتخابات مجلس الشعب في حين أخترع جمال مبارك ما يسمي المجمع الانتخابي ، الذي ينص على أن يتقدم إليه كل من يرغب للترشيح ثم يقوم أعضاء المجمع الانتخابي باختيار المرشحين. وكشفت المصادر أن فكرة المجمع الانتخابي مكنت لجنة السياسات ورجال الأعمال من شراء ذمم أعضاء المجمعات الانتخابية للحزب الوطني علي مستوي الجمهورية للمجيء برجال جمال مبارك في الانتخابات القادمة. وذهبت المصادر إلى أن ترشيح كمال الشاذلي في الانتخابات القادمة قد يكون بمثابة " رقصة التانجو الأخيرة " ، حيث إن هزيمته في الانتخابات ستكون بمثابة النهاية لحياته السياسية دونما حاجة لتدخل مباشر من القيادة السياسية . وفي هذا الإطار ، لم تستبعد مصادر " المصريون" بالحزب الوطني أن يتحالف بعض رموز الحرس القديم مع بعض القوى السياسية الموجودة حالياً علي الساحة لتمكينها من الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد في مجلس الشعب القادم لتفويت الفرصة علي جمال مبارك الذي يستعد لتشكيل مجلس الشعب من رجاله لترشيحه للانتخابات الرئاسية القادمة التي سوف تجري بعد أقل من عامين عندما يعلن الرئيس مبارك تنحيه عن السلطة . وقالت المصادر إن جمال مبارك بحث مؤخراً مع اليزابيث تشيني مساعدة نائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى مسألة ترشحيه للانتخابات الرئاسية في مصر وأن تشيني وعدت بعدم ممانعة الإدارة الأمريكية لذلك ، بشرط الالتزام بالإصلاح الديمقراطي. علي جانب أخر ، حذرت تقارير أمنية رفعت للقيادة السياسية من تنامي حالة العصيان والتمرد داخل صفوف الحزب الوطني في ضوء ما تردد عن إعادة هيكله قيادات الحزب سواء علي المستوي الأمانة العامة أو أمانات المحافظات. وحذرت التقارير من أن الانتخابات القادمة ستشهد منافسة حادة بين قادة الحزب أنفسهم ، حيث سيرشح كل من يتم استبعاده من المجمع الانتخابي نفسه في الانتخابات ، كما أن البعض من الحزب الوطني سيتحالف مع جماعة الإخوان في الدائرة الواحدة ليضمن أصوات الإخوان . ورغم خطورة تلك التقارير إلا أن لجنة السياسات برئاسة جمال مبارك ضربت بها عرض الحائط مؤكدة أنها محاولة من رجال الحرس القديم للتأثير علي مجريات الانتخابات القادمة .