أرى أن المتضرر الحقيقى من احتجاب صحف الفلول الثلاثاء الماضى هم بائعو الفول والطعمية وأكشاك السندوتشات واللب السوبر، فمن أين لهؤلاء المساكين ب (قراطيس) لترويج بضاعتهم..؟ أعلم جيدًا أننا لا نعانى أزمة (قراطيس) فى مصر، فهم منتشرون بكثرة هذه الأيام، أحدهم مثلًا رئيس تحرير لم يخجل من أن ينشر صورة لرئيس الجمهورية بجواره (جزمة) على صدر الصفحة الرئيسية لجريدته، متهمًا إياه بالديكتاتورية!.. لكنها طبيعة (قراطيس) مصر.. يتلذذون بالعيش تحت نير (الجزمة) الميرى.. ملتحفين برداء زائف من المعارضة مدفوعة الأجر.. وعندما يمن الله عليهم بالحرية والكرامة الحقيقية.. تراهم يرفعون شعارها دومًا ربما لأن الحنين للماضى هو ما يدفعهم لذلك.. (قرطاس) آخر من النوع الحنجورى الانكشارى الانشطارى المتفشخ.. وارد عهود والله زمان يا سلاحى.. فهو اشتراكى مع الاشتراكيين.. منفتح مع الانفتاحيين .. ماركسى وقت اللزوم، علمانى عند الحاجة.. إخوانى لو استدعت مصلحته ذلك.. لا يعلم ماذا يريد.. وهو بطل النكتة الشهيرة التى جلس يكتب فيها خطابًا لأخيه فسأله ابنه متعجبًا ولكنك لا تعرف الكتابة فقال له وماذا يضر.. عمك أيضًا لا يعرف القراءة.. ورغم أنه ينتمى لأقلية (قرطاسية) استبدادية منقرضة.. إلا أنه نصب من نفسه زعيمًا للثورة الثانية التى يتبناها الفلول.. طمعًا فى تنصيبه رئيسًا حتى لو استدعى ذلك حمل المصريين للسلاح ومواجهة بعضهم البعض.. فى أسوأ أشكال المتاجرة بدماء أبناء جلدته.. نحن نملك أيضًا أنواعًا فاخرة من (القراطيس).. من مدمنى السيجار الكوبى الفاخر.. أحدهم ظل يعمل فى خدمة الملك طيلة عشر سنوات، ومثلهم فى الجامعة العربية، وهو صاحب أقوى نظرية سياسية لم يتوصل إليها عباقرة السياسة على مدار التاريخ.. والتى تقول (يا بخت من نفع واستنفع).. وهى النظرية التى أثبتت جدواها اليوم.. فتراه الآن محمولًا على الأعناق لإسقاط ثورة كان استبداد ملكه ونظامه أهم أسباب قيامها! نوعية أخرى مختلفة تمامًا من (القراطيس) تعمل بمبدأ.. (الحصانة كنز لا يفنى).. ورغم أن الحصانة قد منحها إياهم القانون لتحقيق العدل بين أبناء الوطن.. إلا أنهم جعلوا منها سلسلة من المفاتيح.. لفتح أبواب التهليب المستغلقة طوال عصر مبارك.. واليوم يستخدمونها لإغلاق أبواب الحرية فى وجوهنا.. ثم يخرجون عليك نائحين متباكي .. على طريقة( كلم لميس تلهيك........) فهم يجاهدون بالفعل لتحقيق العدالة.. لكن لأجل تقسيم تركة مصر عليهم بالتساوى.. بالطبع أصدقائى أنتم تنتظرون الآن أن أحدثكم عن كبير (القراطسة) لكنكم ربما لا تعلمون أن سيادته نال ترقية ثورية؛ مؤخرًا وأصبح (طرطورًا) كبيرًا.. وإلى أن ينتهى من احتساء فنجان القهوة (الإسبرسو) الفاخر بينما ينتظر اشتعال مصر وتناحر أبنائها.. سنجهز له مقالة تليق بمقامه الدولى العالى فلكل (قرطاس).... مقال..