عزيزي حمدين انكشفت واتضحت مخططاتك وألاعيبك، حاولت وحاول معك بعض الخونة والمرتزقة وأصحاب الأجندات الخاصة، حاولت تزييف الحقائق والوصول والصعود على جثامين البسطاء، غير أن الطريق أمامك سُد وأحكم الإغلاق، بعدما انفرط عقد مؤامرتك والهارب وبعض رموز النظام السابق، عزيزي الوصول إلى السلطة يأتي عبر صندوق الانتخابات لا عبر دعوات الفوضى وتأجيج المشاعر وقلب الحقائق والدفع ببعض الشباب المغرر بهم إلى حافة الهاوية، عزيزي اسمح لي أن أخاطبك باللغة والمفردات والمصطلحات التي تجيد فهمها، فلقد أصبحت من وجهة نظر كثيرين من أبناء الشعب المصري لا تعدو سوى بطل من ورق، وهذا الوصف هو من لغة الأفلام والمسلسلات التي تجيد حبكتها وأحداثها الدرامية كما يخُطها لك رفقاء دربك الذين لا يعرفون غيرها سبيلًا، لكن عزيزي تلك الأحداث الدرامية التي تخطط لها لن تكون بفضل وعي الشعب المصري إلا أحداث يمكن أن تشاهدها عبر فيلم يخرجه لك مخرج سفيه ساقط، عزيزي إدارة الدولة لا تكون عبر نسج الخيال والأساطير التي يرسمها لك بعض زمرة إعلام الفساد والإفساد، بل إدارة الدولة تتطلب رجال دولة على قدر المسؤولية، لا رجال فن ورقص وطرب، فكل له مجاله الذي يبرع فيه، غير أنه من باب الإنصاف تبدو أنك بارع أنت في هذا المجال، الذي تحسن صنيعه، حيث كسبت بعض التعاطف، كما يكسب بطل بعض أفلام العرى والإسفاف والتفاهة تعاطف بعض المشاهدين في بعض لحظات وأحداث الفيلم، غير أن هذا سرعان ما يزول بعدما يكتشف المشاهد كم من خيانة ارتكبها هذا البطل الوهمي، وكم من محاولة فتنة وشقاق حاول زرعها وغرسها خلال أحداث الفيلم، عزيزي حمدين ناصحًا لك اذهب إلى مجالك الذي تجيد صنيعه، وابتعد عن محاولات الفتنة والشقاق، فالتحريض لن يفيد وسرعان ما تتكشف خيوطه، وحينها سيحاسبك القضاء وأهل مصر على ما اقترفته يدك، عزيزي حمدين وعزيزي البرادعي، من يحاول البناء فطرق التعبير عن الرأى كفلها القانون شرط الاحتفاظ بسلميتها دون مساس بالممتلكات العامة أو الأرواح، من أراد المصلحة العامة فهي لا تكون عن طريق التحريض على العنف والابتزاز الرخيص، إنما من خلال الجلوس على طاولة الحوار وطرح نقاط الخلاف ومحاولة الوصول إلى نقاط التقاء، وهذا لن يتحقق إلا إذا كانت هناك نيات ورغبات صادقة في حوار بناء من الأطراف كافة، وهاهو السيد الرئيس قد دعا إلى حوار وأعلن استعداده للقبول بكافة الخيارات شريطة توافق كل القوى السياسية، غير أنه يبدو أن تلك النيات والرغبات الصادقة غير موجودة لدى السيد حمدين ورفقائه الذين همهم الأول تغليب مصالحهم على مصلحة الوطن، فمن غير المعقول الإعلان عن رفض الحوار فور انتهاء خطاب الرئيس دون التدارس والتشاور وكأن النيات مبيتة مسبقًا، لكن سيد حمدين إن غدًا لناظره لقريب حين تتكشف كل مخططاتك. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]