فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها مصر الأن خرج علينا يوم السبت الماضى الثامن من ديسمبر بجريدة الوطن الاستاذ الدكتور احمد عكاشة استشارى الطب النفسى قائلاً " من سجن ولو بضعة أشهرلا يصلح لتولى أى سلطة " وهذا ليس تصريحاً أو رأى شخصى بل صدر على اساس انه علم ودراسة هذه ليست فتوى من فتاوى القنوات الدينية أو الفضائيات بل صدرت من أحد اعلام الطب النفسى فى مصر والعالم العربى . يقول د عكاشة فى حيثياته " ان الرئيس محمد مرسى ينطبق عليه ذلك ،نجد أن قراراته الأخيرة الخاصة بالإعلان الدستورى تشهد ميلاد ديكتاتور جديد لا يريد أن يتراجع عن قراراته ... مؤكداً أن حلفانه اليمين ثم حنثه معناها أنه كان يضحك على المواطنين " ! ولكن ياترى إلى أى شىء استند د كتور عكاشة على كلامه ؟ على اى اساس نظرى أو علمى أو بحثى ؟ .. لقد استند إلى بحث أمريكى أجرى على 24 فرد قام 12 منهم بالقيام بدور السجناء مقابل 1500 دولار يومياً والاثنى عشر الاخرون قاموا بدور السجناء وبعد تعريض السجناء لبعض الممارسات السلبية لبضعة ايام وجدوا انهم يعانون من الصراخ والهياج النفسى والاكتئاب وان من قاموا بدور السجانين اعجبتهم السلطة المطلقة والسيطرة على الاخرين ! وكأننا الان امام فيلم من افلام هوليود . هذه الابحاث تذكرنى بالابحاث التى تقول مثلاً الرجال البريطانيون يحبون الشيكولاته اكثر من السيدات وغيرها من الدراسات التى لايمكن البناء عليها وصفحات الانترنت مليئة بذلك. نفترض جدلاً ان هذا البحث صادق كيف نعمم على ذلك .والتعميم فى علم النفس هو من الاليات النفسية التى يتم فيها إطلاق حكم عام قد يؤدى الى خطأ التقديروهو ايضا من الحيل الدفاعية التى يعمم بها الإنسان خبرته من تجربه سيئة على سائر التجارب المشابهة أو القريبة منها وهو كحيلة لخفض التوتر تحاول تجنب الإنسان الآلام التى عاناها من تجربته الأولى باجتناب كل المؤثرات المشابهة لها.. ايضا ما علاقة هذا بتولى السلطة ؟ لماذا هذا التوقيت الأن والصراع على اشده بين مرسى ومعارضية ؟ اليس من المنطقى ان السجين الذى احس بالقهر والظلم ان يتولد لدية كراهية الظلم وايذاء الاخرين اضافة الى ذلك ففى حالة الرئيس مرسى فانه كان سجين سياسى وليس جنائى اى انه ليس سيكوباتى او مجرم لديه بعض المشكلات النفسية التى قد تجعله يقدم على مثل ذلك . لقد سجن سيدنا يوسف ثم خرج بعدها ليتولى خزائن الارض وينقذ مصر من المجاعة ويطعم اهل مصر وما حولها من بلاد الشام وهذا ليس كلامى او دراسة امريكية بل انه القرأن .وعبر التاريخ فإننا نجد القائد المحنك المهاتما غاندى والذى اسس ما يعرف فى السياسة "بالساتياراها "او فلسفى اللاعنف او المقاومة السلمية وهى مجموعة من المبادىء تقوم على اسس دينية واقتصادية وسياسية فى ان واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف ، ونيلسون مانديلا الذى قضى أكثر من 25 عاماً بالسجن وكان السلام النفسى بداخله اقوى من القهر وكان نموذجاً للرئيس المتسامح الذى وحد شعبه على كلمة سواء وحديثاً نجد السادات برغم انه مر بتجربة السجن الا انه - وان كان البعض يرى انه له اخطاء شأنه شأن غيره - كان قائداً بارعا ً يتميز بالدهاء السياسى واصبح بطل الحرب والسلام وغيرهم كثير . هذه ليست المره الاولى د كتور عكاشه فأنت وصفت الشعب المصرى قبل ذلك وعلى رأسهم الاسلاميين بالجهل لانهم اختاروا الاخوان والسلفيين فى انتخابات البرلمان الاخيره وكان تحليك النفسى حينها لهم بأنهم مجموعة من الاميين مغسولى العقول لا يقرأون ويشاهدون فقط القنوات الدينية اهتماماتهم محصورة فى الاكل والشرب والرغبة فى دخول الجنة . هل هذا يعد تحليلا نفسيا صادقا حياديا هل كل من اعطى صوته للاسلاميين هكذا هل اصبحت الرغبة فى دخول الجنة سبة او تهمة او عقدة نفسية ينبغى العلاج منها . استاذى الجليل لا احد على وجه الارض يستطيع ان يغير هوية مصر الاسلامية ايضا يمكنك التعبير عن وجه نظرك الشخصية فى الرئيس والاخوان والاسلاميين كيفما تشاء وبالطريقة التى تريدها ولا احد يسطيع ان ينكر عليك ذلك ولكن على ان يتم الفصل بين ذلك وبين العلم الذى تمثله كذلك الابتعاد عن التعميم فمن المعروف ان التعميم تضليل . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]