يبدو أن الأزمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان التى أقلقت الشارع العراقى، خاصة بعد التصعيد الأخير بين الجانبين، والذى كاد أن يصل إلى حد المواجهة العسكرية فى المناطق المختلف عليها، أخذت طريقها إلى الحل أو التهدئة على الأقل بعد الجهود والمبادرات التى أطلقت من أجل وقف تصاعد الأزمة. ويرى برلمانيون عراقيون أن جهود رئيس مجلس النواب العراقى أسامة النجيفى ومبادرته وتدخل المرجعية الدينية والولايات المتحدة وإيران وانضمامهم إلى المساعى المبذولة وعودة رئيس الجمهورية إلى بغداد، نحجت فى نزع فتيل الأزمة بين بغداد وأربيل فى المناطق المتنازع عليها، متوقعين أن تشهد الأيام المقبلة اجتماعات للرئاسات الثلاث "الجمهورية والوزراء والبرلمان" من أجل التفاهم حول الخلافات العالقة بين الفرقاء السياسيين والتوصل إلى حلول ترضى جميع الأطراف. فمن جانبها، شددت النائب عن (ائتلاف العراقية) انتصار الجبورى - فى تصريح لها اليوم السبت - على أن مبادرة النجيفى نجحت ونزعت فتيل أزمة إدارة الملف الأمنى فى المناطق المتنازع عليها. وقالت الجبورى "إن مبادرة النجيفى نجحت حتى وإن كان نجاحها جزئيا، فإنها هدأت من الخلافات ونزعت فتيل الأزمة وقضت على خطورة أزمة إدارة الملف الأمنى للمناطق المتنازع عليها"، مشيرة إلى وجود إمكانية لعقد اجتماع للرئاسات الثلاث للتوصل إلى حلول مبدئية للمشاكل الحالية. ودعت النائب عن العراقية، الكتل السياسية إلى وضع مصلحة المواطن العراقى فوق كل شىء لأجل حل الخلافات السياسية، وتقديم الخدمة للمواطنين. وكان رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى بحث الأسبوع الماضى مع رئيس مجلس النواب آلية تنفيذ مبادرة إدارة المهام الأمنية فى المناطق المتنازع عليها. وقال بيان لمكتب المالكى "إن النجيفى نقل عن حكومة إقليم كردستان بعد اجتماعه مع رئيس الإقليم مسعود البارزانى، قبول أولى لما طرحه رئيس الوزراء نورى المالكى من رؤية للحل، تقوم على أساس السيطرات (نقاط التفتيش) المشتركة أو تأهيل قوة من أهالى المناطق المختلطة للقيام بالمهمة وإدارة الأمن فى هذه المناطق". وبدورها، توقعت النائب عن (التحالف الوطنى) منى العميرى، اليوم، أن تشهد الأيام المقبلة اجتماعا للرئاسات الثلاث من أجل التفاهم حول الخلافات العالقة بين الفرقاء السياسيين. وقالت العميرى "هناك مؤشرات إيجابية لحل الأزمات السياسية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم لأنه بعد كل أزمة يجب أن يكون هناك انفراج لها". وأضافت "أن تحرك رئيس مجلس النواب أسامة النجيفى ولقاءاته مع القادة السياسيين أدى إلى التخفيف من حدة الأزمة لحلها جذريا"، مشيرة إلى أن الأيام المقبلة ستشهد اجتماعا للرئاسات الثلاث من أجل التفاهم على الخلافات والتوصل إلى حلول ترضى جميع الأطراف". فيما دعا النائب عن (التحالف الكردستانى) حميد بافى اليوم الكتل السياسية إلى تغليب لغة العقل والحوار لأنها مفتاح لحل جميع الأزمات السياسية التى تشهدها البلاد فى الوقت الحالى. وقال بافى "إن الخلافات الأخيرة بين المركز والإقليم مهدت الطريق لتدخل الدول فى الشئون الداخلية للعراق وتسببت فى إضعافه"، داعيا الجميع إلى النظر لمصلحة الشعب العراقى الذى عانى من الويلات بعيدا على القومية والمذهبية والطائفية". وثمن دور المرجعيات الدينية فى حقن الدم العراقى وتحريمها مقاتلة الكرد، مضيفا "أن حل المشاكل يتم بالحوار وهذا متبع فى كافة النظم الديمقراطية وليس بإدخال الجيش والقوى الأخرى طرفا فى النزاع". ودعا النائب عن (ائتلاف العراقية) مطشر السامرائى قادة الكتل السياسية إلى الانشغال بمعاناة الشعب العراقى وما يواجهونه من أزمات الواحدة تلو الأخرى والسعى الجدى لحلها بدلا من إثارة خلافات جديدة لا يتحملها الوضع العراقى الراهن. وأكد السامرائى - فى بيان صحفى اليوم - على ضرورة توحيد الصف الداخلى وحل المشاكل بالحوار الجاد لغلق كل أبواب التدخل الخارجى من قبل المتربصين بالعراق ممن يثيرون المشاكل الداخلية ويعملون ليل نهار لتقطيع أواصر الترابط الاجتماعى. فيما رأى عضو التحالف الكردستانى حسن جهاد أن الاتصالات الأمريكية والإيرانية وتدخل المرجعية الدينية وعودة رئيس الجمهورية جلال الطالبانى إلى بغداد "هدأت" الأزمة بين المركز والإقليم، مرجحا أن يكون رئيس إقليم كردستان مسعود البارزانى قد أبدى لرئيس مجلس النواب العراقى أسامة النجيفى موافقته "المبدئية" على آلية لإنهاء الأزمة. وقال حسن جهاد "إن اتصالات الأمريكان والإيرانيين بهذا الموضوع وموقف المرجعية الدينية المشرف بحرمة القتال كان له دور قوى، إلى جانب عودة رئيس الجمهورية جلال الطالبانى إلى بغداد"، معتبرا أن جميع هذه الأمور خلقت جوا أفضل وهدأت الوضع الآن بين بغداد وأربيل. وأكد جهاد أن المفاوضات مستمرة لنزع فتيل الأزمة، مجددا حرص الإقليم على حل المشكلة بشكل سلمى، لكنه شدد فى المقابل على ضرورة أن تكون هناك نهاية لتحريك الجيش العراقى فى المناطق المتنازع عليها. يذكر أن حدة الأزمة بين إقليم كردستان وحكومة بغداد تصاعدت عقب حادثة قضاء الطوز فى محافظة صلاح يوم 16 نوفمبر الماضى، بعد اشتباك جرى بين عناصر من عمليات دجلة وحماية موكب مسئول كردى، أسفر عن مقتل وإصابة 11 شخصا غالبيتهم عناصر من قوات عمليات دجلة.