هل عقمت «أم الدنيا» عن إنجاب الحكماء؟.. هل نضبت الأرض الخضراء أن تنبت العقلاء؟ ..ألا ترون حجم الكارثة التي نحن مقبلون عليها؟.. ..ألا تسمعون صراخ الأرامل.. ونحيب الثكالى.. وبكاء الأيتام؟ ..ألا تبصرون تبعات ما نحن جميعًا مندفعون إليه؟ ..ألا تستشعرون «شماتة» الأشقاء والأصدقاء قبل فرحة الأعداء؟ ..ألا تعتقدون أن الجميع يتركنا نواجه مصيرنا المحتوم كي يجعلونا «مثلًا وعبرة» يخوفون بها شعوبهم صائحين: هذا هو مصيركم لو أصررتم على تغيير الحكام.. فحكامكم مهما بلغ عدم رضاكم عنهم أفضل ألف مرة من ثورات تلقي بكم إلى المجهول»؟ .. ألا تعقلون إلى أي طريق تسيرون بمصر، وهناك قطاران يندفعان بأقصى سرعتيهما على خط واحد باتجاهين متقابلين ينتظران لحظة الصدام التي لولا ستر الله وحلمه ورحمته لوقعت منذ أيام وقضي الأمر؟ ..سيادة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي.. أنت وليس غيرك المسؤول الأول عن مصر الآن.. أجلستك إرادة المولى على عرش مصر، وأخرجك سبحانه من السجن إلى الحكم، وجعلك عز وجل قائمًا على أمر أكثر من 90 مليون مصري، مؤيديك ومعارضيك، محبيك وكارهيك، قابليك ورافضيك، كلهم مصريون.. دمهم وعرضهم ومالهم حرام علينا جميعًا.. ولن يغفر لك التاريخ أبدًا لو انفجر الوضع وقتل المصريون المصريين في عهدك.. مهما كانت الأسباب والأعذار فأنت المسؤول أمام الله وأمام التاريخ عن مصر –وشعبها – طالما قبلت تحمل المسؤولية – ورضيت بحكم الله في حكمك لبلد بحجم بلدنا.. وأنت تعلم أكثر من غيرك بتركيبتها السكانية والعقدية، والنفسية والاجتماعية. .. سيادة الرئيس استحلفك بالله أن تتدخل قبل أن تقع الواقعة، ويخرج الأمر كله عن أي عقل ومنطق وتدخل المحروسة نفقًا مظلماً بلا نهاية.. ونسقط جميعًا في بئر بلا قرار. .. سيادة الرئيس.. إن كان معارضوك أخطأوا.. فأنت الرئيس وهم أبناؤك فالعفو والعقل.. وإن كنت أنت شخصيًا قد اتخذت من القرارات ما جانبه الصواب فالرجوع للحق فضيلة.. والعودة عن الخطأ شجاعة تحسب لك لا عليك.. ونعلم أنها خصلة لا تنقصك. .. وإن كان مؤيدوك قد تزيّدوا في تأييدك.. وتجاوزوا في دعمك.. فأمرهم بالحكمة فإنهم لك سامعون، ولأوامرك طائعون. .. أما الإخوة رموز القوى المدنية فقد دخل في أوساطكم من لا ترضونه ولا نقبله، فشوهوا صورتكم لدى الناس بما يملكونه من عدم قابلية عند المصريين وتاريخ قريب لا يسر عدوًا ولا يرضي حبيبًا.. فاستمعوا لصوت العقل ولا تجعلوا العقلاء والناصحين كالنافخين في «قربة مقطوعة»، والعازفين للطرشان... ولا تكونوا كمن قال الله فيهم: {وَاذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (لقمان -7). .. أما قضاتنا الأجلاء.. وخبراؤنا الدستوريون الأفاضل.. فارحمونا يرحمكم الله. احفظوا مصر جميعًا لأبنائنا.. فمصر هي الباقية وأنتم الزائلون. وحفظ الله مصر ووحدتها وشعبها وقيادتها وجيشها من كل سوء إلى يوم الدين. [email protected] twitter@hossamfathy66