ما يحدث في شارع السلام بالدرب الأحمر هو كارثة دينية وأثرية بكل المقاييس فالشارع به جامع مقبل الرومي والمعروف بجامع عارف باشا الدرمللى وهو أنشئ عام 1282 هجرية ومكون من طابقين الطابق الأرضي به محالات تجارية ومدخل الجامع وسبيل ومدخل ثاني للمئذنة وبه كتاب لتحفيظ القرآن الكريم وبالرغم أن وثائق التاريخ تؤكد أنه جامع أثري له قيمة ثقافية عالية ورغم اعتراف حي وسط القاهرة في 17/10/2003 بأهمية المسجد وضرورة الحفاظ عليه علاوة علي أن المسجد مسجل بوزارة الأوقاف تحت رقم 1031151 لكن الواقع ملئ بالغرائب وهي حصول ناظر وقف المسجد لأن المسجد كان وقفاً خيرياً قد حصلوا بالتحايل علي حكم قضائي لهدم المسجد كعقار وليس مسجد وأما ما كشفت عنه سجلات مصلحة الضرائب العقارية بدار المحفوظات العمومية فهو أغرب ففي الجزء رقم 9865 من السجلات عن الفترة من 1926 إلي 1933 تؤكد أن المكان مسجد وباسم ورثة أحفاد ناظر وقف عارف باشا وهو زاوية لإقامة الشعائر غير مستعملة يعلوها دوريين وأسفلها سبعة دكاكين وبها كتّاب لتحفيظ القرآن الكريم إلي هنا والأمرين وطبيعي ولكن سبحان مغير الأحوال ففي نفس السجلات في الفترة من 1934 حتى 1941 جرى قشط وإزالة وتحول المسجد من وقف خيري إلي ملك للأحفاد ناظر الوقف وزاد عدد المحلات من سبعة إلي ثمانية وتحول الكتّاب إلي عشه خشبية والأغرب من ذلك أنه في الفترة من 1942 حتى عام 1949 ألغيت الكتاتيب الأمر لم يتوقف عن هذا الحد بل أن المسجد حالياً تحول إلي عقار كمسكن في سجلات العوائد بمحافظة القاهرة وتم محو هويته كمسجد تمهيداً لتنفيذ قرار الإزالة ويوضح أحمد ياسين أحد أصحاب المحلات الموجودة أسفل الجامع أن التقرير الذي استند إليه قرار الإزالة هو أنه مهدد بالانهيار ولم يذكر أنه مسجد وأن الأهالي أرسلوا العديد من الشكاوى لمنطقة أثار جنوبالقاهرة وإلى وزارة الأوقاف يطالبون فيها بإثبات المسجد في نطاق الآثار العامة وليس مسكناً ولم تستجيب المنطقة ومن جانبها تتساءل المصريون لماذا لم ينضم المسجد كأثر له قيمة تاريخية حتى الآن ولماذا لم تتخذ مديرية أوقاف القاهرة أي إجراءات لحماية المسجد من شبح الهدم.