يا شباب مصر مؤيدين ومعارضين أنتم الآن يراد بكم أن تكونوا حطب جهنم فى هذه المعركة التى ليس فيها خاسر أو كاسب سوى أطرافها، طرف شرعى ومنتخب من الشعب فى أنزه انتخابات جرت فى تاريخ هذه الأمة وله مؤيدوه، وطرف آخر لم تعجبه هذه النتيجة لأنه أحس أنه لن يحصل على شىء من الغنيمة التى يطمعون فى نصيبهم منها، هكذا ظنوها غنيمة، ولن تكون وبعدما صدعونا طوال السنين الماضية بكلام فارغ أجوف عن الحرية والديمقراطية، ولما أتت لهم الفرصة للممارسة الحقيقية انقضوا عليها وأكلوها تمامًا مثل الذين كانوا يعبدون الأصنام يصنعون الصنم فى الصباح يتعبدون فيه طول النهار حتى إذا جاء الليل وجاعوا أكلوه. هل يعقل أن يأتى يوم أسود يقتتل فيه المصريين وعلى ماذا ويضيع شباب فى عمر الزهور، لأن من يمتلكون المال طامعون فى السلطة ولا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية فقط، ولأن الفاسدين المجرمين يريدون الهروب، بما ارتكبت أيديهم يا شباب مصر فكروا بعقولكم لا تفكروا بعواطفكم، فكروا بالعقل وانتمائكم إلى مصر لا إلى انتماءاتكم الحزبية، مصر هى الباقية والناس والأحزاب إلى زوال، لا تندفعوا وراء أهواء الطامعين، لأنهم إذا ما تمكنوا من السلطة سيدوسونكم بالأقدام سيعيدوا لكم أياما أسوأ من أيام حبيب العادلى صدقونى، هؤلاء لا يهمهم أمركم ما يهمهم هو تضليلكم، أعوان أمريكا والغرب لا ينتظر من ورائهم خيرًا إنهم فى النزع الأخير وأنتم أعطيتموهم قبلة الحياة هؤلاء لم نسمع منهم فى السابق دفاعًا عن مظلوم، ولا إغاثة مكلوم هؤلاء تاجروا بنا وبكم طوال ثلاثون عامًا مضت والآن يحاولون النجاة على أكتافكم، وإذا حققوا بغيتهم أنتم أول من سيأكلوه، لأنكم أنتم بانتفاضتكم وثورتكم من سبب لهم كل ما آلوا إليه يعد 25 يناير 2012، ولن ينسوه لكم فلا تكونوا فى صفهم اليوم حتى لا يأكلوكم غدًا. لا تتسرعوا وتتشرزموا مرة أخرى كما فعلتم بعد الثورة وتفرقتم شيعًا وائتلافات ومن ثم فقدتم كل شىء، إن عملاء بنى صهيون لا يريدون لنا جميعًا خيرًا، ولا يسعدهم أبدًا أن نكون فى خير، لأنه إذا ما كنا فى خير فهذا معناه أن الأمة العربية ستكون فى خير، وهم يخشون ذلك لأنهم يخشون أن يفقدوا السيطرة على المنطقة، هل تذكروا ما حدث فى انتخابات الجزائر عام 1992 بعدما حصلت جبهة الإنقاذ على أكثر من 80% من أصوات الناخبين لم يعجب هذا الفرنسيين والغرب كله هذه النتيجة، لأن الديمقراطية أتت بمن لا يهوون وفى نفس الأسبوع انقض الجنرالات على السلطة وعمت الفوضى البلاد لفترة طويلة وقتل الآلاف من الشباب والمواطنين. يا شباب مصر تعلموا من أخطاء الآخرين ولا تنساقوا وراء أهواء أشخاص ساديين يعملون لحساب الغير من أجل السلطة أو المال نحن كرمنا الله بأننا لسنا أعراقًا ولا أجناسًا مختلفة، وبعدما فشلوا فى اللعب على النعرات العرقية مثل النوبة والبدو والعرب أرادوها حربًا حزبية الخاسر الوحيد منها هو الشعب والدولة والمؤسسات يا شباب اتقوا الله وكونوا على وعى بمجريات الأمور لا سامح الله القنوات الفضائية المغرضة والعميلة التى ضللت الناس وكان لها هذا الأثر المدمر على توجه الكثير من الشباب. أفيقوا قبل فوات الأوان وانظروا حولكم وأدركوا ماذا يراد لنا وبنا هل شاهدتم ما يجرى من هدم للقرى والمدن على رؤوس ساكنيها فى الشقيقة سوريا، هل رأيتم ما حدث فى ليبيا من دمار هل شاهدتم ما حدث فى العراق وتقسيم السودان ليس منا ببعيد إن ما يراد لنا أسوأ من ذلك بكثير، لأن مصر كانت وما زالت وستظل بإذن الله شوكة فى حلوقهم جميعًا، مصر لن تدمر كما دمرت كثيرًا من الدول وعادت إلى العصر الحجرى، مصر حماها الله ومن أرادها بسوء قصمه الله منذ أحمس حتى حرب أكتوبر 1973، أتدرون لماذا بقيت مصر وزال كل من تعدى عليها لأن فيها خير أجناد الأرض، وأهلها فى رباط إلى يوم الدين، لا تنجرفوا أيها الشباب خلف كل من يحمل أجندة غيره، لا تتبعوا كل من له هوى فى نفسه، لا تسمعوا إلى كل من يضمر الشر لهذا البلد، كونوا مبدعين ولا تكونوا مقلدين، رفقا بالضعفاء والفقراء، رفقا بالمرضى والمحتاجين، ساهموا فى إصلاح شأن هذا البلد حتى وإن لم تكونوا فى السلطة، شكلوا مجموعات ولجان إلكترونية لمراقبة الفساد، راقبوا كبار الموظفين فى الدولة، وتحروا هل أداؤهم يتناسب مع هذه المرحلة أم أنهم ما زالوا يعيشون فى أبراجهم العاجية البالية، أبلغوا عن أى فساد أو رشوة أو تخريب ترونه، ساهموا فى الإصلاح ما استطعتم، هذه بلدكم وأنتم من سيرثها حافظوا عليها انصحوا الناس ما استطعتم، شاركوا فى محو أمية من لم يكن لهم نصيب من التعليم، أسموا فوق الصغائر، اصبروا وصابروا والنصر بإذن الله قادم لا محالة والخير آت لا شك إذا ما خلصت النوايا، وغدًا سيبزغ فجر جديد مضىء، حماكم الله وحمى مصر من كل سوء. [email protected]