على خلفية الهجوم الذي تعرضت له إحدى وحدات قوات حفظ السلام المتواجدة في شبه جزيرة سيناء ، طلبت جهة سيادية من وزارة الداخلية المصرية تحجيم "الممارسات " التي تتبعها ضد البدو في مناطق وسط وشمال وشرق سيناء محذرة من أن تلك الممارسات باتت تشكل تهديدا بالغا على الأمن القومي المصري بعد أن استثمرتها "جهات معادية" للنيل من وحدة البلاد واستقرارها بحسب ما ورد في التقرير السيادي . وأفادت مصادر طلبت عدم الكشف عن اسمها ل"المصريون" ، أن الجهات السيادية تدرس الآن تقارير استخبارية و صفتها ب"الخطيرة" تشير الي أن ثمة مخططات لأجهزة استخباراتية أجنبية تستهدف دعم بعض القبائل والبدو وعناصر في سيناء خاصة تلك التي تأذت من تعرض بعض أبنائها للإيذاء الأمني و الامتهان ، إثر تفجيرات طابا و شرم الشيخ و حثهم على تشكيل ميليشيات تخوض حرب عصابات ضد الدولة المصرية للمطالبة بحكم ذاتي لسيناء بعيدا عن الحكومة المركزية بالقاهرة . فيما تتوقع تلك الجهات السيادية أن يكون بعض العناصر من أجهزة أمنية " إسرائيلية" قد تورطت بالفعل في عمليات تهريب الالآف من قطع السلاح و القنابل و صناديق الذخيرة و تزويد القطاعات البدوية الغاضبة من التعاطي الأمني المصري الخشن معها . و أفادت المصادر أن اتجاها داخل الأجهزة السيادية المصرية ، يحقق بجدية في معلومات أشارت إلى وجود عناصر مشبوهة تتولى تدريب بعض البدو في سيناء علي استخدام السلاح و تقديم الدعم الوجستي والمادي والتقني لها . و عزت الجهات السيادية شكوكها و توقعاتها إلى رصدها خلال عمليات الكر والفر والاشتباكات بين رجال الشرطة المصريين وعناصر البدو بسيناء والعرب القاطنيين فيها , دخول تلك العناصر أثناء هروبها تجاه حدود سيناء مع فلسطين واتخاذها كملاذات آمنة , في الوقت الذي تصر فيه تل أبيب على رفضها أن تشمل عمليات نشر القوات المصرية علي الحدود المنطقة الواقعة ما بين غزة وطابا مقتصرة علي نشرها بالمنطقة الحدودية فقط . مفسرة هذا المنحى الإسرائيلي بأنه ربما يأتي في سياق رغبة تل أبيب في إقامة شريط حدودي في سيناء لا يخضع سوي لسيادة عناصر خارجة علي الدولة المركزية في مصر . وفي سياق متصل يعزز من تلك الهواجس ، فقد توقعت مصادر استخباراتية أمريكية أن تشهد شبه جزيرة سيناء أعمال عنف أخرى في المستقبل القريب ، ونقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن مصادر استخباراتية أمريكية تحذيرات من وقوع تفجيرات أخرى في سيناء وذلك بعد أقل من 48 ساعة على الانفجار الذي تعرضت عله مركبة تابعة للقوات الدولية في شبه الجزيرة المصرية والذي أسفر عن جرح مجندتين كنديتين. وجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية قد وجهت تحذير عاجل إلى الرعايا الأمريكيين من السفر إلى سيناء في الفترة المقبلة .